من تلميذة مدرسة مضطهدة إلى وزيرة للمدارس

: 12/26/21, 6:43 PM
Updated: 12/26/21, 6:43 PM
من تلميذة مدرسة مضطهدة إلى وزيرة للمدارس

الكومبس – مقالات: أثار تعيين أول وزيرة متحولة جنسيا في السويد، الجانب الإنساني لإكسيلسون شيلبلوم، من خلال إعادة تسليط الضوء على كتاب أصدرته العام 2018 وعبر مقابلة معها أجرتها صحيفة الداغيز نيهيتر قبل أيام

“كنت أستحي من تكوين جسدي، وأترجم نظرات الناس لي على أنني شخص أحمق وقبيح يجلب الخزي والعار، في كثير من الأحيان كنت أغمض عيني واجمع كل ما عندي من إيمان وأصلي للرب أن يعيد َخلَقه لي”

بتلك الكلمات لخصت وزيرة المدارس معاناة سنوات من حياتها خاصة طفولتها في المدرسة، وصعوبة عيشها كمتحولة جنسياً بسبب ما كانت تحس به من مشاعر وبسبب نقص الاحترام من المحيطين بها، وذلك في لقاءخاص نشرته صحيفة داغيز نيهيتر، قبل أيام، استعرضت فيها وصفا لطفولتها في كتاب صدر العام 2018ً .جسدت فيه كيف عاشت نصف حياتها في جسد لم يكن يمت لهويتها بصلة وكيف أن جانبا من حياتها ممتلىء بالصراعات النفسية ناهيك عن التنمر اللفظي وحتى الجسدي،
شيليبلوم تحدثت أيضا عن مواقف مؤلمة من أيام المدرسة في ذاكرتها، وكيف كان من الصعب عليها أن ترتدي بنطال يحتوي على جيوب خلفية، خوفا من أن يتكرر تعرضها للتعرية من قبل التلاميذ، الذين كانوا يتعمدون وضع أيديهم في الجيوب الخلفية لبنطالها ويقومون بسحبه الى الأسفل لُيعروها ويضحكون عليها بصوت عال، غير مبالين بالدمار
النفسي التي تعيشه في تلك اللحظة.

إنجازاتها وقدراتها الإدارية والتربوية وضعها على طريق النجاح
في الماضي كانت فتاة في جسد ذكر، واليوم وزيرة المدارس السويدية وأثبتت شيلبلوم جدارة في سيرتها الذاتية، خمس لغات وشهادات عديدة، ناهيك عن إدارتها السابقة سواء مدارس السويد التي استطاعت شيليبلوم في فترة إدارتها لتلك المدرسة أن تحولها جذريا إلى مدرسة بمستوى جيد، و تخلق طفرة تكاد تكون مستحيلة، تحدث بها حتى نفسها
وأنجزت ما لم يستطع غيرها من الإداريين السابقين انجازه.
في السابق كان 6 من 9 طالب في تلك المدرسة لا يجتازون اختباراتهم ليكملوا مرحلة الثانوية، لكن في عهدها تغير الأمر وأصبح أكثر من ثلث العدد يجتازون الامتحانات وينتقلون للمرحلة الثانوية. من انجازاتها ايضا أنها استطاعت إزالة جدار التمييز، تروي شيليبلوم كيف أنها رفضت بقوة منظر تقسيم صفوف الطالب لمجموعات، مجموعة ) الشعر الأشقر و الخلفية الإسكندنافية( و مجموعة )الخلفية المهاجرة(، كان هذا التصنيف غير مقبول بالنسبة اليها فهي ترى ان المجتمع الصالح لا يجب أن يحتوي على منطق أشخاص من الصف الأول وأشخاص من الصف الثاني.

هل أعجبك الآن؟

هو عنوان كتاب شيلبلوم، الذي تطرقت فيه إلى مشاكل المجتمع والقيادة وبالطبع تحدثت فيه أيضا عن حياتها التي لم تكن خالية من الصراعات النفسية في فترة الطفولة، حيث انها ذكرت في مقابلة تلفزيونية خاصة (كنت أحاول أن أعرف ما الخطأ بصورتي الداخلية التي لا تعكس مظهري الخارجي)

الخوف هو شعور أعرفه جيدا.

هكذا ردت وزيرة التعليم الحالية: الخوف شعور أعرفة جيداً، عند سؤالها عن الخوف في مقابلة تلفزيونية، الخوف كان مرافقا لها عند محاولتها للاندماج مع محيطها والخوف من التمييز بسبب اختلافها، وهذا ما دفع إلى أن يصبح زيادة الشعور بالأمان في المدارس السويدية والمجتمع ككل هدف بالنسبة إلى شيلبلوم.

عن ردة فعل والديها؟

أما عن ردة فعل والديها فتقول وزيرة المدارس الحالية، بأنها وهي في سن 11 من عمرها فهمت انها تستطيع ان تفعل شئ تجاه هذا الأمر، وقررت أن لا تبقى ذاك الطفل الحزين المكتئب، وسبق أن رأوها أهلها في ملابس غريبة، لذلك لم يكن موضوع كشف عن هوية الجندرية بالأمر المفاجئ لوالديها، كانوا يعلمون أن هناك أمر ما يدور في حياة ابنتهم لكنهم لم يكونوا يعلمون ماهو هذا الشئ؟

اليوم لينا اكسيلسون وزيرة التعليم في الحكومة السويدية الجديدة، وعرفت شيلبلوم (51 عاماً) في وسائل الإعلام السويدية بعد نجاحها بتحسين درجات الطلاب بشكل كبير في مدرسة Ronnaskolan بسوديرتاليا خلال 3 سنوات من توليها إدارة المدرسة. شيلبلوم معها تعليم عال بالحقوق وتتحدث الألمانية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية بطلاقة إلى جانب لغتها الأم السويدية.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.