هل السويديون هم الأكثر شعوراً بالوحدة في العالم؟

: 12/28/21, 4:27 PM
Updated: 12/28/21, 4:27 PM
Foto: Martina Holmberg / TT
Foto: Martina Holmberg / TT

الكومبس – صحافة سويدية: يقال إن السويديين هم الأكثر انعزالا في العالم. خصوصا أثناء أزمة كورونا، وفي هذا الإطار أجرت صحيفة DN تحقيقاً حول ذلك، أظهرت أن النظرة العامة للعزلة في السويد ليست صحيحة، على الأقل من منظور أوروبي.

فالشخص الذي يعيش وحيدا لا يعني أن ليس لديه علاقات اجتماعية. في نفس الوقت الذي يمكن أن يشعر فيه المرء بالوحدة، حتى لو كان يعيش مع عدة أشخاص أو لديه علاقات اجتماعية.

لمعرفة مدى شعور الوحدة للشخص الذي يعيش بمفرده، يجب معرفة الوقت الذي يقضيه المرء مع الناس الآخرين، وإذا كان لديه صديق مقرب.

تتميز السويد والدول الإسكندنافية الأخرى بنسبة عالية من الأشخاص الذي يعيشون بمفردهم، فحوالي 40% من السكان يعيشون بمفردهم. وتكون النسبة الأعلى في المدن الكبرى.

وفي السويد يترك اليافعون منازل عوائلهم مبكرا أكثر من البلدان الأخرى. ومع ذلك فإن هذا لا يؤدي الى مستويات أعلى من الشعور بالوحدة.

وسابقا كان من المخجل أن يعيش المرء لوحده. لكن بعد الحرب العالمية الثانية وبالتزامن مع الازدهار المتزايد، تضاعف عدد الذين يعيشون لوحدهم بين عامي1950-1990.

وحسب الصحيفة فإن العيش بشكل منفرد ليس حالة فريدة بالسويد، إنما هي حالة شائعة في كل العالم.

ويعيش معظم الناس بمفردهم في البلدان الغنية. وفي هذه الحالة، يكون حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي كبيرة. فالعيش المنفرد مرتبط بأن الأشخاص الذين لديهم حالة مادية جيدة، يختارون أن يعيشوا لوحدهم.

لكن العلاقة بين الثروة والعيش المنفرد ليست مطلقة. فالتركيبة السكانية تلعب دورا مهما، والبلدان التي بها العديد من كبار السن لديها عدد أكبر من الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم.

ومن المهم عدم الخلط بين الشعور بالوحدة والعيش المنفرد. لأنه حتى مع ازدياد عدد الذين يعيشون بمفردهم لم يزداد الشعور بالوحدة. والسويد من البلدان التي تتميز بقيمة منخفضة للشعور بالوحدة قياسا لنسبة عدد السكان الذين يعيشون بمفردهم.

ووفقا لمشروع world values survey (الدراسة الاستقصائية للقيم العالمية) والذي شمل 83 دولة. تصدرت السويد القائمة بنسبة 65% من حيث الإجابة بان الأصدقاء هم الجزء الأهم في حياة السويديين.

وجاءت النروج في المرتبة الثانية بنسبة 62%. وألمانيا 55%. الولايات المتحدة 51%. إيطاليا 40%. ليتوانيا28%.

وبذلك تكون السويد حسب الدراسة هي من اقل البلدان التي يشعر بها المرء بالوحدة أو يفتقر لحياة اجتماعية أو صديق.

الشعور بالوحدة لا يرتبط فقط بعدد العلاقات الاجتماعية التي لدى المرء، إنما بعمق هذه العلاقات والتوقعات التي ينتظرها منها. ومفهوم الوحدة حسب الأبحاث الاجتماعية يعني الشعور السلبي الذي يحصل عندما يخيب أمل المرء من علاقاته الاجتماعية التي كان يظنها ناجحة وآمنة.

الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة في السويد هم غالبا اليافعون وتبلغ نسبتهم 4% ممن أعمارهم 16 عاما أو أكثر. أي 600000 شخص. والمقياس هنا هو أن الشخص يعيش بمفرده ولا يلتقي أصدقاء أو أقارب أو معارف أكثر من مرتين في الشهر.

العزلة الاجتماعية أكثر شيوعا بين كبار السن من عمر 80 فما فوق، ثم تأتي الفئة العمرية 20-29عاما.

بالرغم من أن الشعور بالوحدة امر غير شائع في السويد عكس ما يتوقعه العالم عن السويد. إلا أن الموضوع هام. والتواصل الاجتماعي هام جدا للرفاهية الحياتية بشكل عام.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.