الكومبس – ستوكهولم: عبّر 27 باحثاً ومعلماً في جامعة Mittuniversitetet السويدية عن تضامنهم مع الحركات الطلابية للتضامن مع غزة والمطالبة بتعليق كل أشكال التعاون مع الجامعات الإسرائيلية.
ووجه الباحثون رسالة مفتوحة إلى مدير الجامعة أندش فيلستروم، عبّروا فيها عن استيائهم مما أسموه “قمع الاحتجاجات الطلابية السلمية بالتهديد والعنف والقمع، كما حدث في جامعات لوند وستوكهولم، بين أماكن أخرى”، معتبرين أن ذلك “لا يليق بالمؤسسات التي تدعي الدفاع عن الحرية الأكاديمية”.
وكتب الباحثون مقالاً في صحيفة سوندسفال المحلية أمس قالوا فيه “نرفض الموافقة الضمنية لأي جامعة على العنف ضد الطلاب في الاحتجاجات التي تجري في عدة أماكن. على العكس من ذلك، تظهر الاحتجاجات الدور المهم للجامعات في المجتمع كجزء من حركات حقوق الإنسان وحرية التعبير والحق في التعليم”.
وأضافوا “نحن كمعلمين وباحثين ندعم احتجاجات الطلاب ونتوقع من جامعة Mittuniversitetet كمؤسسة أكاديمية أن تفعل الشيء نفسه”.
وعبّر الباحثون عن تضامنهم المطلق مع “الطلاب الذين يحتجون سلمياً في مختلف الجامعات بجميع أنحاء السويد وأماكن أخرى في العالم ضد حرب إسرائيل الوحشية المستمرة على السكان الفلسطينيين في غزة”.
ولفتوا في مقالهم إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تحقق في حرب إسرائيل باعتبارها “إبادة جماعية”، مشيرين إلى أن مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالأراضي الفلسطينية المحتلة أظهر أن هناك مؤشرات قوية على حدوث إبادة جماعية.
وقال الباحثون إن “التقديرات تشير إلى مقتل ما لا يقل عن 37 ألفاً و900 فلسطيني حتى الآن منذ 7 أكتوبر، بمن فيهم عدد كبير من الأطفال. وقد سوت القوات الإسرائيلية جميع الجامعات الـ12 في غزة بالأرض. ودمرت المدارس والمكتبات”.
واعتبر الباحثون الجامعات الإسرائيلية “متواطئة في العنف من خلال البحث والتعليم والتعاون مع قوات الأمن الإسرائيلية. وبالتالي فهي تعمل جنباً إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية للحفاظ على احتلال الطلاب والأكاديميين الفلسطينيين أيضاً”.
وطالب الباحثون بتعليق جميع أشكال التعاون مع الجامعات الإسرائيلية، بما فيها تلك التي تمر عبر قنوات الاتحاد الأوروبي. كما طالبوا بإنهاء التعاون مع أي موردين لديهم صلات بالجيش الإسرائيلي أو الجهات الأخرى التي تدعم أعمال الإبادة الجماعية المستمرة، وفي الوقت نفسه تقديم خطة مدروسة لدعم قطاع التعليم العالي الفلسطيني في المستقبل وخصوصاً الجامعات في غزة.
مدير الجامعة يرحّب
ورد مدير الجامعة أندش فيلستروم بمقال رحب فيه برسالة الباحثين، معتبراً أنها أمر “إيجابي جداً”.
وقال فيسلتروم إن “الأمر يتعلق بحرية البحث والتعليم واستقلالية الجامعة، فضلاً عن حق الباحثين والمدرسين في التحدث والتظاهر وإسماع أصواتهم (..) وهذا هو السبب في أن المظاهرات السلمية والأنشطة المماثلة مرحب بها ومرغوبة في جامعة Mittuniversitetet، ما دامت إطار القانون”.
وعن المطالب بقطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية، قال فيسلتروم “موقفي هو أن الأوساط الأكاديمية يمكن أن تعمل في كثير من الأحيان “كآخر معقل دبلوماسي” بعد أن تغلق الطرق السياسية الأخرى. لذلك لم أكن إيجابيا بشأن حث الحكومة آنذاك الجامعات على قطع جميع العلاقات مع الجامعات الروسية”.
وأضاف “يمكن أن تكون الاتصالات بين الباحثين والطلاب من كلا الجانبين أمراً مهماً على المدى الطويل من أجل صنع السلام ونشر القيم والديمقراطية”.
واكد المدير أنه ليس لدى جامعة Mittuniversitetet حالياً أي اتفاقيات تعاون مع جامعات إسرائيلية، لكن قال إنه يعمل على وقف العلاقات لو كانت موجودة.
وكانت جامعات سويدية، بينها لوند وأوربرو وستوكهولم، شهدت احتجاجات واعتصامات طلابية متضامنة مع غزة. ونظم طلاب اعتصاماً مفتوحاً في حديقة جامعة لوند للمطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل، غير أن الشرطة فضت الاعتصام بالقوة لتسمح بإقامة حفل توزيع شهادات الدكتوراه في المكان نفسه. ويخضع عدد من المحتجين للمحاكمة حالياً بتهمة عصيان القانون.