الكومبس – أوروبية: قطارات ممتلئة، ومحطات مزدحمة جداً في بعض المدن الألمانية التي تحتضن ملاعبها مباريات بطولة أمم أوروبا. كما لفتت أرضية أحد ملاعب البطولة الأنظار لأنها غير مهيئة بشكل جيد، خصوصاً مع الأمطار الغزيرة التي هطلت.
غضب الجمهور الإنجليزي بسبب الازحام الشديد في محطة القطارات في غيلزنكيرشن (غرب ألمانيا)، خلال مباراة منتخب بلادهم ضد صربيا في كأس الأمم الأوروبية. المدينة التي يقع فيها استاد شالكه، الفريق صاحب الجماهيرية الواسعة، احتضنت عدة مباريات في دور المجموعات. بينما اشتكت الجماهير من القطارات الممتلئة في الطريق إلى المدينة لمتابعة المباراة.
وعن ذلك كتب ميغيل ديلاني، مراسل صحيفة “إندبندنت” الإنجليزية، الذي قال إنه حضر أكثر من بطولة دولية نظمتها ألمانيا، ولكن هذه كانت الأسوأ تنظيماً، حيث علق الصحفي في ترام مزدحم في طريقه إلى الملعب.
الشكوى من صعوبات التنقل بالقطارات شملت بنسبة أقل مدناً أخرى، مثل دوسلدورف. وكذلك المباراة الافتتاحية في ميونيخ بين المنتخبين الألماني والاسكوتلندي. ولذلك ردت شركة المواصلات العامة في ميونيخ بمضاعفة عدد العاملين في أيام المباريات بنسبة 100 بالمئة.
كذلك فعلت مدينة غيلزنكيرشن في يوم مباراة إسبانيا وصربيا بتخصيص عدد كبير من الحافلات الإضافية وأيضاً القطارات. وهكذا نجحت غليزنكيرشن في الأمور اللوجستية في النهائي المبكر بين إيطاليا وإسبانيا، كما يقول مدير مدينة غيلسنكيرشن لويديغر فولترهوف “من حيث المبدأ، بعد ساعتين ونصف من نهاية المباراة، كانت كل المحطات فارغة، وحتى محطة القطارات الرئيسية كانت خالية من الناس، ما يعني أنه لم يعد هناك أي أشخاص ينتظرون القطار في المحطة في ذلك الوقت. أعتقد أن هذه نتيجة مثيرة للإعجاب حقاً”.
وبعيداً عن بطولة الأمم الأوروبية، فإن مشكلة التأخر في القطارات يعاني منها السكان في ألمانيا في هذه المنطقة أو تلك، بانتظار توسيع شبكة الخطوط وتخصيص مزيد من القطارات.
أرضية ملعب فرانكفورت
لفت ملعب فرانكفورت الأنظار بسبب أرضيته السيئة. وقبيل المباراة الأخيرة عليه، مساء الأحد 23 يونيو، بين ألمانيا وسويسرا، عبّر النجم الألماني السابق باستيان شفاينشتايغر، المحلل الرياضي حالياً على القناة الألمانية الأولى، عن انتقاداته الواضحة للأرضية. وقال بطل العالم 2014 “يجب أن أقول إن الأمر خطير للغاية بسبب الإصابات المحتملة”. وأضاف أنه سار “بضعة أمتار” على أرض الملعب للتحقق من الجودة.
وتعرض العشب في ملعب فرانكفورت لانتقادات منذ عدة أشهر. حيث كان من الواضح أنه كان ينمو بشكل سيئ، وهو زلق للغاية ويتفتت إلى قطع كبيرة. وأدى هذا بالفعل إلى العديد من الأخطاء من قبل اللاعبين خلال المباراة الاستعدادية للبطولة بين المنتخب الألماني وهولندا في مارس (2-1). وظهر ذلك أيضاً في مباراة إنجلترا والدنمارك (1-1) في الدور الأول لبطولة أمم أوروبا.
“الشعب رائع”
مراسل صحيفة نيويورك تايمز كتب بدوره مقالاً للصحيفة الأمريكية عن الهفوات في التنظيم. وقال سيباستيان ستافورد بلور إنه افتقد خلال وجوده هنا كثيراً من المزايا التي عُرف بها الألمان، مثل الكفاءة والموثوقية والتطبيق العملي؛ صفات يربطها الكثير من الناس بألمانيا، وفقاً للمؤلف. فإلى جانب مشكلة المواصلات العامة، واجه منظمو البطولة بعض المشاكل في السيطرة على الجماهير أمام الملاعب.
لكن في النهاية يركز المراسل على الأشياء الإيجابية. ويشيد بالمنظمين بقوله “الألمان مضيفون رائعون”. ويضيف “من هامبورغ في الشمال إلى ميونيخ في أقصى الجنوب، تقدم البلاد تنوعا في الأطعمة والمشروبات، والهندسة المعمارية والتاريخ، مما يجعل الإقامة هنا خلال البطولة الأوروبية تجربة رائعة”، على حد تعبيره.
المتطوعون أيضاً أثاروا إعجاب الصحفي ستافورد بلور: “إنهم يبذلون قصارى جهدهم في الظروف الصعبة ويعملون بجد للغاية لمساعدة الناس. رغم وجود مشكلات تتعلق بالاكتظاظ في مناطق المشجعين، فمن الواضح أنه تم التفكير كثيراً في كيفية توفير الترفيه للجماهير حول المباريات”. ولكن الأشياء السلبية طغت على الإيجابية حتى الآن، وفقاً للمراسل.
“تصفية حساب” مع الصحافة الألمانية
وحرص متابعون عرب على وسائل التواصل الاجتماعي على المقارنة بين ما رأوا فيه “نجاح قطر” في تنظيم مونديال 2022، وما اعتبروه “فشل ألمانيا” في تنظيم يورو 2024. مستذكرين الانتقادات الألمانية لقطر، والتي تركزت حينها، سواء في الصحافة أو من جانب سياسيين ألمان، خصوصاً على حقوق العمال الآسيويين الذي بنوا الملاعب في قطر، والذين مروا بظروف صعبة، وفق منظمات دولية. وأيضاً بسبب وضع المثليين في الدولة الخليجية.
وحرصت وسائل إعلام ممولة من قطر على متابعة الانتقادات الموجهة للتنظيم الألماني لبطولة كأس الأمم الأوروبية، مع التذكير دائماً بالسجال الذي جرى بخصوص مونديال 2022 في قطر. وأحيانا وصل النقد إلى كيفية تصريف مياه الأمطار التي هطلت في ألمانيا في الأيام الأولى لبطولة اليورو، بكميات غزيرة.
ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية وDW