الكومبس ـ خاص: “قصصٌ لها أول ولكن ليس لها آخر” هكذا وصف عمار (اسم مستعار) التهم الجنائية الموجهة إلى أخيه حسام (اسم مستعار) في مصر بعد أن تم القبض عليه في مطار الغردقة العام الماضي.

بعد عشر سنوات من إقامة حسام في السويد، سافر مع أهله في أغسطس العام 2023 إلى الغردقة بقصد السياحة وبعد قضاء فترة إجازته تم القبض عليه في مطار الغردقة قبل عودته إلى السويد.

حسام البالغ من العمر 27 عاماً يحمل الجنسيتين السورية والسويدية وخرج من سوريا خلال الحرب مع عائلته واستقر في مصر حوالي سنة ونصف وكان عمره آنذاك 16 عاماً. وفي 2014 قدم إلى السويد مع عائلته.

تدرّج حسام في دراسته حتى أصبح طالب طب في السنة الرابعة إضافة لعمله في شركته الخاصة بالنقل والتي اضطر بسببها لتغيير اسمه ليلفظ بشكل أسهل بحسب ما قال عمار.

يضيف عمار “تم اتهام أخي بتهم مخيفة لا تصدّق، حيث تم القبض عليه بتهمة تمويل الجماعات الإرهابية في الفترة بين 2013 ـ 2014 حين كان في مصر و عمره كان آنذاك 16 عاماً”.

وبحسب عمار فإن حسام كان يعمل في مقهى للانترنت حين كان في مصر العام 2013 وكانت الأوضاع الأمنية حينها غير مستقرة. ونتيجة هذا العمل كان يتردد أناس كثر لاستخدام الإنترنت وعلى ما يبدو أن مجموعة منهم كانت متهمة بهذه القضية وتم القبض عليها فقام أفراد المجموعة بإدراج اسم حسام معهم.

بعد القبض على حسام في المطار بقي على ذمة التحقيق وُوجهت له اتهامات اطلعت الكومبس عليها من خلال حكم المحكمة الذي ذكر من الاتهامات “الانضمام إلى جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر وتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وهي جماعة داعش الإرهابية التي كان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة في تحقيق أغراضها الإجرامية حتى إصدار الحكم”.

حكم المحكمة

أصدرت محكمة جنايات أمن الدولة العليا في مصر بتاريخ 4 أغسطس الماضي حكماً على حسام بالسجن المشدد مدة ثلاث سنوات عن جريمة الانضمام لجماعة إرهابية وتبرئته من تهمة الالتحاق بجماعة مسلحة يقع مقرها خارج البلاد وإدراج اسمه على قائمة الإرهابيين، وألزمته بالمصاريف الجنائية.

ويعلق عمار على الحكم بالقول “كيف لشاب بعمر الـ16 عاماً أن يموّل الجماعات الإرهابية خصوصاً أن الفترة المقصودة هي بين الـ2013 والـ 2015 وحسام لم يكن موجوداً في مصر العام 2015 حتى أنه لم يكن مدركاً أن هناك اتهاماً بحقه حيث سافر حسام بجواز سفره السويدي الذي يحمل اسمه الأصلي ولم يستخدم اسمه الجديد للسفر وصدمنا كعائلة حين تم القبض عليه”.

السفارة السويدية في مصر

يقول عمار “قدّمنا طلبات عدة إلى السفارة السويدية في القاهرة والخارجية السويدية فقط ليتدخلوا ويحموه خصوصاً أن حسام تعرّض لكثير من الانتهاكات في بداية احتجازه في السجن من ضرب وتعذيب وإهانات وبقي دون طعام أو شراب إضافة للنوم على الفراش الملوث بالحشرات لكنهم لم يحركوا ساكناً”.

وكلت عائلة حسام محامياً للدفاع عنه وبدوره تواصل مع السفارة السويدية في القاهرة إضافة لتواصل شقيقة حسام مع السفارة على مدى عام كامل عبر البريد الإلكتروني والاتصال الهاتفي موضحة حالة حسام الصحية السيئة وراجية التدخل لمساعدته في قضيته.

وردت السفارة على شقيقة حسام برد مكتوب جاء فيه “لا يمكن للسفارة أو وزارة الخارجية العمل كممثل قانوني للمواطنين السويديين في الخارج، ولا يمكننا تقديم طلب عفو عن أخيك. هذه أمور يجب أن يتم مناقشتها بينه وبين محاميه. لا تستطيع السفارة التأثير على السلطات القضائية في الدول الأخرى بخصوص متى يتم النظر في القضايا، لذلك في هذه المسألة أيضاً، يجب على محاميه متابعة الإجراءات لتسريع التحقيق”.

وأضافت “تقدمت السفارة ست مرات بطلب للحصول على إذن لزيارة شقيقك في السجن، وكانت آخر مرة في مايو 2024. تلقت السفارة رداً في بداية أغسطس يفيد بعدم منح الإذن. يمكن للمحامي الجديد الاتصال بالسفارة لترتيب لقاء إذا رغب في ذلك”.

ويقول عمار ن شعوره بجشن أخيه “مؤلم ما أشعر به وأنا على يقين أن أخي سجن ظلماً بسبب شهادة زور، ولا يتوارى عن ذهني كيف أنه تعرّض للضرب والتعنيف وأنا عاجز عن فعل شيء أمام المسافات و الجدران التي تفصلنا. لكنني أنتظر لحظة الفرج”.

ويضيف “لا تتوقف أمي عن البكاء وهي تفكر به وبمستقبله وتدعو له له بأن يعود للسويد بلد الأمن والأمان وصون حقوق الإنسان”.

ويعرب عمار عن أمله في أن تقوم السفارة السويدية بالنظر لأمر أخيه والتدخل لمساعدته.

ريم لحدو