الدخول إلى مجتمع السلم

: 4/21/22, 5:45 PM
Updated: 4/23/22, 6:30 PM
الدخول إلى مجتمع السلم

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – رأي: قال لي صديق في الثمانينات إن شيخاً قال في أحد دروس الفقه على مذهب أبو حنيفة النعمان إن هناك اختلافاً بين الفقهاء في موضوع المصاحف التي تتلف أوراقها ولا تعود صالحة للتداول، هل نحرقها أم ندفنها في التراب لكي تتحلل وتذوب في التربة؟

ثم قال إن بعض الفقهاء قالوا بجواز حرقها وآخرون قالوا بدفنها، لكن في مكان مرتفع كي لاتطأها الأقدام.

هذا ما أذكره من ذلك الدرس الفقهي.

الحمد لله اليوم هناك إعادة تدوير حيث يوجد جهات مختصة باستلام الكتب التالفة ومنها المصاحف وهم يقومون بإعادة تدويرها وتحويلها إلى أوراق ليست محبرة ولا مسطورة بالأسماء بغض النظر عن اللغة المكتوبة بها.

في تلك الجلسة سأل أحدهم سؤالاً: لو افترضنا أن المكتوب في الصحف فيه كفر بالله فهل يعتبر هذا الكلام مقدس؟ مثلاً “يد الله مغلولة” “المسيح ابن الله” “عزير ابن الله”. فأجاب الشيخ “اطمس لفظ الجلالة ثم احرق أو ادفن”.

وأتساءل هنا: طمس لفظ الجلالة بالحبر ماذا يختلف عن الحرق أو الدفن؟

المشكلة أن الجاهل لو عاد قبل أن يُستفز ويبدأ بالتخريب والإفساد في الأرض إلى كتب الفقه لوجد أجوبة على سفاهات السفهاء الذين يستفزونه كأنه من الحمر المستنفرة تفر من قسورة:
(فَمَا لَهُمْ عَنِ التذكرة مُعْرِضِينَ . كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ . فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ)

السفيه الذي يستفزك بما يسميه حرق القرآن هو نفسه لايعلم أن يفرق بين القرآن والمصحف، فأنت من قلت له أن المصحف هو القرآن لأنك جاهل بمعنى القرآن وجاهل بدين الله الإسلام الذي أنزله الله في القرآن.

الجهلاء الذين يتوهمون أنهم يدافعون عن القرآن من خلال الإفساد في الأرض لأن أحدهم لوح لهم بخرقة الثور الحمراء ليسوا مسلمين وجوههم لله، وليسوا مؤمنين بالقرآن.

فالمسلم من أسلم، وأسلم من سلم:

يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدْخُلُواْ فِى ٱلسِّلْمِ كَآفَّةً وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ ۚ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

‎يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلَا تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىٰٓ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَٰمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوٓاْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا

‎سبل الله كثيرة جداً ومنها هجرة الإنسان من ظلم أخيه الانسان، من بلد ظالم الى بلد آمن مطمئن، كهجرة كثيرين الى السويد.

فيا أيها المهاجر الذي هاجرت الى السويد فاستقبلوك وألقوا إليك السلام (Hej och välkomna) ادخل في هذا المجتمع مجتمع السلم والأمن واندمج فيه واستجب لقول الله:
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

سلم في اللسان العربي أي دَخَلَت نفسه حالة من السلم الداخلي الذاتي فأصبح سليماً معافى في نفسه.

أسلم في اللسان العربي تعني أنه قَدَّمَ ووفر السلم للآخر فسلمت نفس الآخر منه ومن أذاه.

فكيف يكون مسلما من في رأسه تستفزه الشياطين فيفسد في الأرض ويخرب الممتلكات ويسفك الدماء.

والمؤمن من آمن وأصلها أمن، حللوها على طريقة أسلم وسلم.

بقلم: قاسم جوجه

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.