الهجرة إلى أوروبا

“مهاجرون للبيع”..تحقيق في تجارة تهريب المهاجرين عبر المتوسط

: 10/30/24, 8:11 PM
Updated: 10/30/24, 6:46 PM
مهاجرون غير نظاميين ينظمون احتجاجًا على انتهاكات حقوق الإنسان أمام مبنى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس.
مهاجرون غير نظاميين ينظمون احتجاجًا على انتهاكات حقوق الإنسان أمام مبنى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس.

في رحلة محفوفة بالمخاطر عبر ليبيا، تعرض 3 شبان من ولاية غوجارات الباكستانية للخداع من قبل مهربي البشر، ليجدوا أنفسهم في مواجهة تجارب مروعة لا تُنسى.

يروي هؤلاء الشبان كيف واجهوا الابتزاز المستمر وتهديدات القتل.”تحمّل محمد أبو بكر، البالغ من العمر 24 عامًا من ولاية غوجارات في باكستان، تسعة أشهر من العذاب في ليبيا قبل أن تنقذه سفينة تابعة لمنظمة غير حكومية مع 133 شخصًا آخرين في وسط البحر الأبيض المتوسط. عن ذلك يقول محمد لمهاجر نيوز: “كنت أحاول عبور البحر الأبيض المتوسط كل يوم.”

تعرف محمد على سلمان وزين (تم تغيير الأسماء بناءً على طلبهم)، وهما شابان في أوائل العشرينات من عمرهما من ولاية غوجارات، أثناء وجودهم في ليبيا. أجرى موقع مهاجر نيوز مقابلة مع الشبان الثلاثة في فبراير/ شباط الماضي على متن سفينة جيو بارنتس التي تديرها منظمة أطباء بلا حدود وتخصصت في عمليات البحث والإنقاذ.

وأضاف محمد إنه فر من باكستان بسبب مخاوف من الإرهاب والعنف والتعذيب، إلى جانب شحة الفرص الاقتصادية. وأضاف: “لهذا السبب قررت الانتقال إلى ليبيا واختيار هذا الطريق للوصول إلى أوروبا، إذ لا يمكننا الحصول على تأشيرة بطريقة قانونية.”

“سافر الرجال الثلاثة جواً من كراتشي إلى دبي، ثم إلى مصر، قبل أن يصلوا إلى بنغازي في ليبيا، بمساعدة المهربين الذين نظموا لهم الأوراق ورحلات الطيران، وأخذوا جوازات سفرهم منهم”.

من تهديدات القتل إلى الابتزاز المالي

سرد محمد الصعوبات العديدة التي واجهها في ليبيا، بما في ذلك الضرب المتكرر وظروف الاحتجاز اللاإنسانية.”

وقال: ” نحن بشر، لكنهم لا يترددون في ضربنا وإلحاق الأذى بنا مقابل المال”، فهم “المافيا”. وأضاف: “أعطني المال، كما يقولون، وإلا سأقتلك. سأصور مقطع فيديو وأرسله إلى باكستان… ربما يقطعونك بسكين، وستتعرض للتعذيب”.

أشار الشبان الثلاثة من ولاية غوجارات عن “المافيا” في ليبيا، مشيرين إلى الجهات الفاسدة التي تشمل مهربي البشر، والمتاجرين بهم، والعصابات الإجرامية، وأفرادًا فاسدين من خفر السواحل الليبي، إلى جانب بعض العسكريين ورجال الشرطة، وموظفي مراكز احتجاز المهاجرين، والحراس، والميليشيات.

منعنا الليبيون من المغادرة… ضربونا واتصلوا بأهلنا وهددوهم لمدة 30 يومًا، مطالبين بفدية مالية

“المافيا تقتل الأشخاص .. وحتى الشرطة الليبية والميليشيات والحكومة تأخذ المال منك. الفساد منتشر في ليبيا بشكل كبير.. هناك باكستانيون يعملون في ليبيا من أجل المال .. وحتى السفارة الباكستانية وموظفو الأمم المتحدة الليبيون متورطون”، يضيف المهاجر الباكستاني محمد بالقول، بينما كان سلمان وزين يهزان رأسيهما بالموافقة.

مثل العديد من الباكستانيين الآخرين، أوضح الرجال الثلاثة أنهم وصلوا إلى ليبيا بفضل قروض بنكية، بالإضافة إلى المساعدات المالية التي اقترضوها من أقاربهم في باكستان. وأضافوا: “نحن فقراء جدًا .. إذا قامت المافيا أو الشرطة الليبية باعتقالنا، فهل سيكون لدينا ما يكفي من المال لدفعه لهم؟ وهل سننجو؟”.

