الكومبس – ثقافة: بحضور مميز من جمهور المسرح ونخبة من المثقفين من سكان مالمو ومن تنظيم جمعية السراج الثقافية تم عرض المسرحية الغنائية التفاعلية (أهل الهوى) على خشبة مسرح بيت الشباب في مالمو.
وأهل الهوى..عرض مسرحي غنائي تفاعلي قدمته فرقة الفنان والمخرج َعمر قابيل الذين جاءوا من مصر خصيصاً ليقدموا هذا العرض في مالمو حيث شاركهم فيه الجمهور بشكل مباشر من خلال طرح الممثلين بعض الأسئلة على الجمهور تدور حول المواقف الحقيقية التي مروا بها ابتداء من العلاقات الزوجية والمشاكل الاجتماعية ضمن العائلة.
المسرحية بدأت بأغنية للفنانين، رحبوا من خلالها بالجمهور وقدموا أنفسهم كمجموعة مسافرة تبحث عن الحب والسعادة بين الناس.
ثم تبدأ القصة في المشهد الثاني بين محمود وصفاء وهما طالبان جامعيان يقعان في الحب و يخططان للزواج لكنهما يواجهان عقبات من والد صفاء الذي يطلب مطالب لا يستطيع محمود تحقيقها. رافق المشهد فواصل غنائية للفنانة أية شوشا التي أبدعت بأداء أغاني كوكب الشرق أم كلثوم وسط تفاعل كبير من الجمهور.
المشهد الثالث كان فيه إسقاط سياسي واضح من خلال سرد قصة تدور أحداثها في غزة في فلسطين بين مريم واياد في قصة حب تتحول إلى مأساة بعد مقتل اياد برصاص اسرائيلي، استطاع الفنان َعمر قابيل والفنانة هبة هللا سامي والفنانة أيه شوشا تجسيد واقع مرير يعيشه الناس في غزة من خالل هذا المشهد التراجيدي.
ثم أخذنا هذا الثلاثي في المشهد الرابع الى قصص مختلفة يعيشها الزوجان كريمة وحسن تبدأ بالرومانسية ثم الملل والمشاكل الزوجية وتنتهي بالانفصال.
أما المشهد الخامس كان مشهداً مرتجلا يهدد فيه المخرج بترك العمل في المسرحية بسبب خلافات مع الممثلين، لكنهم نجحوا في اقناعه بالبقاء من خلال الغناء له ليشرحوا قصة الحب تنتهي بجملة “حب الى الأبد”
وفي ختام العرض قام الممثلون بتحية الجمهور ثم وجهوا تحية و شكر خاص إلى المسرحي السويدي من أصل عراقي الألستاذ كريم رشيد لكل الخدمات اللوجستية والفنية التي قدمها لنجاح هذا العرض.
وفي لقاء سريع مع الكومبس قال مخرج وقائد الفرقة الفنان َعمر قابيل” ان الحب لا مكان ولا زمان له والعمل يحمل رسالة ضد تاكراهية والحب هو قيمة إنسانية لو سادت كنا سنجد حلول لمعظم مشاكل العالم.
والمشاكل العائلية والأسرية التي تحدث في مالمو هي نفسها التي تحدث في القاهرة ودمشق وبغداد وأي مدينة في هذا العالم الآن
البشر يتشابهون حتى في خلافاتهم
وأضاف قابيل” رسالتنا من هذا العمل هو الحب والتفاعل مع جمهور مالمو الذي تفاعل معنا بشكل جيد جداً وجعلنا نشعر كأننا بين أهلنا.
المسرحي كريم رشيد أحد بناة الجسور الثقافية بين الثقافة السويدية والثقافات الأخرى.
أعرب عن سعادته لتفاعل الناس مع هذا العرض وقال في لقاء خاص مع الكومبس.” أنا أحاول بناء الروابط والجسور داخل المنطقة العربية أو في أوروبا والفكرة هي استثمار المسرح
وبرأيه المؤسسات الثقافية السويدية والمؤسسات الثقافية العربية سواء خصوصاً للتواصل والتفاعل بين الثقافات في ظل التصعيد في التطرف السياسي والديني الذي يشهده العالم وأعتقد أن وجودنا الثقافي والفني ضروري جداً في هذه المرحلة لإيصال رسالة الى أنه يوجد بدائل أخرى للتعبير عن الرأي غير الكراهية والحرب، لذلك لعبت دور الوسيط بين المؤسسات الثقافية العربية والسويدية واستطعت تقديم خدمات لوجستية وفنية وتذليل العقبات أمام هذه العروض الثقافية على الرغم وجود صعوبات كبيرة منها عدم حصول بعض الفنانين على التأشيرات للقدوم الى السويد. وأنا أقوم ببناء هذه الجسور الثقافية منذ أكثر من عشرين سنة هنا في السويد.
ماهر شيخاني رئيس جمعية السراج الثقافية المنظمة لهذا العرض المسرحي قال ” إن جمعية السراج هي من قدمت المشروع وهي صاحبة الفكرة وتلقينا دعماً من المجلس الثقافي في مالمو Kulturrådet و الاتحاد الدراسي ابن رشد. وأنا سعيد لوجود تفاعل وحضور من جماهير المسرح في مالمو.
أبرار الشوبي من مالمو حضرت هذا العرض وقالت” ان فكرة العرض جميلة لتخفيف الضغوطات السياسية التي تعيشها مدينة مالمو، وطرح موضوع الحب والعلاقات والخلافات العائلية يتناسب بشدة مع مجتمع مدينة مالمو.
شادي فرح
مالمو