يوليا آغا تكتب في صحيفة سويدية عن وائل الدحدوح..”بات رمزاً لصحفيي غزة”

: 1/10/24, 6:09 PM
Updated: 1/10/24, 8:57 PM
Foto: Emma-Sofia Olsson/SvD
Foto: Emma-Sofia Olsson/SvD

الكومبس – صحافة: عندما اضطر مدير مكتب الجزيرة في غزة، الصحفي وائل الدحدوح إلى دفن ابن آخر له في نهاية هذا الأسبوع، جراء قصف إسرائيلي أصبح ذلك الحدث خبراً عالمياً.. وفي هذا الإطار كتبت الزميلة يوليا آغا، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الكومبس الإعلامية، مقالاً في صحيفة سفينسكا داغبلاديت، تتحدث فيه عن المراسل، الذي أصبح رمزاً لصحفيي غزة. وجاء في المقال:

في 25 أكتوبر الماضي، وفي منتصف مقابلة معه لتغطية الحرب على قناة الجزيرة، يتلقى الصحفي وائل الدحدوح، معلومات عن هجوم جوي إسرائيلي جديد، كان يرتدي سترته الصحفية وهو في طريقه إلى مكان الحادث لتغطية ما جرى، وفجأة تصله معلومات حول تعرض منزل تقيم فيه عائلته إلى هجوم قتل على إثره زوجته وابناه وحفيده.

ظهر الدحدوح على شاشات التلفزة وهو خارج المشرحة بعد رؤية أفراد عائلته القتلى. في البداية حاول الاحتفاظ بالقناع الاحترافي، لكنه في النهاية انهار جراء ما جرى لعائلته.

حدث هذا مرة أخرى، في نهاية الأسبوع الفائت. حمزة الدحدوح، صحفي يبلغ من العمر 27 عامًا وابن وائل الدحدوح، قُتل في غارة جوية إسرائيلية. وقال وائل الدحدوح مهتزاً في جنازة ابنه: “حمزة كان كل شيء بالنسبة لي، ولدي الأكبر، كان روح روحي”. وتابع: “أريد أن ألفت بما جرى انتباه العالم إلى ما يحدث في غزة”.

المأساة الشخصية التي تعرض لها وائل الدحدوح جعلت منه رمزاً لصحفيي الحرب في غزة. تصل تقاريره الإخبارية إلى الناس مباشرة عبر هواتفهم المحمولة، إضافة إلى وسائل الإعلام الدولية التي تغطي الحرب.

أنتوني بلينكن يعلق على الهجوم

أصبح الحدث خبراً عالمياً. وعلق وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن على الهجوم يوم الأحد الماضي، معربا عن تعاطفه مع الرعب الذي تعرض له الدحدوح “ليس مرة واحدة فقط، بل مرتين”.

ورغم ذلك قال وائل الدحدوح: “شعرت أنه من واجبي، رغم الألم، أن أقف أمام الكاميرا مرة أخرى”.

يقوم بعمله بإخلاص، وكأن المسؤولية كلها تقع على عاتقه. وكأن أي جرائم حرب تمر دون أن يلاحظها أحد إلا إذا كان متواجداً هو هناك لمراقبتها.

قلقه له ما يبرره.

ووفقاً للجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة خاصة بحرية الصحافة، فإن الحرب في غزة هي الصراع الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين في العصر الحديث. فخلال ثلاثة أشهر، قُتل ما لا يقل عن 79 صحفياً.

وائل الدحدوح وزملاؤه في غزة يتابعون الحرب في بلداتهم، ولا يوجد مكان يلجؤون إليه. قد يكون كل يوم يذهبون فيه إلى العمل هو الأخير بالنسبة لهم أو لأفراد أسرهم.

وفي الوقت نفسه، هم المصدر الوحيد للعالم الخارجي لما يحدث بالفعل في في غزة خصوصاً أنه لا يُسمح للصحفيين الدوليين بدخول القطاع لتغطية الحرب.

الصحفيون الأجانب محظورون

لقد تم انتقاد حقيقة عدم السماح لوسائل الإعلام الأجنبية بالدخول لغزة على المستوى الدولي وكذلك من قبل جمعية الصحفيين والناشرين السويديين. لكن الحقيقة هي أنه في العام 2009 تم توجيه نفس النقد. فـ”من الواضح جداً أن إسرائيل لا تريد أن يرى العالم ما يحدث”، وفق ما قالته يوماً ما، الرئيسة السابقة لجمعية الصحفيين السويدية أغنيتا ليندبلوم هولثين.

إلا أن مارك ريجيف، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، يعارض هذه التهمة ويعتقد أنه من “السخافة” الادعاء بأن إسرائيل تستهدف الصحافيين عمداً لأن إسرائيل حسب قوله، “الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تتمتع بصحافة حرة”.

لكن عدم السماح للعالم الخارجي بتغطية جرائم الحرب المشتبه بها لا يمت بالصلة لحرية الصحافة.

والآن يبقى فقط السؤال الحتمي، هل سينجو وائل الدحدوح نفسه؟

Source: www.svd.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.