من انتصر في الاتفاق؟.. 10 التزامات بين السويد وفنلندا وتركيا

: 6/30/22, 11:53 AM
Updated: 6/30/22, 12:10 PM
Foto: Henrik Montgomery / TT
Foto: Henrik Montgomery / TT

وقف دعم وحدات حماية الشعب.. وتسهيل تسليم المتهمين بالإرهاب

الكومبس – ستوكهولم: تساؤلات عدة أثيرت عن مضمون الاتفاق الذي حصلت السويد وفنلندا بموجبه على موافقة تركية على انضمامهما لحلف شمال الأطلسي (ناتو). وسائل الإعلام التركية أعلنت “نصراً كبيرا” في استجابة البلدين لشروط أنقرة. في حين تحدثت السويد عن انتصار لدبلوماسيتها.

كان تفاؤل رئيسة وزراء السويد مجدلينا أندرشون قبل اجتماع الدول الثلاث على هامش قمة الناتو في العاصمة الإسبانية مدريد يوم الثلاثاءالماضي لافتاً، وأعطى إشارة واضحة على أن في جعبتها ما سيدفع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى الموافقة على انضمام السويد وفنلندا الى الحلف.

وبالفعل، خرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبيري، بعد ثلاث ساعات من الاجتماع ليعلن أمام الصحفيين أن “لدينا الآن اتفاقاً يمهد الطريق لفنلندا والسويد للانضمام الى حلف الأطلسي”. الأمر الذي اعتبرته تركيا تنازلاً واستجابة لشروطها، فيما قالت أندرشون إنه انتصار للدبلوماسية السويدية. فما حقيقة الاتفاق؟

التزامات الاتفاقية

وقعت البلدان الثلاثة مذكرة مشتركة هي عبارة عن مستندات من ثلاث صفحات تضمنت 10 نقاط أساسية (وفق ما نشر حلف الناتو على موقعه):

  • تنص المذكرة الثلاثية على أن ممثلي تركيا وفنلندا والسويد اتفقوا تحت رعاية الأمين العام لحلف الناتو على النقاط التالية:
  • حلف الناتو هو تحالف يقوم على مبادئ الدفاع الجماعي وعدم تجزئة الأمن أو القيم المشتركة. وتؤكد تركيا وفنلندا والسويد تمسكها بالمبادئ والقيم المنصوص عليها في معاهدة واشنطن.
  • أحد العناصر الرئيسية للتحالف هو التضامن الراسخ والتعاون في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، فهو يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي للحلفاء وكذلك للسلم والأمن الدوليين.
  • كحلفاء محتملين في الناتو، تقدم فنلندا والسويد دعمهما الكامل لتركيا ضد التهديدات لأمنها القومي. لهذا الغرض، فنلندا والسويد لن تقدما الدعم لوحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي ومنظمة FETO في تركيا. وتقدم تركيا، في المقابل، أيضاً دعمها الكامل لفنلندا والسويد ضد التهديدات لأمنهما القومي. فنلندا والسويد ترفضان وتدينان الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، بأشد الإدانات. فنلندا والسويد تدينان، بشكل لا لبس فيه، كل المنظمات الإرهابية التي ترتكب هجمات ضد تركيا، وتتضامنان صراحة مع تركيا وعائلات الضحايا.
  • تؤكد فنلندا والسويد أن حزب العمال الكردستاني هو منظمة إرهابية محظورة. ويلتزم البلدان بمنع أنشطة الحزب وجميع المنظمات الإرهابية الأخرى وامتداداتها وأنشطتها من قبل أفراد في مجموعات أو شبكات مرتبطة بالمنظمات الإرهابية. وتتعاون تركيا مع فنلندا والسويد لمنع أنشطة هذه الجماعات الإرهابية. وترفض فنلندا والسويد أهداف هذه المنظمات الإرهابية.
  • أشارت فنلندا إلى عدة تعديلات جديدة على قانونها الجنائي لاعتبار بعض الجرائم جرائم إرهابية. دخلت التعديلات الأخيرة حيز التنفيذ في 1 يناير 2022. وأكدت السويد أن قانونها الجديد الذي يدخل حيز التنفيذ في 1 يوليو، أكثر صرامة، فيما يتعلق بقانون الجرائم الإرهابية.
  • تؤكد تركيا وفنلندا والسويد أنه لا يوجد الآن حظر بيع أسلحة بين الدول الثلاث. السويد بصدد تغيير الإطار التنظيمي لصادرات الأسلحة لحلفاء الناتو. في المستقبل، سيتم إجراء تعديل في الصادرات الدفاعية من فنلندا والسويد بما يتماشى مع تضامن التحالف وفقاً لنص وروح المادة 3 من معاهدة واشنطن.
  • تلتزم تركيا وفنلندا والسويد بإقامة آلية حوار وتعاون مشتركة ومنظّمة في جميع المستويات الحكومية، بما في ذلك أجهزة إنفاذ القانون ووكالات الاستخبارات، لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة، وغيرها من التحديات المشتركة. ستقوم فنلندا والسويد بمكافحة الإرهاب وفقاً لأحكام سياسات الناتو ذات الصلة، وستتخذان كل ما هو مطلوب لتشديد التشريعات المحلية تحقيقاً لهذه الغاية. وستتناول فنلندا والسويد موضوع ترحيل أو طلبات تسليم المتهمين بالإرهاب على وجه السرعة والدقة، مع الأخذ في الاعتبار المعلومات والأدلة والاستخبارات المقدمة من قبل تركيا، وإنشاء الأطر القانونية الثنائية اللازمة لتسهيل تسليم المجرمين والتعاون الأمني ​​مع تركيا، وفقاً للاتفاقية الأوروبية لتسليم المجرمين. وستحقق فنلندا والسويد في أي تمويل لأنشطة حزب العمال الكردستاني وجميع المنظمات الإرهابية الأخرى وامتداداتها، وكذلك الشركات التابعة أو المجموعات أو الشبكات الملهمة على النحو المبين في الفقرة 5. تلتزم تركيا وفنلندا والسويد بمحاربة التضليل الإعلامي، ومنع إساءة استخدام قوانينها المحلية لصالح أو الترويج للمنظمات الإرهابية، بما في ذلك من خلال الأنشطة التي تحرض على العنف ضد تركيا. تلتزم فنلندا والسويد بتقديم الدعم على أكمل وجه ممكن، لتركيا وغيرها من الحلفاء من خارج الاتحاد الأوروبي في المبادرات المرتقبة للأمن المشترك للاتحاد الأوروبي وسياسة الدفاع، بما في ذلك مشاركة تركيا في التعاون العسكريPESCO (سياسة الأمن والدفاع للاتحاد الأوروبي).
  • لتنفيذ هذه الخطوات، تعمل تركيا وفنلندا والسويد على إنشاء آلية مشتركة دائمة بمشاركة الخبراء من وزارات الخارجية والداخلية والعدل وكذلك أجهزة المخابرات والمؤسسات الأمنية.
  • تؤكد تركيا دعمها الطويل الأمد لسياسة الباب المفتوح لحلف الناتو، وتوافق على دعم دعوة فنلندا والسويد في قمة مدريد 2022 ليصبحا عضوين في حلف شمال الأطلسي.

