مُقعد محروم من أي مساعدة بسبب “بلاغ”

: 12/22/22, 1:29 PM
Updated: 12/22/22, 1:29 PM
(صورة تعبيرية لا علاقة لها بالشخص موضوع المقال)
(صورة تعبيرية لا علاقة لها بالشخص موضوع المقال)

الكومبس – خاص: سعيد رجل في الـ58 من عمره، مقعد ويعاني من أمراض التقدم في السن، كما أنه يعيش وحيداً في مدينة آفيستا (Avesta). الرجل المقعد لم يحصل على أي مساعدة، سواء كانت مالية أو صحية ليستطيع أن يعيل نفسه رغم كل محاولات عائلته.

يجد سعيد صعوبة في الحديث للكومبس بسبب وضعه الصحي، لذلك يتولى ابنه نبيل المهمة، معبراً عن إحساسه بـ”الظلم”.

بدأت المشكلة، حسب ما يروي الابن، منذ حوالي ست أشهر تقريباً، عندما تواصل شخص مجهول الهوية مع مكتب الخدمات الاجتماعية وأخبرهم أن سعيد لا يعيش وحده كما هو مسجل، بل إن ابنه نبيل يعيش معه. حينها بدأ مكتب المساعدات طرق باب سعيد في زيارات مفاجئة بشكل متكرر. في احدى الزيارات وجد الموظفون حذاء لنبيل فاتهموه بأنه يسكن مع ابيه رغم انه مسجل في سكن آخر. وقرروا قطع المساعدات المالية عن الأب.

كيف عرفوا أن الحذاء لك وليس لوالدك؟

يجيب نبيل “وجدوا الحذاء بين مجموعة أشياء أخرى كانت لي، وعندما سألوني أخبرتهم بأنها أغراضي. فمن الطبيعي أن يكون لي أغراض في البيت لأنه كان في الأساس بيتي قبل أن أنتقل وأترك المكان ليعيش فيه أبي”.

لم يقتصر الأمر على حذاء الابن، حيث وجد مكتب الخدمات اسم نبيل على باب السكن فتأكدت شكوكهم. غير أن نبيل ألقى باللوم على شركة السكن حيث أنها لم تغير الاسم بعد انتقاله.

وبسبب هذه الشكوك قطع مكتب الخدمات كل المساعدات عن الأب. اعترض نبيل على القرار مرة تلو أخرى وأرسل طلبات الحصول على المساعدة دون جدوى، حيث كان الرد دائماً بالرفض. وأمام إصرار الابن صرف مكتب الخدمات للأب إيصالاً لشراء مواد غذائية بمبلغ بسيط، حسب رواية الابن.

يقول نبيل”أصبحت أنا من يدفع فواتير الكهرباء والإنترنت كي لا ينقطعان لكن ليست لدي المقدرة على دفع الإيجار. تراكمت الفواتير غير المدفوعة وأخاف أن يدرج اسم أبي في اللائحة السوداء”.

يشعر الابن البكر بالأسى وقلة الحيلة. وإضافة إلى عدم تقديم دعم مادي للأب ترفض البلدية أن ترسل له مساعدين شخصيين أو خدمة الرعاية المنزلية لتخفف قليلاً المسؤولية عن أكتاف نبيل واخته اللذين يتكفلان برعاية الأب بشكل كامل اليوم.

يقول نبيل “اختي لديها عائلة وأنا أعيش في مدينة أخرى ومن الصعب التنقل بين مدينتين. لقد خسرت كلاً من عملي وعائلتي منذ أن تعقدت هذه المشكلة وتفرغت نسبياً لمساعدة والدي”.

في آخر تواصل بين نبيل وبين مسؤولة مكتب الخدمات قطعت الأخيرة الامل بأن يحصل الأب على شيء. ورغم وجود التقارير الطبية التي تدعم حالة الاب فإن المكتب لا ياخذها بالاعتبار.

جزء من التقرير الطبي الذي حصل عليه الأب سعيد والذي يثبت أن لديه شللاً ومشاكل في القدرات الوظيفية

يقول نبيل “كانت حجتهم في البداية أن التقارير المرضية قديمة فأتينا بتقارير جديدة تثبت حالة أبي المرضية، لكن مع ذلك لم يحصل على شيء”. وتوضح التقارير المذكورة أن سعيد يعاني من شلل ومشاكل في الذاكرة وتم تشخيصه بما يسمى بال (ADL) أي قلة القدرة الوظيفية للشخص والحاجة إلى المساعدة في الأنشطة المختلفة. ويعتبر تقييم (ADL) بمثابة أساس عندما يتعين على البلدية أو مصلحة التأمينات الاجتماعية (Försäkringskassan) اتخاذ قرار بشأن المساعدة.

يختم نبيل قائلاً “أنا انظر إلى حالة أبي تتدهور يوماً بعد آخر. هو مشلول ويصعب عليه الكلام لكنني أشرح له كل شيء وهي يعي ما يحصل حوله وأرى كيف أن هذا الشيء يؤثر عليه. هو لا يريد ان يكون عالة على أحد لكن هذا من أبسط حقوقه”.

رد الخدمات الاجتماعية

عند التواصل مع ماريا فالغرين، المسؤولة الأساسية عن حالة الأب وقرار حصوله على مساعدات في بلدية آفيستا، قالت الأخيرة إنه لا يمكنها الخوض في قضية محددة بسبب سرية وخصوصية المعاملات. لم تؤكد الموظفة رواية نبيل أو تنفها، لكنها أرسلت برد عام قالت فيه “لكل فرد الحق في التقدم بطلب للحصول على دعم من الخدمات الاجتماعية. يتم ذلك من قبل الفرد الذي يقدم طلباً ثم يتم التحقيق فيه بناءً على التشريعات والمبادئ التوجيهية والممارسات الحالية مع مراعاة الوضع الفردي للفرد. عندما يتم التحقيق في الطلب يتم اتخاذ قرار إما بالموافقة أو الرفض. إذا لم يحصل الفرد على ما تقدم إليه، فيحق له دائماً استئناف القرار ومراجعته من قبل المحكمة الإدارية”.

هديل إبراهيم

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.