الكومبس – خاص: بإرادة صلبة، وعزيمة وإصرار على تحقيق النجاح، وهي صفات من يمارس رياضة الملاكمة التايلندية ( المواي تاي )، نجح الشاب دانييل ارسوزي القادم من سوريا قبل أقل من سنتين في لفت الإنتباه له، ولإمكاناته وإبداعاته في هذه اللعبة.

في البداية لم يكن له حتى مكان يمارس فيها هذه الرياضة او تدريب الآخرين عليها، وبدأ في الكامب وأقنع صاحبه بتقديم القاعة، وفعلا نجح وحقق الكثير، حتى انه يطمح بتدريب المنتخب السويدي.

في هذا اللقاء، نتعرف على اللاعب ارسوزي وكيف بدأ بممارسة هذه اللعبة من جديد في السويد:

متى جئت للسويد، وكيف ترى الفرق بين ممارسة هذه اللعبة في بلدك الأصلي وهنا؟

اتيت من سوريا من مدينة دمشق مع عائلتي قبل سنة وسبعة اشهر تقريبا، هذه اللعبة في سوريا تحتاج الى دعم اكبر بعكس السويد التي تمتلك امكانيات كبيرة فيها، ومع ذلك سوريا خطت خطوات مهمة في تحقيق نتائج جيدة في هذه اللعبة.

مستوى هذه الرياضة هنا في السويد يحتاج الى تجديد وتنشيط والخروج عن التقليد، ويجب امتلاك رؤية خاصة واسلوب خاص كما فعلت هولندا على سبيل المثال، وليس التقليد الخالص وتطبيق ما يأتي من الخارج الى هنا، فاللعبة في السويد برأيي الفني بحاجة الى كسر الروتين المحيط بها وادخال روح جديدة باسلوب جديد.

ماهي الإنجازات التي حققتها في بلدك بهذه الرياضة، ولماذا إخترتها تحديدا؟

انا احمل 3 شهادات عالمية بدرجة 5 حزام اسود ومشواري في رياضات الفنون القتالية طويل وقديم وعندي العديد من الخبرات في العديد من الرياضات مثل الملاكمة الكيك بوكسينغ التاي بوكسينغ اللياقة البدنية بالاضافة الى لعبة السيلات والتي كنت قد بدات التدريب عليها في وقت مبكر واحمل الحزام الاسود فيها، وكنت قد دربت العديد من الابطال والعديد من الاندية بالاضافة الى المنتخب الوطني.

اسلوبي في التدريب يختلف عن غيري فخبرتي الطويلة جعلتني اضيف نوع من التكنيك العالي باسلوب وروح التاي مثلا انا ادرب التاي بوكسينغ ولكن اذا راقبت اسلوبي الفني فستجد ان هناك الكثير من الحركات الفنية ليست من لعبة التاي بوكسينغ مع الاخذ بعين الاعتبار انك لن تلاحظ اي فرق في الاسلوب العام ولكنك ستمتلك مهارات اكبر وسيكون بامكانك اللعب بطريقة فنية اكثر جمالية واحترافية وسيصبح لديك امكانيات اكبر لتقديم عرض افضل وللربح اكثر.

واخترت هذه الرياضة لانها رياضة حقيقية وليست استعراضية، ومن يملك الثبات فيها اكثر بالقوة والسرعة والصلابة فسيفوز وهذا يعني انك بحاجة الى امكانيات عالية وكبيرة وتدريب كبير وجهد كي يصبح الفوز من حظك. فهي لعبة الرجال والابطال.

11203071_683012688491023_177338430122468238_n

هل تفكر في اللعب ضمن الفرق السويدية في هذه اللعبة؟

حاليا لا افكر في اللعب ولو ان لياقتي البدنية عالية جدا حتى الان، فأنا من المدربين القلة الموجودين والذين يطبقون الحركة قبل اللاعب واثناء التدريب مع اللاعب وليس فقط اعطائها نظريا. وبرأيي هذا افضل بكثير للاعب ان يقوم المدرب بتجريب الحركة قبله. فهذا يعطيه الثقة والراحة اكثر ويشكل عنده عنصر ثقة بمدربه. ولا امانع في المستقبل ان ادخل واشارك اذا رايت ان الوقت مناسب لهذا.

