الكومبس – أخبار السويد: وجّهت وزيرة المناخ السويدية رومينا بورمختاري انتقادات علنية حادة للسعودية. وقالت إنها “تصب الزيت على النار” في مفاوضات المناخ.
وشهدت قمة المناخ COP29 في العاصمة الأذرية باكو توتراً متزايداً بسبب مواقف السعودية وحلفائها، حيث وُجهت اتهامات للمملكة باتباع استراتيجيات تهدف إلى تعطيل المفاوضات المتعلقة بالتحول عن الوقود الأحفوري وتمويل المناخ.
وفي جلسة علنية مثيرة للجدل، أعلن ممثل السعودية في المفاوضات، البراء توفيق، أن بلاده ومجموعة الدول العربية لن تقبل أي بنود تستهدف الوقود الأحفوري، مشيراً إلى أن مثل هذه البنود تُعتبر “خطاً أحمر”. وأكد أن السعودية ترفض التوسع في السياسات الاقتصادية المتعلقة بالمناخ على حساب الدول النامية، حتى ولو كانت على أساس طوعي.
وأثار موقف السعودية انتقادات من وفود الدول النامية الصغيرة، مثل جزر مارشال التي تعتبر التحول المناخي مسألة وجودية. ووصفت مبعوثة جزر مارشال النصوص المقترحة بأنها تهدد بقاء شعبها، مشيرة إلى أن العالم “معلق بخيط رفيع”.
السويد تنتقد علناً
ووصفت وزيرة المناخ السويدية رومينا بورمختاري الموقف السعودي بأنه “صب الزيت على النار”، معتبرة أن نهج المملكة “يجعل أسس التعاون والمفاوضات كارثية”. وأضافت أن السعودية أصبحت أكثر صراحة في رفضها للسياسات الدولية المتعلقة بالمناخ، وهو تطور “مثير للقلق”، حيث كان ذلك يُناقش سابقاً خلف الأبواب المغلقة. وفق ما نقلت داغينز نيهيتر.
تأثير فوز ترامب
ولفتت بورمختاري إلى أن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة منح السعودية دعماً قوياً لتبني مواقف أكثر صرامة. وعُرف ترامب بانتقاداته لسياسات المناخ العالمية، بما في ذلك انسحاب الولايات المتحدة سابقاً من اتفاقية باريس للمناخ، وتشجيعه حلفاءه على مقاومة الالتزامات الدولية.
اعتراضات على إدراج حقوق الإنسان
وأثار رفض السعودية إدراج بنود تتعلق بحقوق الإنسان وحقوق المرأة في بنود الاتفاقية انتقادات أوروبية أيضاً، حيث ترى الدول الأوروبية والدول الداعمة لهذه البنود أن حقوق الإنسان جزء لا يتجزأ من المفاوضات، خصوصاً فيما يتعلق بتأثير التغير المناخي على الفئات الأكثر ضعفاً مثل النساء والأطفال. وقالت وزيرة المناخ السويدية “يجب أن تكون حقوق الإنسان جزءاً مقبولاً من المفاوضات وقد كانت كذلك لفترة طويلة. لقد كان هذا جزءاً كبيراً من المناقشات التي أجريناها، على سبيل المثال، حول كيفية تأثير تغير المناخ على النساء والأطفال”.
استراتيجيات “التعطيل” السعودية
ورصد تقرير نشرته صحيفة داغينز نيهتر ما أسماه “تكتيكات السعودية لتعطيل المفاوضات”، ومنها تأخير الاجتماعات بإرسال وفودها متأخرة إلى الجلسات الأساسية، والاعتراض على بنود الاتفاقات بدعاوى شكلية مثل أنها “طويلة جداً” أو “قصيرة جداً”. وذكر التقرير أن الموقف السعودي أدى إلى تعقيد جهود التوصل إلى اتفاقيات جديدة بهدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أقل من 1.5 درجة مئوية. فيما تخشى الدول المتضررة، مثل جزر المحيط الهادئ، أن يؤدي ذلك إلى تأجيل اتخاذ قرارات حاسمة لمواجهة الأزمة المناخية.
وأظهرت قمة المناخ في باكو تعارضاً بين مصالح الدول الغنية بالوقود الأحفوري واحتياجات الدول المتضررة من تغير المناخ، وسط توقعات بأن تكون القمة نقطة تحول في كيفية تعامل العالم مع أزمة المناخ والعدالة المناخية.
وعادة ما يتم تقسيم دول العالم في مفاوضات المناخ لمدة 32 عاماً إلى دول نامية ودول متقدمة، ولا تزال دول مثل السعودية وكوريا الجنوبية والصين تصنّف ضمن الفئة الأولى. وتطالب الدول الغنية البلدان التي تطورت اقتصادياً والمسؤولة عن الانبعاثات الكبيرة أن تبدأ أيضاً في تحمل المسؤولية المالية، وهو أمر تعترض عليه السعودية.