الكومبس – أخبار السويد: قالت منظمة Stadsmissionen إن الضغط ازداد بشكل قياسي على متاجرها لهدايا عيد الميلاد، ووفقاً لمكتب الإحصاء المركزي فإن أكثر من نصف مليون شخص بالسويد يعيشون في حالة فقر.

ويتم التبرع بهدايا عيد الميلاد لمتاجر Stadsmissionen من قبل الأفراد والشركات. ويجب أن تكون غير ملفوفة وجديدة تماماً، والهدف هو أن يحصل الأطفال على شيء جديد وغير مستخدم، والذي ربما تمنوه لأنفسهم ويمكنهم التحدث لزملائهم عنه.

وقالت آنا تولّ من منظمة Stadsmissionen لوكالة الأنباء السويدية TT “الأشخاص الذين كان لديهم في السابق بعضاً من الهوامش (المالية) لم يعد لديهم أي هامش” مشيرة إلى أن قسائم الهدايا (presentkort) مطلوبة بشدة بالنسبة للمراهقين في الأسر المستضعفة والفقيرة.

وتوزع المنظمة في متجرها بستوكهولم 12000 هدية عيد الميلاد على ما مجموعه 5000 طفل هذا العام. وفي جميع أنحاء السويد، كما تتوقع المنظمة توزيع ما لا يقل عن 20000 هدية.

“لم نشهد هذا الطلب من قبل”

وقال أمين عام Stadsmissionen يوناس فيلستراند لوكالة الأنباء “لم نشهد هذا القدر من الطلب من قبل. ونرى أيضاً زيادة الحاجة إلى السلع الأساسية، مثل مستلزمات النظافة والسترات الشتوية. عملتُ في Stadsmissionen منذ ما يقرب من 30 عاماً، وفي التسعينيات شهدتُ شيئاً مماثلاً، لكن ليس تماماً كما هو الحال الآن”.

وأكد فيلستراند “عندما يكون لدينا أكثر من نصف مليون شخص لا يستطيعون شراء طعام مغذٍ، وعندما تصبح إمكانية الوصول إلى أنظمة التأمين العام أكثر سوءاً، حينها أعني أنه لدينا مشكلة هيكلية ما، يجب أن نتحدث عنها”.

وفي الوقت نفسه، فإن عدد السويديين الذين يحصلون على المساعدة المالية من البلديات (ekonomiskt bistånd) آخذ في التناقص بشكل كبير. وتتولى منظمات مثل Stadsmissionen والصليب الأحمر مسؤولية متزايدة، سواء من خلال المساعدة المباشرة، مثل تقديم الطعام وهدايا عيد الميلاد، وأيضاً من خلال الدعم في التواصل مع المؤسسات.

وأكد فيلستراند أنهم بدأوا يحذرون السلطات من هذا المنحى، مضيفاً “بدأنا في إظهار رايات حمراء. ربما ليس الغرض في كل الحالات أن يبذل المجتمع المدني هذه الجهود الكبيرة”.

الفقر في السويد

وبحسب مكتب الإحصاء المركزي SCB فإن أكثر من نصف مليون إنسان في السويد يعيش في فقر مادي واجتماعي. ويقصد به أنه لا يمكن للمرء تحمل تكاليف تدفئة المنزل، أو دفع نفقات غير متوقعة، أو لا يستطيع تناول اللحوم أو الدجاج أو السمك أو أي بديل نباتي مرة كل يومين.

ويعتبر الفرق كبيراً بين المولودين في السويد والمولودين خارجها. كما أن الأمهات العازبات يعانين بشكل كبير. وبين عامي 2021 و 2023 زادت نسبة السكان الفقراء بحوالي 200 ألف شخص.

وتعتبر السويد ثاني أقل دولة في الاتحاد الأوروبي بنسبة السكان الفقراء، إلا أن زيادة معدل الفقر في السويد هو أكثر من متوسط الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من ذلك، فإن نسبة متلقي المساعدات بين السكان السويديين آخذة في التناقص – بأكثر من 30 بالمائة بين عامي 2020 و 2023، وفقاً لمنظمة Stadsmissionen.