هل وجدت إقبالاً على هذه الرياضة في السويد؟

رياضة التاي بوكسينغ لها شعبية كبيرة في السويد ولها معجبين ومشجعين كثر هنا. وقد اصبحت رياضة اساسية مع من تتدرب وفي أي مكان.

هل يمكن لك ان تتحدث عن نشاطاتك الرياضية في السويد بالتفصيل؟

بدأت التدريب في الكامب الذي كنت اقيم فيه وبامكانيات متواضعة جدا.. فلم يكن لدي اي شيئ في الصالة الفارغة التي تمكنت من اقناع صاحب الكامب ان يعطيني مجالا للتدريب فيها. كان لدي فريق نسائي وهذا شيئ لم يكن عاديا ان تستطيع اقناع النساء بالتدريب وفي مكان وبيئة لا تسمح بهذا واستطعت ان اجعل منهم فريقا جيدا وقد امتلكوا الكثير من المهارات.. وفريق ثاني من الاطفال وقد تمكنت من جعلهم يمثلونا في مسابقة تخرج العام الدراسي بوقتها والفوز بمسابقة المدرسة بالحركات الرياضية بطريقة فنية مع الموسيقى ، وبوقتها اصبح هذا حديث الناس هنا فكيف للاجئين لا يمتلكون اي شيئ ان يفوزوا على اطفال بمدرسة تمتلك كل شيئ وهذا دفع بفتح الباب علي ودعوتي للتدريب بداية بنفس المدرسة، وكنت قد دربت الاطفال هناك لفترة وقد نجحت ونلت استحسان ادارة المدرسة واهالي الاطفال، بعدها دعيت للمشاركة في التدريب مع نادي الووشو في نيشوبينغ ومع انها ليست لعبتي ولا اختصاصي ولكني استطعت بخبرتي ان انال اعجابهم الكبير. وقد قدموا الي شهادة كبيرة تقول بان خبرتي عالية جدا وان المستوى الفني لي كبير وقد استحققت لقب مدرب ، وهذا شيئ لا يحدث هنا لانك كي تحصل على لقب مدرب يجب ان تقدم الكثير من الجهد والوقت وان تعمل كمساعد لفترة طويلة.

وكل هذا حدث وانا لا ازال مقيما في الكامب في ظروف استثنائية ليس فيها اي راحة او دعم وكل هذا بمجهودي الشخصي، بعدها انتقلت الى اوكسلسوند وهنا بدات مشواري فقد احسست لاول مرة بالراحة، وبدات البحث عن فرصة ولسوء حظي لم يكن هناك نوادي لهذه اللعبة في هذه المدينة، وبعدها جمعتني الصدفة بشخص سويدي وقد اعجب بمستواي الفني وتشجع ليطرح فكرة فتح نادي وبشراكتي الكاملة فيه وليس فقط كمدرب.

وبعد اشهر من التجريب لي بطرق مختلفة بدات خطوة فتح النادي. في هذه الاثناء كان هناك نادي وحيد للتاي بوكسينغ في مدينة نيشوبينغ وقد علموا بالصدفة عني مع العلم انني لم اكن اعرف ان هناك نادي للتاي هناك. وقد دعوني للتمرين معهم ليروا المستوى الذي امتلكه وفي اول لقاء وتمرين معهم ومشاركة لن انسى في نهاية ذلك التمرين ان المدرب الاساسي هناك وصاحب الصالة وقف ودعا الكل ليصفقوا لي ودعوني كي استلم من اليوم الثاني لهذا منصب المدرب الرئيسي هناك وكنت اعطيت كل الصلاحيات المفتوحة دون تدخل اي طرف في اسلوب تدريبي.

وللمعلومة هذا النادي هو من النوادي المشهورة جدا في السويد وفيه ابطال واسماء كبيرة، وهو الاول في منطقة السومدرلاند وقد حققت فيه الكثير من النجاح لدرجة انني كنت ايضا ادرب ابطال لعبة MMA على اسلوب التاي بوكسينغ وهذا ان دل على شيئ فهو يدل على ان اسلوبي جديد كليا ومختلف عما يتدربوا عليه. وبقيت لفترة معهم حتى افتتاح النادي الخاص بي.

