المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – رأي: بينما يجتمع عدد من أتباع ديانات مختلفة بنفس الوقت مثل الاحتفال بديوالي، وعيد فرحة التوراة، والمظهران التوأمان للبهائيين، تتجه أفكارنا نحو النور والفرح والتجدد الذي تجلبه هذه التقاليد المقدسة. ومع ذلك، في هذا الوقت، يغرق العالم في المعاناة، حيث تغمره الصراعات والحروب والانقسامات التي تلقي بظلالها على حياة لا تُحصى. وفي أوقات الظلام هذه، تذكرنا احتفالاتنا بأن الوحدة والسلام والرحمة ليست مجرد تطلعات، بل هي دعوات للعمل؛ طرق لرفع شأن العالم والتخفيف من آلامه.

تجمع هذه الأعياد الثلاثة من مختلف الأديان بين الأفراد، وهي فريدة من نوعها، ولكنها مترابطة. تعكس كل منها رحلة الروح، واحتفاءً بصمود الإنسان، وتقديرًا عميقًا للروح الإلهية في داخلنا جميعًا. معًا، تضيء آمالنا المشتركة في السلام والوحدة والعدالة.

ديوالي: انتصار النور على الظلام
ديوالي، مهرجان الأنوار الهندوسي، يرمز إلى انتصار الخير على الشر، والنور على الظلام، والمعرفة على الجهل. خلال هذا الوقت، يشعل الملايين حول العالم “الديّات” أو المصابيح الزيتية، ممثلة النور الداخلي – الحكمة والرحمة التي ننميها داخل أنفسنا.
في عالم يسوده الصراع والعنف، يدعونا ديوالي إلى تبديد ظلام الكراهية بنور الفهم والتعاطف. فكل ديّة تُضاء، سواءً على عتبة باب أو في قلوبنا، هي تذكرة بأن شرارة صغيرة من اللطف يمكن أن تخترق أعمق الظلال. بإضاءة حياتنا الخاصة، نلهم الآخرين أن يفعلوا الشيء نفسه، مما يخلق موجة من السلام يمكن أن تمتد عبر القارات.

عيد فرحة التوراة: احتفاء بالمعرفة المقدسة
في عيد فرحة التوراة اليهودي، يفرح الناس بالتوراة، ويعبرون عن الفرح بالحكمة والإرشاد التي تقدمها. يحتفلون بالرقص مع المخطوطات المقدسة، احتفاءً بالدورة المستمرة للتعلم والنمو الروحي.
يشجعنا هذا العيد على احتضان المعرفة، ليس فقط كأفراد، بل كمجتمع عالمي. ففي عالم يواجه تحديات غير مسبوقة، تُعتبر المعرفة والحكمة أمرين أساسيين في سعينا للسلام والعدالة. يذكرنا عيد فرحة التوراة بأن الوحدة تولد من الالتزام بالحق، والفهم، والاعتراف بإنسانيتنا المشتركة. ومع الرقص مع النصوص المقدسة في أيدينا وقلوبنا، نتذكر أن كل ثقافة وكل دين يحمل في طياته حكمته الخاصة – وهو نسيج يربطنا معًا في الاحترام المتبادل والهدف المشترك.

المظهران التوأمان: تكريم ميلاد الباب وبهاء الله

بالنسبة للبهائيين، تخلد الأيام المقدسة التوأم ذكرى ولادة شخصيتين عظيمتين: الباب وبهاء الله، اللذان بشّرا بعصر جديد من الوحدة والسلام لجميع البشر. تؤكد تعاليمهم على وحدة البشرية، وضرورة الوحدة العالمية، وقوة الحب والرحمة في تغيير المجتمع.

لقد قدم الباب وبهاء الله تضحيات كبيرة من أجل إعلاء قيمة الوحدة، داعين البشرية إلى التخلي عن جميع أشكال التحيز والعمل معًا لعالم يعكس أسمى صفات الروح الإنسانية. رسالتهم واضحة: تنوعنا هو قوتنا، ومن خلال اختلافاتنا نجد الغنى والعمق والجمال في الحياة. يمثل هذا العيد دعوة للعمل، لنكون مصدرًا للأمل لمن يعاني، ودعمًا لأولئك الذين يسعون لتحقيق العدالة والمساواة.

جسر العوالم: دعوة للعمل بالتعاطف
تجمع التقاء أعياد ديوالي وعيد فرحة التوراة والمظهران التوأمان لله هذا العام بين تأملات حول كيفية تعزيز الوحدة وشفاء الانقسامات التي تحيط بنا. إنه دعوة للاعتراف بأن كل واحد منا لديه القدرة على أن يكون نورًا في حياة الآخرين، وأن يشارك المعرفة التي ترفع من شأن البشرية، وأن يحتضن الوحدة التي تتجاوز الحدود والمعتقدات.
في زمن مليء بالألم، لنكن كل واحد منا أداة للسلام، نرفض بنشاط الكراهية والتحيز والانقسام. لنتجه نحو تعاليم الحب والرحمة في تقاليدنا الخاصة، ونسعى جاهدين لبناء جسور الفهم والاحترام. وكالأنبياء والقديسين من قبلنا، لنحمل هذه القيم بشجاعة إلى العالم، ملهمين الآخرين للانضمام إلى هذه الرحلة نحو مجتمع عالمي يقوم على السلام.

وفي كلمات بهاء الله، “الأرض وطن واحد، والبشر أهله”. هذه الحقيقة الخالدة، التي تردد صداها في جميع الأديان، تدعونا إلى التمسك بقيم الوحدة والعدالة بينما نحتفل بهذه الأيام المقدسة.
لتكن احتفالاتنا صلاة في العمل. فلنسعَ جميعًا لأن نكون شموعًا في الظلام، وينابيع من الحب في وقت الخوف، ومصدرًا للوحدة وسط الانقسام. دعونا نصلي ونعمل ونسير معًا في تضامن، لأن قوتنا تكمن في وحدتنا، وأملنا يكمن في إنسانيتنا المشتركة.