مخابئ المهربين: ظروف قاسية تكشف حقائق مرعبة

وقال محمد: “في إحدى المرات، رتب المهربون لي رحلة بحرية من مدينة طبرق، شمال شرق ليبيا، بالقرب من الحدود مع مصر. لكن الرجل الباكستاني الذي جلبني إلى ليبيا لم يعطِ المال لليبيين، بل احتفظ به لنفسه. لذلك، منعنا الليبيون من المغادرة. ضربونا واتصلوا بأهلنا وهددوهم لمدة 30 يومًا، مطالبين بفدية مالية”.

ويضيف بالقول إنه تم احتجازه في حمام مساحته حوالي 10 أقدام في 10 أقدام لمدة أربعة أيام. “كان الجو باردًا جدًا، ولم يقدم لنا المهربون سوى القليل من الأرز. بالكاد تمكنا من البقاء على قيد الحياة”.

بينما كانوا ينتظرون فرصة جديدة لعبور البحر، نُقل محمد إلى مرآب يضم 385 مهاجراً آخرين. وأوضح أن المهرب الليبي الذي كان يدبر لهم الرحلة كان لديه اتصالات مع بعض أفراد الجيش والشرطة. “كانوا يتصلون بهم لإعطائهم إشارة إذا كان كل شيء على ما يرام في البحر، ومن ثم يمكننا العبور”. ووصف المهاجر الباكستاني الغرفة التي أُجبروا على البقاء فيها بأنها “مزدحمة وقذرة”.

عندما تدخل السجن، يطلبون منك 3000 دولار أمريكي للإفراج عنك

وأضاف محمد: “شربنا الماء من الحمام، ولم نحصل سوى على حفنة من الأرز خلال 48 ساعة”. لكن السلطات اكتشفت وجود المهاجرين غير النظاميين في الموقع. “اعتقلونا، ووضعتُ في السجن”. ورغم أنه لم يحدد الجهة المختصة، أشار محمد إلى أن مجموعات عسكرية مختلفة كانت تسلمه لمجموعات أخرى في مدن مختلفة، بما في ذلك طبرق وبنغازي، كما ذكر الشرطة الليبية.

الانتهاكات في مراكز الاحتجاز الليبية

أثناء الاحتجاز في ليبيا، قال الرجال الثلاثة إنهم تعرضوا تكراراً للضرب المبرح، مما ترك ندوباً على أجسادهم. فقال محمد: “إذا تحدثنا بصوت عالٍ قليلاً، فسنتعرض للضرب”.

أما زين فقال إنه قضى 100 يوم رهن الاحتجاز في ليبيا، بينما ذكر سلمان أنه قضى شهرين في السجن، بما في ذلك فترة في مركز احتجاز عين زارة جنوب طرابلس. وأوضح سلمان قائلاً: “عندما تدخل السجن، يطلبون منك 3000 دولار أمريكي للإفراج عنك”.

أما محمد، فقد قضى يومين في مركز احتجاز قنفودة بنغازي الذي تديره مديرية مكافحة الهجرة غير الشرعية الحكومية. وأشار محمد: “في السجن، يعطونك القليل من الطعام، والمياه القذرة، وبعد بضعة أيام تصاب بالمرض ولا يوجد دواء. وإذا لم يتم إطلاق سراحك، فربما ستموت بعد شهر أو شهرين”.

وأضاف: “في سجون بنغازي، يتعين عليك دفع نحو ألف إلى 1500 دولار للخروج، بينما في طرابلس يكون المبلغ أكبر من ذلك. وما زال أصدقاؤنا في السجن بطرابلس في حالة سيئة للغاية، ونريد من الأمم المتحدة أو أي منظمة أخرى أن تتحرك وتطلق سراحهم”.

وعندما سُئل محمد عن كيفية تمكنهم من سداد المبالغ بعد أن استولى المحتجزون على أموالهم، أوضح أنه لجأ إلى والديه في باكستان، مضيفاً: “إذا كان لدى أي شخص هاتف، فإنه يخفيه عن الشرطة الليبية في السجن، ونقوم بإبلاغ آبائنا بأننا محتجزون، فنطلب منهم إرسال المال”.

ويدفع آباؤنا لشخص الذي يعمل في مجال التهريب في باكستان أو لعائلاتهم، ويقوم هذا الشخص بترتيب الأموال للمهرب في ليبيا. وبعد ذلك، يتم الإفراج عنك من السجن. إنها عملية طويلة”.

