مهاجرة بلا إقامة تثير فزع السويد

: 1/9/22, 1:56 PM
Updated: 1/10/22, 11:35 AM
Foto: Anders Wiklund / TT
Foto: Anders Wiklund / TT

حادثة توقظ ذاكرة السويديين الموجعة بالاغتيالات

ربما كانت الشابة مجرد عاملة مهاجرة قررت البقاء في البلد رغم عدم حصولها على إقامة

الحادثة لفتت إلى المخاطر الأمنية للعمل بالأسود أيضاً

الكومبس – تقارير: لم تكن رئيسة الوزراء مجدلينا أندرشون في منزلها يوم الثلاثاء 21 ديسمبر الماضي، حين جاءت الشرطة وقبضت على إحدى عاملات التنظيف المقيمة في البلاد إقامة غير شرعية. كانت أندرشون تعقد مؤتمراً صحفياً شاهده السويديون على الهواء مباشرة حول إجراءات الحد من عدوى كورونا.

وفي كل الأحوال، كانت رئيسة الوزراء انتقلت إلى مقر السكن الرسمي Sagerska Huset قبل 3 أيام من الحادثة، في 18 ديسمبر. ولم يكن هناك أي خطر أمني على عائلتها. غير أن وجود امرأة غير شرعية في منزلها أثار حفيظة الإعلام السويدي.

صحيفة إكسبريسن كانت أول من نشر الخبر أمس. وبعد دقائق توالت ردود الفعل المنددة والغاضبة. سياسيون وخبراء أمنيون تحدثوا عن هشاشة الإجراءات الأمنية المحيطة بمنصب رئيس الوزراء.

الحادثة أيقظت ذاكرة السويديين الموجعة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق أولوف بالمه، ووزيرة الخارجية آنا ليند. “يبدو أننا لم نتعلم الدرس” كتب أحد المعلقين في صحيفة أفتونبلادت.

كان أولوف بالمه مع زوجته خارجاً من السينما وسط ستوكهولم حين هاجمه شخص بطلقات نارية أردته قتيلاً مساء 28 فبراير 1986، دون حتى أن تعرف الشرطة في اللحظات الأولى أن من أُطلق عليه الرصاص هو رئيس الوزراء. وبقيت الجريمة جرحاً نازفاً في التاريخ الأمني السويدي خصوصاً بعد عجز السلطات عن معرفة القاتل.

ربما كانت الشابة التي قبضت الشرطة عليها في منزل مجدلينا أندرشون في ناكا، مجرد عاملة مهاجرة لم تستطع الحصول على إقامة وقررت البقاء في البلد لصعوبة الظروف في بلدها نيكاراغوا، وقادها الحظ إلى منزل رئيسة الوزراء نتيجة عملها في شركة تنظيف بالأسود. وربما تكون ضحية مخاوف إعلامية مرتبطة بالذاكرة السويدية، غير أن إمكانية وصول أي عامل إلى منزل رئيس الوزراء بسهولة دون التحقق من هويته، أثارت مخاوف جدية. وذهب بعضهم إلى حد التذكير بالروابط بين نيكاراغوا وروسيا.

الشابة عمرها 25 عاماً. وحصلت في ربيع 2020، على رفض من مصلحة الهجرة لمنحها إقامة في السويد، لكنها بقيت في البلاد بصورة غير قانونية. وهي مطلوبة منذ خريف 2021 بعد أن أصبح الرفض نهائياً، الامر الذي يعني ترحيلها إجبارياً.

وسبق أن أدينت الشابة بتهمة السرقة في مجمع Åhléns بستوكهولم. وحكم عليها بالحبس مع وقف التنفيذ لأنها كانت دون سوابق.

من المسؤول؟

المحللة السياسية في صحيفة أفتونبلادت لينا ميلين كتبت مقالاً اليوم عنونته بـ”حماية رئيس الوزراء مجرد مزحة.. أخطاء لا تغتفر”.

الكاتبة تساءلت عمن يتحمل مسؤولية رئيس الوزراء، مضيفة “من الواضح أنه لا توجد جهة محددة تتولي حماية رئيسة الوزراء أو سلفها أولوف بالمه”.

فيما سخرت الكاتبة في إكسبريسن هيلنيا يسين من إجراءات حماية رئيس الوزراء. وقالت إن الصحفيين يتعرضون لتفتيش دقيق بالأشعة السينية حين يدخلون لتغطية مؤتمر صحفي للمسؤولين السياسيين، وقد يصل الأمر إلى إجبارهم على نزع أحذيتهم، ثم يكتشف المرء أن أحد العمال دخل منزل رئيسة الوزراء دون أن يعرف أحد من هو.

جهاز الأمن (سابو) أعلن أمس عدم مسؤوليته عن التدقيق في الأشخاص الذين يعملون في منازل المسؤولين المحميين. ورمى بالكرة في ملعب المكاتب الحكومية.

في حين رمت المكاتب الحكومية بالمسؤولية على عاتق “سابو”، وقالت أنها مسؤولة فقت عن الاتفاقات المبرمة مع الشركات فيما يتعلق بالخدمات في المباني الرسمية، بما في ذلك المقر الرسمي لرئيس الوزراء. وتشمل هذه الاتفاقات التدقيق الامني على للموظفين.

وقالت المحللة السياسية لينا ميلين “عندما يكون الأمر مسؤولية الجميع، فهذا يعني أنه لا أحد يتولى هذه المسؤولية فعلاً (..) لم يتبق سوى أن تتولى أندرشون المسؤولية بنفسها وهذا غير معقول”. وأضافت “يجب أن تكون المسؤولية عن أمن قادة البلد واضحة ومحددة”.

في حين علّقت أندرشون نفسها على الحادثة بالقول “أنهيت جميع العلاقات مع شركة التنظيف. لقد قالوا مراراً إنهم منضمون للاتفاقات الجماعية”.

وأضافت “أفترض أن السلطات المسؤولة ستصل الآن إلى حقيقة الأمر وتوضح ما حدث”.

وأثار موضوع انخراط شركة التنظيف في الاتفاقات الجماعية جدلاً آخر. فكيف يمكن التعاقد مع شركة يمكن أن تشغل عاملاً بالأسود. ولفتت الحادثة إلى خطورة العمل بالأسود من الناحية الأمنية أيضاً، حيث قد يضع الشخص في موضع شبهات خطيرة رغم أنه كان يعمل دون عقد لأسباب ليس لها علاقة بالأمن.

هز خبر العاملة غير الشرعية السويد. وربما كان إنذاراً مبكراً عن خلل أمني قد يؤدي إلى مخاطر أكبر إذا لم تتلافاه الجهات الأمنية المسؤولة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.