“نحن بشر ولسنا أرقام” بهذه الكلمات عبّر المخرج وصانع الأفلام الفلسطيني رشيد الشهرواي عن مشاعره أثناء عرض فيلمه “من المسافة صفر” ضمن برنامج ليالي السينما العربية في مالمو وسط حضور جيد.

ليالي السينما العربية في مالمو هو برنامج ليالي عربية يجمع بين العروض السينمائية والموسيقى ينظمها مهرجان مالمو للسينما العربية سنوياً في مالمو وسكونا للحفاظ على التواصل بين مهرجان مالمو للسينما العربية وجمهوره كما قال المدير التنفيذي للمهرجان محمد أبو وطفة.

“من المسافة صفر” هو عبارة عن مجموعة قصص حقيقية واقعية لم تروى بعد توّثق معاناة عائلات وأشخاص من غزة تعرضوا لكل أنواع العنف والتهجير خلال هذه الحرب.

ومن هذه القصص قصة سيدة من غزة بعثت برسائل الى المجهول، وطلبت ممن يقرأ هذه الرسائل أن يعلم أنه في غزة يوجد بشر لهم أمنيات وأحلام وذكريات وحتى مستقبل مع أنه مجهول.

وفي مشهد أخر أصبح مألوفاً في نشرات الأخبار يومياً، آباء يبحثون عن أبنائهم تحت الركام حيث روّى لنا قصة الأب الذي لم يصّدق ما حدث واستمر في البحث بين الركام عن أبنائه منادياً إياهم حتى بدأ بالبكاء والانهيار وفقد أعصابه من ألم الفراق.

الأحلام السينمائية أيضاً لم تخلوا من هذا الفيلم من خلال قصة “عذراً سينما” للشاب أحمد حسون المخرج السينمائي من غزة الذي يحلم بإخراج فيلم ويتمنى أن يحظى بفرصة للعرض في المهرجانات الدولية وحصد الجوائز. وفعلاً قام بتصوير الفيلم على عدة مراحل وحصل على عدة جوائز في عدة مهرجانات لكنه لم يتمكن من الخروج من غزة لاستلام هذه الجوائز ولاحتى لرؤية فيلمه يُعرض أمام الناس في دور السينما.

بالإضافة إلى عدد من القصص المؤثرة والتي تفاعل معها الجمهور الحاضر تارة بالدموع وتارةً بالحسرة والقهر.

تخلل العرض استراحة لتناول العشاء على أنغام الموسيقى بالاضافة الى معرض للفنانة التشكيلية الفلسطينية الراحلة مها قدورة.

صانع الأفلام والمخرج الفلسطيني رشيد الشهراوي

المخرج رشيد الشهراوي ل الكومبس” نحن بشر ولسنا أرقام وأشعر بخيبة أمل كبيرة”

وقال ” تم تصوير الفيلم بظروف صعبة جداً في غزة وهذا الفيلم لا يوجد فيه ممثلين محترفين و من قام بتجسيد الشخصيات ناس حقيقين من سكان غزة تعرضوا لهذه المواقف وبالنسبة للعمليات الفنية لقد تعاونت مع عدد من المخرجين داخل غزة من أجل اختيار هذه المجموعة من الأفلام القصيرة والتي تم تصويرها بأصعب الظروف الإنتاجية نسبة لانقطاع التيار الكهربائي وشبكات الانترنت والاتصالات كما أنني وبمجهود شخصي من بعض الأصدقاء استطعت الحصول على بعض التمويل والدعم المادي.

وعن الهدف من هذا الفيلم أضاف الشهرواي” هدفي هو ترجمة الإنسانية و لا أهدف لحصد الجوائز ولا للشهرة ولا لأي شيء مادي وهدفي الأبرز هو إيصال هذا الوجع وهذه المعاناة الى العالم. وأضاف” أشعر بالخذلان والخيبة من هذا العالم الغربي الذي كان يعطينا دروساً بحقوق الإنسان والمرأة وحقوق الطفل وحتى حقوق الحيوان. عندما نشاهد ردة فعله الباهتة الغير مسؤولة تجاه مايحصل في غزة كما أنني أشعر بخيبة أمل من الصمت العربي”. وأضاف أين هي أمريكا عندما نقتل بأسلحة أمريكية الصنع وهي تقف متفرجة علينا بلا أي رحمة، كل هذه الأشياء تجعلني كمواطن فلسطيني أولاً و كمخرج سينمائي ثانياً أشعر بكل هذه الخيبة والقهر شديد.

يذكر أن فيلم من المسافة صفر تم عرضه في عدة مهرجانات عالمية منها مهرجان كان السينمائي.

شادي فرح

مالمو