الكومبس – خاص: قطع يحيى علي، المقيم في مدينة فلين (Flen)، تذكرته وحزم أمتعته وبدأ رحلته متجها إلى مدينة إسطنبول للقاء أهله في الخامس عشر من شهر نوفمبر الجاري. وصل المواطن السويدي السوري إلى مطار صبيحة من دون أي عقبات ولكن فور وصول يحيى إلى أراضي المطار تغيّر مسار رحلته من رحلة إنسيابية إلى رحلة مأساوية.

بعد نزوله من الطائرة وفي طريقه لاستكشاف طريقه إلى مكان أخذ الحقائب اقترب موظف من المطار ليحيى وسأله عن بلده، حينها أجاب يحيى بأنه سويدي. لم يكتف الموظفون بهذه الإجابة بل كانوا يريدون معرفة بلد يحيى الأم، عندها قال لهم الأخير أنه من سوريا. لم ينته الأمر إلى هذا الحد. عندما رأى موظفو المطار التركي أن يحيى من مدينة قامشلي في سوريا، حيث أنها بلد ولادته في الجواز، أدخلوه إلى غرفة مع أشخاص آخرين، بعضهم من نفس الرحلة وآخرين قادمين من بلدان أخرى غير السويد. العامل المشترك بين كل الأشخاص المحتجزين هو كونهم ذو أصول كردية أو قادمين من مدن ذات غالبية كردية. أحد الأشخاص الذين تم احتجازهم مع يحيى هو من النرويج وسبب احتجازه، وفقاََ لرواية يحيى هو أنه في الأصل من مدينة كوباني.

بعد فترة من إحتجازهم قرر مفتشوا المطار أن يرجع يحيى وكل من له أصول كردية من حيث ما أتوا، سواء قدموا من السويد أو من دول أخرى، حيث كان في مجموعة الأشخاص الذين قرر إرجاعهم، كرد قادمين من ألمانيا وبريطانيا.

ويقول يحيى معلقا على إنتقاءه من ضمن المرحلين “كنّا ثلاثة أشخاص من رحلتي في هذه الغرفة، أنا وشخصين آخرين أتخذ قرار ترحيلنا، أمّا البقية من نفس الرحلة فسمحوا لهم بدخول تركيا، من الظاهر لأنهم من محافظات ذات أغلبية عربية على عكسنا من مناطق غالبيتها من الأكراد”.

يحيى وكل من تم الحكم عليهم بعدم دخول تركيا طلب منهم الرجوع من حيث ما أتوا في أقرب فرصة، بعد أن تم مصادرة هاتفه المحمول وتفتيشه عدّة مرّات. لم تكتف شرطة، التفتيش بل وأجبرتهم على أن يوقعوا على تعهد بعدم دخول البلد لمدة خمس سنوات. الأوراق التي وقع عليها يحيى ومن كانوا معه كانت باللغة التركية، كل ما فهموه وقتها ببعض الإنجليزية هو أنهم ممنوعون من دخول تركيا للفترة المذكورة. يحيى الذي كان ينوي البقاء في البلاد لمدة شهر تم تغيير موعد رحله رجوعه ليعود إلى السويد عقب قدومه بيوم واحد، بعد أن رتبوا له مؤوى في المطار لليلة واحدة.

ويقول يحيى على مشهد انتقائه من بين الواصلين “كان شعور مؤسف، محبط ومحطم. شعرت بالعنصرية. إلى الآن لم أصدق ما حدث معي”.

سبب زيارة يحيى لتركيا هي زيارة عائلية حيث تسكن أختاه وعائلتهما في تركيا. “إنه لمن المؤلم جداََ أن لا أستطيع رؤيتهم لخمس سنوات. إنها فترة طويلة جداََ”.

وقد تواصل يحيى مع الشرطة بمجرد رجوعه إلى السويد والتي نصحته بأن يتواصل مع السفارة التركية في السويد. اتصل يحيى مع كل من السفارة والقنصلية، ولم يعط رد أي منهما، إجابة على تساؤلات المواطن السويدي. عندما بعت يحيى برسالة إلى السفارة يحكي لهم قصته كان رد السفارة كالتالي:

“لا تتعامل السفارة التركية في السويد مع الأسئلة المتعلقة بحظر الدخول أو ما شابه. هذه هي مسؤولية مراقبة الحدود. إذا تم منعك من دخول البلاد لأسباب مختلفة ، فيجب عليك التقدم للحصول على تأشيرة في السفارة التركية في ستوكهولم.نود أيضًا أن نشير إلى أن التأشيرة لا تضمن الدخول إلى البلاد. إن مراقبة الحدود / الشرطة هي التي تقرر ذلك ونعمل بشكل مختلف تمامًا عن شرطة الحدود.”

أمّا القنصلية فعبرّت عن أسفها لما حصل ليحيى إلّا أنّها هي الأخرى لم تكن لديها الإجابة التي ترضي فضول وتساؤل يحيى، الذي يشعر بأنه عومل بتمييز عنصري. كتبت القنصلية أنه “يحدث أن يتم رفض دخول الأشخاص إلى تركيا ، وهناك أسباب مختلفة لذلك” وأكملت القنصلية ردّها بذكر العديد من تلك الأسباب المختلفة والتي لم تكن، حسب رأي يحيى، تنطبق عليه.

ويذكر أنه سبق ليحيى زيارة تركيا كلا من عامي 2020 و 2021 ولم يواجه الأخير أي من هذه المشاكل خلال زياراته السابقة، ذلك أنه دخل وخرج من تركيا بطريقة غير شرعية في طريقه إلى السويد منذ حوالي ثماني سنوات.

فيما تواصلت الكومبس من جهتها مع السفارة التركية في ستوكهولم منذ أمس، لمعرفة تعليقهم على القضية، وحتى ساعة نشر هذا المقال، لم يصل أي رد من السفارة.