من الصحافة السويدية: لماذا يلتزم بايدن الصمت حيال مقتل المدنيين؟

: 5/16/21, 7:51 PM
Updated: 4/11/22, 2:49 PM

الكومبس – صحافة سويدية: نشرت المسائية السويدية أفتونبلادت، مقالا للكاتب السويدي، وولفيانج هانسون أمس السبت 15 مايو حول أسباب صمت الرئيس الأمريكي جو بايدن عما يجري من قتل للمدنيين في غزة وهذه ترجمة للمقال

لم يكن لأحد يتوقع تدخل دونالد ترامب في حال بقي رئيسا للولايات المتحدة ليطالب بوقف القصف الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة. ومع ذلك، فإن العالم يواجه صعوبة أكبر في فهم سبب التزام جو بايدن بالصمت الشديد حيال قتل المدنيين. منذ بدء الاضطرابات في القدس والحرب على غزة، شكك الكثيرون في سبب تقاعس الولايات المتحدة.

المرة الأولى التي تحدث فيها الرئيس بايدن عن الوضع الحالي كانت بعد محادثة أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أعرب بايدن عن تفهمه للهجمات الإسرائيلية على حماس في ضوء تساقط صواريخها على السكان المدنيين الإسرائيليين. لكنه لم يقل كلمة واحدة عن الخسائر المدنية العديدة، بما في ذلك مقتل الأطفال، في قصف إسرائيل لقطاع غزة.

موقف بايدن يعتبر مفاجئا بعض الشيء

المفاجئ بالموضوع على الأقل أن الرئيس الأمريكي الحالي وضع حقوق الإنسان أحد أهم أسس سياسته الخارجية. ذهب جو بايدن إلى الانتخابات مناديا بسياسة خارجية تنهي سياسات ترامب المؤيدة لإسرائيل وتحاول بدلاً من ذلك إعادة إقامة علاقات جيدة مع الفلسطينيين.

ومع أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد استأنف فعلا اتصالات رسمية ما مع الفلسطينيين، ولكن وبشكل عام تميزت سياسة هذه الإدارة تجاه منطقة الشرق الأوسط بالخمول.

صحيح أن بايدن عارض نقل الولايات المتحدة لسفارتها إلى القدس – لكن في الوقت نفسه ليس لدى الرئيس الأمريكي أي خطط كما يبدو، لتغيير قرار ترامب وإعادة السفارة الأمريكية إلى تل أبيب.

وما يميز الرئيس الحالي عن رئيسه السابق باراك أوباما، أنه لم يلق أي خطابات نارية مفادها أنه يجب أن يكون هناك وقف للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي تصعب تنفيذ حل الدولتين، حسب خطة السلام التي استثمرت الولايات المتحدة وبقية العالم الكثير فيها.

صراع غير مناسب

ليس من مصلحة بايدن إطلاقاً أن يشتعل الشرق الأوسط مرة أخرى. لأنه وحسب تصريحات واضحة له، فإن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ليس على رأس قائمة أولويات “ما يجب عمله”.

لقد شارك بايدن بنفسه، عندما كان نائبا للرئيس ورأى كيف انغمس أوباما بالصراع، محاولا التوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين الخصمين. لذلك فإن بايدن يعرف بأن هذا الصراع يكاد يكون غير قابل للحل، بالتأكيد طالما أن بنيامين نتنياهو لا يزال على رأس الحكم في إسرائيل، لأن نتنياهو لا يؤمن بحل الدولتين.

ربما كان رئيس الولايات المتحدة يأمل في أن يبقى الصراع الفلسطيني تحت السيطرة حتى يتمكن من التفرغ إلى ما يعتبره التحديات الكبرى للولايات المتحدة. مثل خوض التنافس مع الصين حول من هي القوة العظمى في العالم، ومواجهة موقف فلاديمير بوتين العدواني المتزايد في محيط أوروبا، إضافة إلى خلق إجماع حول الكيفية التي يجب أن يحل العالم بها تهديد المناخ.

حرب إسرائيل الحالية تهدد أيضا بإفساد فرص بايدن في بث حياة جديدة في الاتفاق النووي مع إيران. سيصبح إقناع الإيرانيين صعباً بالفعل ولن يكون من الأسهل إقناعهم إذا استمرت عدوتهم اللدودة إسرائيل في قتل الفلسطينيين في حرب بالقنابل حيث العديد من الضحايا هم من المدنيين. بشكل عام، تؤدي الحرب في الشرق الأوسط إلى تسميم المزاج على مجموعة كاملة من الجبهات الأخرى.

يجب على الرئيس بايدن أن يأخذ في الحسبان الرأي العام المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة بشكل عام. لا يزال الكثيرون داخل الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، على الرغم من تزايد الرأي العام داخل الحزب تجاه القضية الفلسطينية أيضًا.

والآن ينجذب بايدن إلى الصراع على مضض. مع كل يوم يمر، تتزايد المطالب بأن الولايات المتحدة يجب أن تعمل لوقف القتل.

حتى الآن، منعت الولايات المتحدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من الإدلاء بأي تصريح. لكن مثل هذا الشيء سيحدث على الأرجح في بداية الأسبوع المقبل، مع مطالب بوقف إطلاق النار.

من المحتمل أن يكون نتنياهو، في محادثته مع بايدن، قد نجح في إقناعه بالسماح لإسرائيل بالقضاء على أكبر قدر ممكن من القدرات العسكرية التي توصف بأنها إرهابية لحماس قبل دخول وقف إطلاق النار. تريد إسرائيل تدمير قدرة حماس على تصنيع الصواريخ التي تشكل تهديدًا مميتًا للسكان المدنيين في إسرائيل. فيما تعمل حماس باستمرار على تحسين قدراتها والمدى المتزايد للصواريخ يزيد من التهديد.

https://www.aftonbladet.se/nyheter/kolumnister/a/419M2a/varfor-sa-tyst-biden
Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.