11178305_678664088925883_1920467998013863643_n

وبعدها تركتهم حتى استطيع التفرغ لطلابي وهنا منذ بداية الافتتاح كان الاقبال كبيرا جدا فمنذ الاسبوع الثاني اصبح عدد المنتسبين 40 طالبا وطالبة.. فكل من كان ياتي ليجرب كان يعود ليسجل بشكل نظامي..اما الان فقد زاد عدد الطلاب واصبح حوالي 60 طالبا وطالبة وهو بازدياد مستمر مع العلم ان فترة وجود النادي هي فقط ثلاثة اشهر منذ الافتتاح حتى الان ومنذ بداية الافتتاح بدأ مشواري مع الشهرة فقد دعيت لاقدم عرضي الاول في ستوكهولم في اكبر معرض اسمه fitnesgalan مع فريقي المتقدم. وقد كنا متميزين ونلنا على الكثير من الاعجاب وقابلت الكثير من المشاهير بعدها ذهبت مرة اخرى لمقابلة كبير المدربين وهو مدرب دولي ومدرب ابطال عالم في اكبر نادي من نوادي ستوكهولم وكان اللقاء مثمرا وقد عرض علي التعاون وكان لي وقتها شرف تدريب بطلة العالم في التاي وهذا بحد ذاته انجاز ان تطلب مني بطلة العالم تدريبها ثم عملت عرضا اخر في مدينة اوكسلسوند على شرف شخصية اكاديمية كبيرة وبحضور ممثلين عن منطقة سودرلاند وكانت هناك شخصيات كبيرة حاضرة وعدد كبير من الناس وقد كان العرض رائعا ونلنا على اعجاب الحضور بعدها جاءت الصحافة السويدية وعملت لقاء معي وكتبت عني وقد قابلت الكثير من الشخصيات الرياضية وهناك مشاريع مهمة سوف اقوم بها معهم.

ففي شهر اكتوبر ساشارك انا ومجموعة من طلابي في بطولة السويد وبعدها ساقوم بجولة داخل السويد على عدد من النوادي وساشارك العديد من الناس والابطال التدريب وانا الان معروف في هذه المنطقة والكل يتحدث عن اسلوبي المتميز في هذه اللعبة.

انا الى الان ادرب مجانا وكل هذا الجهد امارسه بالمجان لان الرياضات القتالية في السويد لا يسمح القانون فيها بعمل عقود في النوادي للمدربين، وهذا شيئ غريب لكن هناك الان عرض لي بعقد مع شركة تدعمني في التسويق والمشاركة بالاسم معي في النادي ونحن نسير بهذا الاجراء واتمنى ان يحصل في النهاية هذا.

كيف تنظر الى المستقبل؟

احلامي كبيرة جدا ولكن بدات من وقت قصير فقط فانا اطمح لتدريب المنتخب الوطني السويدي ولتحقيق انجازات كبيرة هنا. كنت منذ وصولي السويد دائما احاول ان اقول انني متميز وان عندي الكثير لاقدمه ولا اريد مقابلا له فقط جربوني وقدموا لي الدعم كي ابدأ. وكان دائما الجواب انتظر وكل ما كان وصار هو بمجهودي الخاص اتمنى ان تتحسن الظروف لي وللاخرين، لانني اعتقد ان هناك الكثيرين ممن يمتلكون المهارات والامكانيات الكبيرة واطلب منكم تسليط الضوء اكثر على الواقع الذي نمر به فمثلا بحالتي انا لو لم اكن مقاتلا عنيدا وعندي من الارادة لما تمكنت من الوصول لهذا، ولكن كم منا يستطيع الصمود حتى يستطيع الوصول وتقديم ما لديه فكرتي هي اننا في النهاية هنا نعتبر السويد بلدنا الثاني لا بل هو الان كل شيئ بالنسبة لنا واذا كنا سنقدم ما عندنا فبالتاكيد اول من يستفيد منه هو الشعب السويدي والذي انا شخصيا اكن له كل المحبة والعرفان بالجميل. ولهذا اطلب تسليط الضوء مع الجهات المختصة على الانتباه اكثر لمن يمتلكون الموهبة والامكانيات الكبيرة والذي نحن مستعدون تقديمها بكل محبة لاخوتنا هنا في هذا البلد ومحاولة التطوير كل في مجاله واختصاصه.


حاوره : إيلي لولي