الكومبس ـ خاص: يبادر أحمد سلمان لتقديم حلاقة مجانية لكبار السن في دور الرعاية ببلدية نيبرو. ويعتبر ذلك بمثابة هدية الميلاد خلال شهر ديسمبر، متطلعاً لأن يكون ذلك “مساهمة في تقديم صورة إيجابية عن المهاجرين مختلفة عن تلك التي تروجها بعض الأحزاب”.
أحمد سلمان القادم من العراق العام 2015 والبالغ من العمر 31 عاماً، عمل بمهنته حلاقاً حتى استطاع في 2018 فتح صالونه الخاص. ومنذ ذلك الحين يقدم أحمد الحلاقة مجاناً هدية الميلاد في شهر ديسمبر لكبار السن المقيمين في دور رعاية المسنين في بلدية نيبرو.
يقول أحمد للكومبس “تقديراً للسويد التي استقبلتنا واحتراماً لكبار السن الذين عملوا في السويد وتعبوا وقدّموا لها الكثير لتكون السويد بالصورة الحالية التي نراها، إضافة لعاداتنا وتقاليدنا التي تملي علينا مساعدة الناس وخاصة كبار السن الذين يعنون لي الكثير أتقدّم بمبادرة هدية الميلاد لكبار السن من خلال عملي الذي أستطيع”.
تواصل أحمد العام 2018 مع بلدية نيبرو وأعلمهم بمبادرته وقوبلت بكثير من التقدير وبعدها أصبحت طقساً في شهر ديسمبر من كل عام حيث يقوم أحمد بتقسيم دور المسنين على أيام الآحاد في شهر ديسمبر ليتمكن من حلاقة جميع كبار السن قبل عيد الميلاد.
يعمل أحمد من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثامنة مساءً وينتقل بين دور رعاية المسنين ويقوم بحلاقة وتصفيف شعر الرجال والسيدات منهم حيث يصل عددهم في كل مرة بين 15 و20 شخص تقريباً.
وعن ردة فعل كبار السن، يقول أحمد “في بداية الأمر كان المسن يفاجأ ويستغرب عندما أقوم بحلاقة شعره بشكل مجاني ويبادر لسؤالي، لماذا مجاناً؟ وعندما أقول له: بأنها هدية مني لكَ يبدأ بالتأثر والبكاء. أكثر ما أثر بي خلال زيارتي لدور رعاية المسنين أنه في كثير من الأحيان يكون المسن بعيداً عن ابنه والأخير لم يحضر لزيارته منذ خمسة سنوات مثلاً وبالتالي بحضوري أنقل لهم ثقافة مختلفة لا يعرفونها”.
يقول أحمد إنه يهدف من مبادرته إلى نشر الأمور الإيجابية التي يقوم بها المهاجرون وتغيير الصورة السلبية التي تنشرها بعض الأحزاب. ويعبر أحمد عن تمنيه بأن يعيش في السويد بسلام دون أن يسمع عبارات مؤذية في كل مرة ضد المهاجرين من قبل بعض الأحزاب والدوائر وتهديدهم بالعودة لبلدانهم فهذا يحبط من معنوياته.
يعتبر أحمد السويد بلده الثاني بعد أن حصل على الجنسية فيها ويعتبر نفسه مواطناً سويدياً يعمل كل ما يستطيع ليكون مساهماً في بناء هذا البلد.
ريم لحدو



