الانتخابات السويدية.. بين اللامبالاة والشعور بالمسؤولية

: 8/31/22, 6:00 PM
Updated: 8/31/22, 6:00 PM
الانتخابات السويدية.. بين اللامبالاة والشعور بالمسؤولية

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – رأي: سألت صديقاً لي عن الانتخابات القادمة في السويد، وما هو رأيه في البرامج الانتخابية للأحزاب المتنافسة.

يبدو أنني قلت نكتة سمجة فقد انفجر صديقي من الضحك لسبب لا أعرفه، وبعد أن هدأ قليلاً نظر لي بلا مبالاة واضحة وقال “ومتى كنا نهتم بهذه الأمور السخيفة، فخلال عمري كله لم أنتخب ولو لمرة واحدة، دعك ياصاحبي من هذه الفزلكات”.

كان رده الغريب والصادم هو الذي جعلني أكتب هذا المقال.

لاشك أن أغلب المهاجرين الذين قدموا للسويد – وأنا منهم – قد أتوا من دول ديكتاتورية مستبدة، حيث لا انتخابات نزيهة ولاقانون يحكم، فمثلاً كوني سورياً فإنني لم أجرب أية انتخابات باستثناء انتخابات رئيس العمارة التي كنت أسكن فيها.

وخلال عقود طويلة من التصحر السياسي في بلادنا فإن عقلنا الباطن بات ينظر لأية انتخابات بسخرية ولامبالاة كبيرتين، وهذا ينعكس على تصرفاتنا بتجاهلنا لقضايا المجتمع وعدم مشاركتنا بشكل فعال فيها.

غادرنا بلادنا حاملين حقائبنا وأحلامنا بمستقبل أفضل وحياة مستقرة هرباً من الحروب و الاستبداد والظلم.. وصلنا لبلد يحكم فيها القانون حيث الجميع متساويين أمامه.. كل فرد له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات.. مجتمع مستقر مسالم يختلف جذرياً عن بلادنا المليئة بالفوضى وعدم الاستقرار.

لا يا صديقي.. إنني لن اتجاهل الانتخابات القادمة وسأشارك بها وسيكون لي صوت في هذا البلد وسأختار الذين سيمثلونني ويدافعون عن حقوقي.

إن العيش في بلد ديمقراطي ينعم بالأمان والاستقرار ويحكمه القانون لهي نعمة كبيرة لايقدرها إلا من عاش من قبل في بلاد يحكمها شريعة الغاب.

مهند كنعان

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.