البنود مفتوحة للتفسيرات

وفي قراءة للبنود المذكورة في الاتفاقية الثلاثية، يُلاحظ أن الفقرة الرابعة نصت على أن فنلندا والسويد ستدعمان تركيا بالكامل فيما يتعلق بالتهديدات ضد سيادتها الوطنية. ولن تدعم فنلندا والسويد المنظمات الكردية (وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي وجماعة غولن في تركيا). ويتعارض هذا التعهد بالنسبة للسويد مع الالتزام المكتوب من الاشتراكي الديمقراطي للنائبة السويدية من أصل كردي أمينة كاكابافيه. المنظمات الثلاثة مصنفة من قبل تركيا “إرهابية”، لكن ليس من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أو دول الناتو الأخرى. وويعتبر هذا البند ربما التغير الأهم في سياسة السويد الخارجية. ومع ذلك اعتبرت رئيسة الوزراء، في حديث للصحافيين، الاتفاق نتيجة جيدة بالنسبة للسويد وأمنها.

ولم يذكر الاتفاق في أي من نقاطه أن جميع المنظمات الكردية هي “منظمات إرهابية”، غير أن الفقرة الخامسة منه نصت على أن فنلندا والسويد تؤكدان أن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية محظورة، وتلتزمان بمنع أنشطة حزب العمال الكردستاني وجميع المنظمات الإرهابية الأخرى وشركائها. لذلك، ويمكن لهذا البند أن يفسح المجال لتفسيرات مختلفة من قبل الأطراف، خصوصاً أن تركيا تصنف وحدات حماية الشعب كامتداد لحزب العمال الكردستاني، وهو ما لم تفعله الحكومة السويدية. ووفقاً للرئيس الفنلندي سولي نينيستو، كانت هناك حاجة إلى بعض “الحلول الإبداعية” لوضع اللمسات الأخيرة على نص الاتفاق، وقد تكون الجمل المغتوحة على تفسيرات مختلفة أحد الحلول.

تتناول الفقرة الثامنة الالتزامات المتعلقة بتسليم الإرهابيين المشتبه بهم إلى تركيا، وهو الأمر الذي عارضته السويد وفنلندا سابقاً. وقد وافقت الدولتان الآن على أخذ المعلومات ذات الصلة في الاعتبار فيما يتعلق بهذه الأمور من أجل تسهيل عمليات تسليم المجرمين إلى تركيا. ومع ذلك، وكما أكد الأمين العام للناتو مراراً، ستتم مراجعة هذه القرارات واتخاذها داخل الأنظمة القضائية الوطنية ذات السيادة في دولتي الشمال الأوروبي.

حوار مستمر مع تركيا

الحوار الوثيق بين السويد وتركيا مستمر، بحسب ما أكدت أندرشون للتلفزيون الرسمي الفنلندي، أمس الأربعاء. ولعل تصريح وزيرة الخارجية آن ليندي بأن “السويد لن تكون ملجأ للإرهابيين” كاف ليوضح رد السويد على مطلب الجانب التركي بتسليم 10 أشخاص من أتباع غولن و11 من حزب العمال الكردستاني قريباً.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.