إساءة استخدام السلطة والفساد داخل الشرطة الليبية وخفر السواحل

ويواصل محمد رواية قصته بالقول: “عندما ألقت الشرطة القبض علينا، أخذت وثائقنا كجواز سفري، وكانت تبيعها للمافيا مقابل 1000 دينار ليبي (190 يورو). بهذه الطريقة، كان بإمكانهم كسب المال”. وأضاف: “الشخص الليبي الذي ندفع له لمساعدتنا في عبور البحر، يرسل المال للشرطة ليقوموا بترتيب خروجنا ودفع أموال للمافيا”.

وأشار محمد إلى أن هناك طريقة أخرى للشرطة لكسب المال. حيث يتعاون المهربون، الذين ينظمون رحلتنا عبر البحر الأبيض المتوسط، مع البحرية الليبية [خفر السواحل]. يدفع المهربون لهم مقابل ألا يعترضوا طريقنا. حتى أن بعض القوات تأتي إلى المياه الدولية مع البحرية الليبية”، لكنه لم يوضح المزيد.

ثم ذكر قصة رجل باكستاني تمكن من عبور البحر إلى إيطاليا بمساعدة مهربين من بلدة زوارة في شمال غرب البلاد، القريبة من الحدود مع تونس. بعد أن انجرف القارب في البحر لمدة ساعتين، رصدته القوات الساحلية الليبية وبدأت بإطلاق النار على مجموعة المهاجرين، ثم أوقفت القارب، بحسب محمد. وقال: “أعطاهم المهرب، وهو شخص ليبي، بعض المال”.

ووفقًا لمحمد، فإن الرشوة بين المهربين والمهاجرين وخفر السواحل الليبي يمكن أن تحدث مباشرة في البحر. إذ يمكن لأحد أفراد خفر السواحل أن يتصل بأحد المهربين على الأرض، ويطالبه بالدفع مقابل عدم اعتراض قارب المهاجرين.

وأضاف محمد: “قد يكون أحد الضباط مرتبطًا بالمهربين، وعندما يكون في الخدمة، يتصل به فقط. كل شيء مخطط له. ولكن إذا كان هناك ضابط آخر، فربما يلقون القبض عليك”.

مزاعم فساد تشمل السفارة الباكستانية وموظفي الأمم المتحدة

وأكد سلمان وزين ومحمد أن الفساد ينتشر في مستويات متعددة من السلطة والنفوذ في ليبيا، بدءًا من حراس مراكز الاحتجاز وصولًا إلى المسؤولين الحكوميين. ويشيرون إلى أن الفساد يمتد ليشمل الموظفين المحليين التابعين للأمم المتحدة والسفارة الباكستانية في طرابلس.

قال محمد: “إن الليبيين الذين يعملون في الأمم المتحدة فاسدون، وكذلك الموظفون في السفارة الباكستانية.” وأشار إلى أن ذلك يتعلق بتورط الموظفين الليبيين المعينين محليًا في سوء السلوك المالي عند التعامل مع قضايا الهجرة غير النظامية.

لم يتمكن زين وسلمان ومحمد من تحديد الوكالة التابعة للأمم المتحدة التي كانوا يقصدونها. ومع ذلك، تُعتبر كل من المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من بين الهيئات الأكثر نشاطًا في ليبيا في التعامل مع قضايا المهاجرين.

وفيما نفى المتحدثون باسم المنظمتين لمهاجر نيوز عن وجود أي شكاوى تتعلق بمثل هذه الادعاءات ضد موظفيهم الليبيين.

وقال سلمان إن السفارة الباكستانية “أخذت 1500 يورو عن كل شخص من الأمم المتحدة لترحيلهم إلى باكستان … لكننا لا نعرف ما إذا كانوا يرحلونهم حقًا”.

ووفقًا لمحمد فإن السفارة الباكستانية تُخبر الشخص الليبي الذي يعمل لدى الأمم المتحدة بأنها قامت بترحيل عدد معين من المهاجرين. وفي المقابل، يُبلغ هذا الموظف الليبي الأمم المتحدة عن تلك الترحيلات. لكن محمد أشار إلى أن الأرقام التي تقدمها السفارة أو الأمم المتحدة حول عدد الأشخاص الذين تم ترحيلهم ليست دقيقة ولا تعكس الواقع الفعلي، فقد “تكون الأعداد أقل مما يتم الإبلاغ عنه”.

وأكد محمد أن “السفارة الباكستانية على اتصال بمهربين باكستانيين يعملون في ليبيا وباكستان. ويشير إلى أن العاملين الليبيين في الأمم المتحدة والموظفين في السفارة الباكستانية متورطون في الفساد”، ولكنه لم يقدم مزيدًا من التفاصيل.

