الكومبس – أخبار السويد: شهدت السويد مساء الأحد مناظرة حامية بين قادة الأحزاب على التلفزيون السويدي، تناولت مجموعة من القضايا، من بينها اللجوء والهجرة، وجرائم الشباب، وكذلك معاداة السامية والإسلاموفوبيا، إضافة إلى خفض الضرائب والطاقة.
كما نالت فضيحة زفاف رئيس حزب ديمقراطيي السويد حصة من النقاش بين القادة، وأدت إلى انفعاله في وجه رئيسة اليسار.
وإليكم أبرز القضايا التي تم تناولها في المناظرة وأبرز ما قاله قادة الأحزاب حولها.
الهجرة واللجوء
قال رئيس الحكومة أولف كريسترشون إن السويد تواجه تحديات كبيرة في الاندماج، ولهذا لا ينبغي أن تزيد من استقبال اللاجئين. وأوضح أن السويد يجب أن تركز على تحسين الوضع الداخلي بدلاً من استقبال مزيد من الأشخاص.
رئيس حزب الوسط محرم ديميروك عبّر عن رأيه بأن السويد يجب أن تكون مستعدة لتحمل مسؤولياتها الإنسانية، لكنه شدد على أن الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي يجب أن تساهم بشكل أكبر في استقبال اللاجئين.
ورفضت رئيسة حزب اليسار نوشي دادغوستار فكرة تقليل عدد اللاجئين، معتبرةً أن السويد بلد غني يمكنه استيعاب المزيد من اللاجئين. وأكدت على ضرورة أن تظل السويد ملتزمة بالتضامن مع اللاجئين والاهتمام باندماجهم.
ودعا جيمي أوكيسون إلى تقليل الهجرة بشكل كبير، لافتاً إلى تأثيرات الهجرة على النظام الاجتماعي والاقتصادي في السويد.
ووافقت فقط أحزاب اليسار والوسط والبيئة على زيادة اللاجئين، فيما رفضها المحافظون والليبراليون وKD والاشتراكيون.
معاداة السامية والإسلاموفوبيا
شددت رئيسة حزب البيئة أماندا ليند، على ضرورة التعامل مع كل من معاداة السامية والإسلاموفوبيا على قدم المساواة، ورفضت التمييز بينهما، معتبرة أن جميع أشكال الكراهية يجب أن تواجه بحزم.
وقال كريسترشون من جانبه “كل تطرف وتعصب ديني سيئ بنفس القدر”، وأضاف منتقداً الأحزاب اليسارية “كان أسهل إدانة معاداة السامية عندما كانت من النازيين الجدد، ولكن من الصعب إدانتها عندما تأتي من التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين”.
بوش: على الإسلام أن يتكيف
وقالت إبا بوش، إن معاداة السامية في السويد مرتبطة بعدم تصدي الحكومات اليسارية للقضايا القيمية، معتبرة أنها كانت أضعف من الدخول في نقاش حول الهجرة والاندماج.
وأضافت”هناك بعض القيم التي لا يمكن أن تكون خياراً في هذا البلد.” وتابعت بوش قائلة “الإسلام كما يُمارس في الدول التوتاليتارية لا يمكن أن يُمارس في السويد. يجب على الإسلام أن يتكيّف.”
أوكيسون: يجب مواجهة الإسلاموية
وربط أوكيسون من جهته، بين زيادة معاداة السامية والهجرة من الشرق الأوسط إلى السويد. وقال “إن معاداة السامية التي تزداد هي مستوردة. الزيادة مرتبطة بشكل مئة بالمئة بأنه إذا جلبت الشرق الأوسط، تصبح السويد أكثر شبيهة بالشرق الأوسط.”
ورأى أوكيسون إن تعبير إسلاموفوبيا يستخدم من قبل إسلاميين “لمنع النقاش حول أيديولوجيا توتاليتارية”. وقال إن “كل من يضع الإسلام والقوانين الإسلامية قبل القانون السويدي هو إسلاموي”، مضيفاً “يجب مواجهة هذا بأشكال مختلفة. والإسلاموية تتصادم مع المجتمع السويدي في نواحٍ كثيرة جداً”.
ودعا يوهان بيرشون من جهته، إلى التفرقة بين المسلمين المؤمنين وبين الإسلاميين.
دادغوستار لأوكيسون: لا تعرف شيئاً عنا
في المقابل، أكدت نوشي دادغوستار، أن حزبها يتخذ موقفاً حازماً ضد أي مظاهر للكراهية تجاه أي فئة، بما في ذلك معاداة السامية، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين ارتكبوا تجاوزات في هذا الشأن تم التعامل معهم بحزم داخل الحزب، كما أن “الأشخاص الذين انحرفوا عن هذا تركوا الحزب أيضاً”.
وبعدما توجه أوكيسون لها بالادعاء أن أعضاء حزبها يهتفون لإزالة إسرائيل ردّت قائلة “ليس لديك أدنى فكرة عن ذلك. أنت لا تعرف شيئاً عنا”.
فضيحة زفاف جيمي أوكيسون
وحدث خلال المناظرة نقاش حاد حول فضيحة حضور قائد عصابة إجرامية زفاف أوكيسون.
وطالبت رئيسة الاشتراكيين الديمقراطيين مجدلينا أندرشون رئيس الوزراء أولف كريسترشون بالتأكيد على عدم وجود أي صلات بالعصابات في محيطه.
وهاجمت دادغوستار أوكيسون، مشيرة إلى أن هذه الحادثة تضر بمصداقية الحكومة في مكافحة الجريمة.
واعترف أوكيسون بأن دعوة قائد العصابة كانت خطأ، لكنه أبدى انزعاجه من انتقادات دادغوستار المتواصلة، وقال لها “هل يمكنك فقط… العودة إلى المنزل؟”.
جرائم الشباب
وصفت أندرشون جرائم الشباب بأنها “وباء”، وطالبت بزيادة الرقابة على مراكز احتجاز الشباب وضمان عدم إدارتها من قبل أشخاص ذوي خلفيات إجرامية. ولفتت إلى أن هذه الجرائم ازدادت بنسبة 200 بالمئة خلال فترة الحكومة الحالية.
من ناحيته دافع كريسترشون عن سياسات الحكومة في مكافحة الجرائم، مشيراً إلى أن حكومته اتخذت إجراءات صارمة لمواجهة هذه الظاهرة المتزايدة.
الضرائب والميزانية والطاقة
ودافع كريسترشون عن سياسة الحكومة في خفض الضرائب لأصحاب الدخل المرتفع، معتبراً أن من يدفع أكثر يستحق تخفيضات ضريبية أكبر.
فيما هاجمت دادغوستار الحكومة معتبرةً أنها “تعيش في مجرة أخرى”، منتقدة تركيزها على خفض الضرائب بدلاً من دعم الأسر والمناطق المتعثرة.
كما اعتبرت أندرشون أن ميزانية الحكومة بعيدة تماماً عن الواقع، وأنها كانت تفضل رؤية استثمارات في الأسر ذات الأطفال والرعاية الاجتماعية.
ودافعت بوش عن سياسة الطاقة في الحكومة، وبعد احتدام النقاش حول تغييب الأحزاب الأخرة توجهت بوش إلى مجدلينا أندرشون مباشرة وسلمتها ورقة، وقالت “ها هو رقمي. أنا جادة تماماً. أود أن نلتقي، لأن هذا ما تحتاجه السويد”.
المصدر: www.svt.se