ممثلة لبنانية سويدية: العمل في مسلسل لنتفليكس حلم يتحقق

: 11/10/22, 1:18 PM
Updated: 11/10/22, 1:18 PM

Foto: Claudio Bresciani / TT
Foto: Claudio Bresciani / TT

“كوني من أصل مهاجرة ميزة وليس أمراً سلبياً”

الكومبس – خاص: في مبنى المسرح الملكي Kungliga Dramaten دخلنا لحضور المؤتمر الصحفي الذي نظمه المسرح للإعلان عن مسرحيات الربيع القادم. وبين الحاضرين رأينا فتاة تشبه الممثلة اللبنانية كارمن بصيبص، التي اشتهرت بمسلسل “عروس بيروت”. تقدمنا نحوها وتعرفنا عليها، لنكتشف أنها نتالي فارلي، ممثلة سويدية صاعدة من أصل لبناني، مثلت في المسلسل السويدي الشهير Young Royals من إنتاج شركة نيتفليكس. والآن تحضر لأول دور لها باللغة العربية في مسرحية من إخراج المخرج المصري أحمد العتار. فمن هي نتالي؟ وكيف دخلت مجال الفن في السويد؟

في عمر الحادية عشرة، قررت نتالي أنها تريد أن تكون ممثلة لكنها لم تشارك أحداً هذا الحلم. وبعد الانتهاء من المدرسة، قررت نتالي تحقيق هذا الحلم ودراسة الفيلم والمسرح في أمريكا. تقول نتالي للكومبس “لم يتوقع أحد من أسرتي مثل هذا القرار، وكانوا قلقين بعض الشيء. كان لديهم أسئلة كثيرة: فهل سأستطيع أن أحصل على وظيفة؟ هل هذا الأمر جاد؟ أم يجب أن يكون لدي وظيفة أخرى بجانبه؟ ولكنني كنت قد حسمت قراري”.

Foto: Tahani Ehibrahim نتالي فارلي

في أمريكا، اكتشفت نتالي نفسها بعيداً عن أي ضغوط، ووقعت في حب المسرح وقررت أنها ستبقى هناك. “لم أكن أعرف كثيراً عن مجال الفن في السويد، كنت أتابع فقط المسلسلات والأفلام الأمريكية”. لكن تغير كل شيء عندما اتصل أخو نتالي بها وقال إنه قام بتجربة أداء لمسلسل من إنتاج نيتفليكس اسمه Snabba Cash. تقول نتالي وهي تضحك “شعرت بالغيرة! وقلت له أنا درست ثلاث سنوات وأنت ليس لديك أي فكرة عن التمثيل، فكيف تحصل على هذه الفرصة وأنا لا أحصل عليها؟” لم يكن شقيق نتالي جاداً بخصوص التمثيل، ولم يحصل على الدور الذي تقدم من أجله، لكنه لعب دوراً آخر مهماً في حياة أخته، فبعد أن كانت لا ترى مستقبلاً لنفسها في السويد، قررت العودة إلى بلدها ومحاولة دخول مجال الفن هنا. “تمنيت حينها أن تتيسر أموري، وبالفعل، بعد ست شهور تقريباً حصلت على دور في مسلسل من إنتاج نيتفليكس وتفتحت لي العديد من الأبواب”.

لعبت نتالي دور فتاة تدعى “ماديسون” في مسلسل Young Royals وهي فتاة درست في أمريكا ثم انتقلت إلى السويد وضمن قصة المسلسل، تتحدث ماديسون بالإنجليزية مع أصدقائها تجنباً للشعور “بالحرج” عند التحدث بسويدية ركيكة، وهو أمر أثار بعض الجدل والتعليقات السلبية. تقول نتالي “قرأت تعليقات كثيرة من متابعين أعتقدوا أن الشخصية في المسلسل تتحدث بالإنجليزية لأنني أنا، الممثلة، لا أتحدث السويدية. وهو غير حقيقي. أنا سويدية، والسويدية هو لغتي الأولى. لكن لأن شكلي غير سويدي، أعتقدوا بأنني لا أتحدث اللغة”. من جانب آخر، قرأت نتالي العديد من التعليقات الإيجابية لمهاجرين في السويد، يشعرون بالشيء نفسه ولا يرغبون في التحدث بالسويدية كي لا يبدوا غير متمكنين من اللغة.

Netflix Instagram Konto

تروي نتالي للكومبس أنها لم تكن تعرف كثيراً عن مجال الفن في السويد لكنها بدأت تتعرف على المخرجين والممثلين تدريجياً، “هناك كثير من الفرص وأنا ملامحي ليست سويدية وبالتالي فهناك فرصة حقيقية لي”. لا ترى نتالي كونها من أصل مهاجر أن ذلك يؤثر عليها سلباً، بل بالعكس، ترى الأمر ميزة يمكنها توظيفها في لعب أدوار ربما لن يستطيع غيرها لعبها. وقالت “أعتقد بأننا تقدمنا كثيراً في السويد، لكن هناك الكثير من التطور الذي يجب أن يحدث. مازال هناك أحكام مسبقة وتحديات للمهاجرين لكن علينا نحن تغيير هذا الواقع”.

تسعى نتالي بشكل مستمر إلى التقدم لأدوار باللغة العربية، ولذلك عندما حصلت على دور بمسرحية باللغة العربية كان ذلك حلم آخر من أحلامها يتحقق. “جدي الراحل كان أكثر من يدعمني، ولأنه لبناني، كنت أود أن أحصل على دور باللغة العربية، تكريماً لأصله وأصلي. في العامين الماضيين تقدمت لأدوار عديدة باللغة العربية في السويد وخارجها لكنني لم أحصل على شيء، إلى أن جاءت فرصة العمل على هذه المسرحية”.

تلعب نتالي دور فتاة سورية تقع في حب زميل سويدي لها في الجامعة ويقرران الزواج وتسير الأمور على ما يرام ولكن عندما تدخل أسرهم في الصورة، تتعقد الأمور وتزيد التوقعات والتحديات. ولأن نتالي من أصل لبناني، فمن المقرر أن تعمل مع “مدربة لهجة”، كما تتدرب نتالي أيضاً في المنزل من خلال مشاهدة المسلسلات السورية كلما أتيحت لها الفرصة. “من المحزن أن جدي توفي قبل أن يرى هذه اللحظة لكنني أعتقد بأنه كان سيكون فخوراً بي”.

والفخر هو شعور أسرة نتالي بأكملها، حيث تقول “أخذت أخي للعرض الخاص لمسلسل Young Royals لأنني كنت أريد أن أريه عالمي وكان فخوراً جداً بي”

Foto: Aorta

سارة رفعت

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.