في هذا السياق يوضح محمد بالقول: “يعلم الجميع أن السفير على دراية بكل ما يحدث هنا في ليبيا، وليس فقط الموظفين من المستوى الأدنى. أعتقد أنه إذا كان المدنيون الباكستانيون يعرفون ما يحدث، فمن المستحيل أن يكون السفير غير مطلع”.

في إطار العودة الإنسانية الطوعية، تنظم المنظمة الدولية للهجرة، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة، رحلات مجانية للمهاجرين في ليبيا الراغبين في العودة إلى بلدانهم، باستخدام رحلات مستأجرة أو تجارية بالتنسيق مع السلطات الليبية وبلدان العودة.

كما تقدم المنظمة دعمًا قنصليًا من خلال زيارات ميدانية للمراكز الحضرية ومراكز الاحتجاز، أو عبر مكتبها في طرابلس. بالإضافة إلى ذلك، تتيح الوكالة للمهاجرين العالقين إمكانية الاتصال بممثل سفارتهم عبر الإنترنت.”

كيف كانت استجابة باكستان ووكالات الأمم المتحدة وفرونتكس؟

ولم ترد السفارة الباكستانية في طرابلس ووزارة الخارجية الباكستانية علي طلب “مهاجر نيوز” للتعليق. وأفادت وكالة مراقبة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي “فرونتكس” بأنها لا تستطيع تقديم أي تعليق عند سؤالها عن الابتزاز المالي للمهاجرين، وظروف احتجازهم في ليبيا، وعمليات تهريب البشر في البحر الأبيض المتوسط.

كما لم تقدم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أي رد على الشهادات التي تتناول حالات الإساءة والعنف والحرمان والابتزاز في مراكز الاحتجاز، مما يثير قلقًا عميقًا حول أوضاع المهاجرين. كما تشير هذه الشهادات إلى مزاعم بتواطؤ بعض العاملين المحليين في الأمم المتحدة مع المهربين الذين يستغلون المهاجرين.

وأفاد أحد موظفي منظمة دولية، طالبًا عدم الكشف عن هويته بالقول: “لا أستطيع حتى أن أتخيل ذلك، خاصةً عندما أتحدث باسم منظمتي. لا توجد لدينا أي علاقة بالاحتجاز غير الرسمي”.

بدوره صرح متحدث باسم المفوضية لمهاجر نيوز بأن المفوضية لا تشارك في أي برامج إجلاء إلى باكستان، كما أنها ليست على علم بأي من الادعاءات المرتبطة بذلك، فيما نفى متحدث آخر من المنظمة الدولية للهجرة أنه سمع بتلك المزاعم من قبل عندما وُجهت له أسئلة عنها.

وبحسب المتحدث الرسمي باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن المفوضية تعمل في ليبيا بالتعاون مع فريق الأمم المتحدة المحلي والمنظمات غير الحكومية، وتعتمد على الموافقات الرسمية لتنفيذ أنشطتها.

كما أشار المتحدث إلى أن المفوضية على علم بالانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون والمهاجرون على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط، مشددًا على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وحقوق اللاجئين وطالبي اللجوء.

من جانبها،”قالت كلير هيلي، منسق مرصد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الخاص بتهريب المهاجرين، لمهاجر نيوز إنها لم تسمع “عن حالات فساد أو إساءة استخدام السلطة بين موظفي الأمم المتحدة في ليبيا”.

وقال سلمان إنه عندما سُئل هو ومحمد وزين عما إذا كانوا سيتوجهون إلى أوروبا عبر ليبيا لو كانوا على علم بالحقائق المتعلقة بطريق البحر الأبيض المتوسط، أجاب بسرعة: ‘لا، لا، لا’.”

واضاف محمد: “لم نكن لنغادر باكستان لو كنا نعرف أن الوضع سيكون هكذا في ليبيا. المهربون هم بمثابة مافيا، والشرطة كذلك، والجيش أيضًا. لكننا جئنا إلى هنا، والآن نعرف كيف تسير الأمور”.

أعدته للعربية: ندى فاروق

سوجي فان برونارسوم – مهاجر نيوز 2024

هذا الموضوع جزء من سلسلة “مهاجرون للبيع” مستندة إلى تحقيق أُجري بين فبراير/ شباط ومايو/ أيار 2024 في كل من ألمانيا وإيطاليا ومنطقة وسط البحر الأبيض المتوسط. وقد شمل التحقيق فترة على متن سفينة البحث والإنقاذ التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود جيو بارنتس، من 30 يناير/ كانون الثاني إلى 10 فبراير/ شباط. لم يتمكن موقع مهاجر نيوز من التحقق بشكل مستقل من الشهادات الشخصية التي قدمها المهاجرون.”

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية و DW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon