خاص للكومبس

تحدّيات اللغة ولكنة المهاجرين.. في مسرحية كوميدية لشاب سوري بالسويد

: 9/5/23, 4:37 PM
Updated: 9/5/23, 4:45 PM
تحدّيات اللغة ولكنة المهاجرين.. في مسرحية كوميدية لشاب سوري بالسويد

الكومبس – خاص: في عرض فردي ساخر بعنوان MaktmissSpråk، يتناول الفنان الشاب “عيسى حمصي” تجربة الانخراط في مجتمع جديد وتعلم اللغة السويدية على كبر. ويركز العرض تحديداً على مدى تقبل المجتمع السويدي، للمهاجر الذي يتحدث اللغة السويدية “بلكنة مهاجر”.

تناقش المسرحية مشكلات مجتمعية مهمة بأسلوب مبتكر، وتهدف إلى لفت نظر المجتمع إلى أن اللغة هي نوع من أنواع “السلطة” في المجتمع السويدي، وكثيراً ما يُساء استخدامها.

استلهم عيسى العديد من مشاهد المسرحية من حياته الخاصة، بعدما انتقل من سوريا إلى السويد إثر اندلاع الحرب في بلاده.

ورغم أنه درس الاقتصاد في سوريا إلا أنه قرر خوض مجال التمثيل، بعد تشجيع من أسرته التي كانت أول من لاحظ موهبته. ولكن الطريق لم يكن سهلاً.

تقدّم عيسى ثلاث مرات لدخول المعهد العالي للتمثيل، والذي يقبل 1% فقط من المتقدمين له. في ثالث محاولة، وبعد ست سنوات من الانتظار، قُبل عيسى أخيراً. ولكن التحديات استمرّت.

في المعهد، صُدم عيسى بأنه مطالب بقراءة نصوص شكسبير الكلاسيكية فوراً دون تحضير، وعن هذه التجربة قال: “في اليوم الأول كان الجميع يريد أن يتباهى بطلاقته في قراءة النصوص وبطريقة مسرحية، ولكني نجحت بالتهرّب من الأمر بعدما ادّعيت اني مضطر للرد على اتصال هاتفي”.

وأضاف “بعد مغادرة الطلاب، طلبت من الأساتذة تزويدي بالنصوص لتحضيرها قبل قراءتها في اليوم التالي. قراءة النص من المرّة الأولى صعبة جداً وسأبدو وكأني طفل صغير يقرأ نصاً”.

طور عيسى لغته سريعاً بمشاهدة الأفلام والمسلسلات السويدية حتى تمكن من التحدث بطلاقة. ولكن اتقان اللغة في حد ذاته لم يكن كافياً “الصوت وقت أنت تكون متأكد من اللي عم تحكيه، بيطلع من الصدر، لكن وقت تحكي بلغة أنت مش متمكن منها، بتحكي بصوت رفيع، ظاهر فيه التردد والخوف”.

لاحظ عيسى أنه مهما كان ملماً بأمر معين، فهو يفتقد للمصداقية بالنسبة للآخرين، وذلك لأنه يتحدث بصوت متردد عند التحدث باللغة السويدية.

استشار عيسى حينها مدرّسة متخصصة بالصوت في معهد التمثيل فقالت له “تخلص من هذه الابتسامة”. أدرك عيسى أنه حين يتحدث السويدية، يبتسم في سياقات لا تستدعي الابتسام، مما قد يقلل من مصداقيته.

تخلص عيسى من الابتسامة وتدرب على تحدث السويدية بصوت الصدر. وحينها شعر أنه استعاد الثقة والسلطة بمجرد تغير طريقة كلامه. ثم قرر كتابة مسرحيته الأولى بعنوان MaktmissSpråk والتي تجسد رحلة التغيير هذه، بكل ما فيها من تحديات.

ولم يكتف عيسى بتجربته، بل تحدث مع كل من حوله ليستلهم من تجاربهم قصصاً لمسرحيته. كلما كان يستقلّ تاكسي، كان يسأل السائق عن المواقف التي يواجهها بما يخص اللغة.

يرى عيسى أن المهاجر عادة يُوضع أمام خيارين، فإما أن يحاول التكيف مع المجتمع وتعلم اللغة رغم النظرة الدونية التي سيتعرض لها بسبب عدم تحدثه بطلاقة، أو أن يعيش في مجتمع موازٍ ومحاطاً بالمهاجرين فقط.

يأمل عيسى أن يكون هناك خيار ثالث، وذلك من خلال توعية جميع الأطراف في المجتمع على السلطة الخفية للغة.

وتعرض مسرحية MaktmissSpråk في ستوكهولم يومي 15 و 16 سبتمبر.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.