الكومبس – أخبار السويد: أثار تصرّف ناشط مؤيد لفلسطين خلال إحياء مراسم الذكرى الثامنة لهجوم دروتنينغاتان الإرهابي انتقادات في السويد، بعدما حاول مقاطعة مقابلة مع والد إحدى ضحايا الهجوم أثناء حديث تلفزيوني، أمام النصب التذكاري الجديد لضحايا الهجوم. فيما أكد آخرون، أن الناشط لم يكن يعلم بفحوى اللقاء، وأنه كان يحاول رفع الصوت للفت الأنظار إلى ما يجري في غزة.

وأظهر فيديو انتشر على وسائل التواصل، قيام الناشط الذي يحمل العلم الفلسطيني بإطلاق هتافات بصوت مرتفعٍ، بينما كان والد الضحية يجري لقاءً مع قناة TV4. واعتبر المنتقدون أن ما حدث يُعد انتهاكاً لحرمة المناسبة، حيث كان الأب يتحدث عن ابنته التي قُتلت في الهجوم.

وكتب وزير الدفاع المدني كارل أوسكار بولين، منشوراً طويلاً على موقع إكس، حول الحادثة. واعتبر أنه “مثال على تراجع الاحترام المتبادل في الفضاء العام السويدي”. وقال “نحن لا نفعل ذلك في السويد. نحن لا نتصرف كحمقى. لأن ما حدث في خلفية تلك المقابلة يجسّد بالضبط هذا النوع من التصرف”.

https://twitter.com/CarlOskar/status/1909646362737885447

وأضاف “الأمر لا يتعلق بذلك الشخص بعينه، بل بنوع جديد نسبياً من السلوك، حيث يُظهر البعض سلوكاً عدائياً وتسلطياً في الأماكن العامة، مما يُضعف روح المجتمع السويدي”، كما قال.

وشدد على إن السويد بلد يقوم على الحريات، “لكن لم يكن الهدف يوماً أن تُستخدم هذه الحريات للتعدي على الآخرين في لحظاتهم الخاصة”، داعياً إلى “رفض مجتمعي واضح في مواجهة مثل هذه التصرفات”.

ورد معلقون على منشور الوزير. وانتقد معظمهم تصرف الناشط، وكذلك الكلام الوارد في المنشور. وسأله أحدهم عما إذا متأكداً من أن الناشط تقصّد فعل ذلك وأنه كان يعلم هوية الشخص في المقابلة، أم أن الوزير يحاول “كسب نقاط سياسية”.

وقال آخر “شخص واحد يصرخ ويقاطع مقابلة على TV4 ليس تهديداً للديمقراطية، ولا لحقوق الإنسان، ولا يُمثّل’سلوكاً تسلطياً معادياً للمجتمع. إنه مجرد تصرف أحمق وغير لائق.”

فيما اعتبر آخرون أن الوزير يحاول من خلال منشوره الحد من حرية التعبير في السويد لمن لا يشاطره آراءه.

وهاجم آخرون الناشط بشدة، وطالبوا الشرطة السويدية بمنع أي تظاهرة غير مرخصة.

وكانت السويد أحيت قبل يومين الذكرى الثامنة للهجوم الإرهابي، الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بعد أن قام رحمت عقيلوف بدهس الحشود عشوائياً في شارع دروتنينغاتان بوسط ستوكهولم. وتم الكشف عن نصب تذكاري جديد للضحايا في ساحة “سرغلس توري” بوسط ستوكهولم، بحضور رئيس الحكومة أولف كريسترشون والأمير دانيال زوج ولية العهد، إلى جانب أهالي الضحايا.