الكومبس – ستوكهولم: عاد وزير الدفاع العراقي السابق نجاح الشمري (53 عاماً) إلى السويد. وفق ما أعلنت صحيفة اكسبريسن اليوم.
وكان الشمري اتهم بأنه حصل على مساعدات من السويد بينما كان يشغل منصب وزير الدفاع في العراق براتب كامل.
وقالت الصحيفة في تقرير كتبه الصحفي قاسم حمادي إن الشكوك الجنائية بالشمري جميعها اُغلقت.
وأكد المسؤول عن ملفه في مصلحة الضرائب السويدية أن الشمري “زار مكتب مصلحة الضرائب في سولنا وقدم تقرير عودة في 30 يونيو (حزيران)”.
كما اتصلت اكسبريسين بأحد أقارب الشمري وأكد أنه يعيش في السويد.
وفي نهاية العام الماضي، تبين أن وزير الدفاع العراقي آنذاك نجاح الشمري كان مواطناً سويدياً وعراقياً. وبدأ التحقيق معه ومع زوجته في انتهاك خطير لمساعدات صندوق التأمينات الاجتماعية، حيث حصلوا على مساعدات الأطفال والسكن رغم أنهم كانوا يعيشون في العراق لسنوات عدة، حصل الشمري خلالها على راتب كامل من الدولة العراقية.
وتشير الوثائق العامة إلى أن عائلة الشمري كانت تعتمد جزئياً ولفترة طويلة على الإعانات في السويد.
وفي خطوة يائسة سحب الشمري تسجيله من السويد عندما تم الكشف عنه.
وفي الوقت نفسه بدأ التحقيق مع الشمري في جرائم حرب بالعراق. ويتعلق ذلك بمقتل أكثر من 420 شخصاً في الاحتجاجات السلمية بالبلاد نهاية العام الماضي.
فيما أبلغ مونس بيوركلوند نائب رئيس الادعاء العام في الوحدة الوطنية لمكافحة الجريمة الدولية والمنظمة صحيفة اكسبريسن عبر المكتب الصحفي أنه تم إغلاق التحقيق الأولي في جميع التهم، وأن المدعية العامة نيلا فريسيل هي التي اتخذت القرار. وحاولت اكسبريسن الحصول على تعليق منها لكنها في إجازة.
وجاء في قرار إغلاق التحقيق “لم يعد هناك أي سبب لإكمال التحقيق الأولي. وفيما يتعلق بمواد التحقيق المتاحة الآن، لا يمكن إثبات أن الشخص أو الأشخاص المشتبه فيهم ارتكبوا جريمة”.
وأكدت الصحيفة أن الشمري عاد إلى السويد. ونقلت عن مصادر في وزارة الدفاع العراقية أنه “غادر العراق قبل شهرين. عندما سُمح له بالاستقالة من منصبه، ظهر هنا (في بغداد) مرات عدة. ثم اختفى”.
وفي ستوكهولم ، تؤكد معلومات مصلحة الضرائب أن نجاح الشمري، الذي يسمى أيضاً نجاح العدلي، موجود في السويد.
وقال المسؤول عن ملفه في المصلحة ريكاد هوغكفيست إن الشمري تلقى في 17 يوليو/تموز، رسالة من مصلحة الضرائب تطلب إكمال البيانات. وإن الرسالة أرسلت إلى عنوانه في ستوكهولم.
وأضاف هوغكفيست “إن المسألة مستمرة. لا يمكننا أن نقول الكثير عنها لأنها لم تنته بعد”.
وكان الشمري جاء إلى السويد العام 2009 وتقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وحصل على إقامة دائمة العام 2011. وفي العام التالي جاءت زوجته وأطفالهما الستة إلى السويد.
وفي العام 2015، أصبح الشمري مواطناً سويدياً. وكان ذكر من قبل أنه جنرال في الجيش العراقي.
وفي ربيع العام 2016، اتُهم نجاح الشمري بإساءة المعاملة وتهديد خمسة أشخاص، بينهم قصّر، لسنوات عدة. لكن تم إسقاط لائحة الاتهام، لأن المدعين تعرضوا لضغوط من العراق، كما ذكرت اكسبريسين.
وفي الخريف الماضي، اتصلت الصحيفة بوزارة الدفاع في بغداد لجعل الشمري يعلق على المعلومات. غير أن الوزارة نشرت بياناً صحفياً يهدد بمقاضاة وسائل إعلام سويدية.
وجاء في البيان “إن منصات إعلامية ومواقع مشبوهة نشرت أنباء كاذبة مفبركة (..) بهدف الإساءة للحياة الشخصية والمهنية للوزير”.
واستقال نجاح الشمري عندما أُجبرت الحكومة العراقية بأكملها على الاستقالة تحت ضغط الاحتجاجات السلمية ضد الفساد في العراق.
وتجنّب منذ ذلك الحين الإجابة عن الأسئلة الإعلامية وانسحب من المشهد العام.