المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات
الرأي: أمرك سيادة الرئيس: رصاصة واحدة من ارهابي ، تعني وابل من الرصاص على
رؤوس كل الإرهابيين”…استرح … استعد! … إلى الأمام … سر …!
هكذا كان رد
رئيس الأركان البرية للجيش التونسي على تحية أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد رئيس
الجمهورية التونسية المنتخب أخيرا في انتخابات رئاسية وبرلمانية سابقة لأوانها…!
في مشهد
مبهر من الحرية بعيدا عن تسلط الديكتاتورية السابقة في العهدين البورقيبي
والنوفمبري منذ 1987!
فشباب تونس
المفجوع في ثورته 17ديسمبر2010 يجد بريقا من الأمل في الأستاذ الجامعي بكلية
الحقوق والعلوم السياسية المستقل عن جميع الأحزاب السياسية والتنظيمات الاجتماعية
والنقابية …!
سنة 2013 كان
مفصليا في تاريخ تونس بعد أكثر من اغتيال سياسي و اعتصام الرحيل
الجماهيري الذي ضم 300 الف معتصم ومتظاهر أمام البرلمان لإسقاط حكومة حزب
النهضة الإخواني بعد حكم سنتين عجاف اتوا فيها على الزرع والضرع …تأكد يومها
صعود قيس سعيد بعبارته الشهيرة :”….ليرحلوا جميعهم حكومة و معارضة”.
مؤكدا وجوده في
ميزان الحرارة السياسي في المرتبة الثانية خلف الراحل الباجي قايد السبسي الذي
وافاه الموت في ظروف مسترابة حيث تشير اصابع الاتهام الى كل من رئيس وزراءه الشاب
الغر يوسف الشاهد وكذا رموز من صقور حزب النهضويين الاخواني منذ اشهر قليلة
انقضت… وهو يعد الحدث الأبرز بعد فضيحة اختلاس صهر راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة
مليار دولار من الصندوق الأسود لوزارة الشؤون الخارجية ايام إشرافه على هذه
الوزارة المنوكبة في حالها منذ أن وطأها صهر زعيم اخوان تونس أستاذ الفلسفة
المرفوت من جميع المعاهد والمؤسسات التعليمية منذ ايام حكم العجوز بورقيبة
…!
و عن أسباب
نجاح قيس سعيد فأن صورته المعادية للمنظومة و نظافة يده و أسلوب عيشه المتواضع
كانت حاسمة في صناعته في شكل “القائد المنقذ” مع خطاب ثوري راج بشكل
كبير في شبكات التواصل الاجتماعي و هو مايفسر أن أغلب ناخبيه من الفئة الشبابية
التي سئمت المنظومة السياسية .
جاء ذلك على
اثر بيانات منفصلة صادرة عن مدير حملته للرئاسية التونسية….وذلك حين قال، إن…”الحكومة
ستكون مسؤولة أمام مجلس نوّاب الشعب (البرلمان)” عن تطبيق برنامج يهدف إلى تحقيق آمال التونسيين
في الشغل والحرية والكرامة الوطنيّة”.
وبعد أن
أدّى الرئيس المنتخب قيس سعيد، اليمين الدستورية أمام مجلس نواب الشعب.
أكد مجددا على
… ضرورة الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق أهداف الثورة … وتلك
المبادئ المتعلّقة باحترام الدستور وحماية الحقوق والحريات الديمقراطية”.
وفي السياق
نفسه ، أكّد رئيس حزب “قلب تونس” (ليبرالي) نبيل القروي الفائز الثاني ،
دعم حزبه لرئيس الجمهورية وكل المبادرات التي تخدم الصالح العام … و في إطار
تكوين الحكومة الجديدة بالإضافة إلى سبل دعم العلاقات في الفضاء المغاربي وتعزيز
دور تونس في تحقيق السلام في الجارة الشقيقة ليبيا التي لم تعرف استقرارا منذ
سحل العقيد معمر القذافي قائد الثورة ورئيس الجماهيرية الليبية اول جماهيرية في
العالم العربي .
وكان مجلس شورى
“النهضويين ” قد أعلن الأحد عزمه ترشيح شخصية من داخل الحركة
الإخوانية لرئاسة الحكومة المرتقبة ، معتبرًا أنها لن تكون حكومة محاصصة حزبية،
وإنما ستبنى على قاعدة البرامج المشتركة … وفي تصريحات سابقة، أعلنت قيادات
بالنهضة أن الحركة تستثني من مشاورات تشكيل الحكومة حزب ” قلب تونس”
و” الحزب الدستوري الحر (ليبرالي)”، وذلك :” لشبهات فساد
تلاحق الأول، وللخطاب الإقصائي” للثاني … أما بقية الأحزاب الفائزة
والممثلة بالبرلمان الذي يعد 218 نائبا، فإنها جميعها مصرة على ترأس الوزارة شخصية
مستقلة مثل رئيس الجمهورية ، معروف عليه نظافة اليد والكفاءة والحيادية ولا انحياز
له إلا للمصالح العليا للبلاد وما ينفع البلاد … وحرمان الإخوان من تحمل
مسؤوليات عليا بالوزارات السيادية نظرا لتاريخهم السحيق ومحاباتهم ومحسوبيتهم ،
هذا زيادة على إستيلائهم على المال العام وإفلاس خزينة الدولة بذريعة صرف تعويضات
وجبر ضرر لمنظوريهم واصهارهم وأقاربهم وأحبائهم وجيرانهم ومواليهم من عرق الشعب
ودمه وجهده … من ايام حكم الرئيس السابق زين العابدين بن على الذي انتقل للتو
الى الرفيق الأعلى ، أي بعد إعلان النتائج والتصريح بالفائز في انتخابات رئاسية
وبرلمانية سابقة لأوانها.
عبد اللطيف
منتصر الجريدي
كاتب رأي وصحفي استقصائي جزائري مقيم في فرنسا
مقالات الرأي تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن الكومبس