من رحم المعاناة صنعتُ لنفسي حياةً تليقُ بامرأة حُرة قوية

: 9/4/19, 1:09 PM
Updated: 9/4/19, 1:09 PM
من رحم المعاناة صنعتُ لنفسي حياةً تليقُ بامرأة حُرة قوية

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات الرأي: ستُ سنوات مرّت كانت مليئة بالألم، المعاناة، الاضطهاد، القلق، الخوف
وعدم الأمان. شعوري كان كإنسان يعد دقات قلبه كل لحظة، خوفاً من اللحظة التي
سيتوقف فيها.

أشكر
ربي على كل لحظة من حياتي ساعدني فيها، وجعلني بخير أنا وطفلي.

رحلةُ كفاح بدأت من الصفر، عشتها بكل تفاصيلها
الصعبة. أتراجع خطوة الى الوراء، وأتقدم خطوتان الى الأمام.

كل ضغط، وكل معاناة عانيتها زادتني قوة أضعافاً
مضاعفة.

أخذ حضانة طفلي مني، زادتني قوة مئات المرات. هذه الحياة حولتني الى لبوة بمخالب حادة، أدافع فيها عن نفسي، وطفلي.

كل هذه المعاناة كانت بسبب السيطرة الذكورية للبعض على المرأة.

لماذا نسمح نحن النساء لهذا النوع من الممارسات القمعية الذكورية بالتكاثر؟ لماذا لا يفهم القانون في بعض الأوقات، مدى خطرهم على حياتنا كنساء؟

خوفي جعلني أرسم طريقي خطوة خطوة. واجهت كل هذه
الصعاب في حياتي بتحدي وإرادة، ورفعت من مستوى تأهيلي الجامعي وشهاداتي، وطوّرت
نفسي، وبحثت عن عمل، وحصلت عليه، ودخلت سوق العمل وتكيّفت مع أجوائه بجدارة لأطّور
خبرتي المهنية كمعلمة، ومربية أطفال، بالإضافة الى عملي في مساعدة كبار السن
“العجزة”.

” تبدأ الخطوة الأولى على طريق
النجاح، بعدم قبول الخضوع لسيطرة ذكورية تمحي وتذيب شخصية المرأة ووجودها وتجعلها
خاضعة ذليلة”

كم هو جميل الشعور أنك تستطيعين مساعدة الآخرين وتقديم كل ما لديك من إمكانيات لدعمهم؟ بغض النظر عن المنفعة المادية! وكم هو شعور رائع حقاً، عندما تشعرين بأنك فعّالة في المجتمع، تواجهين بقوة الإحباطات الصادرة من المجتمع الذكوري الذي يريد تمّلك وقتل معنوياتك، وتدميرك نفسيّاً، ليوصلك الى الفشل؟

في لحظة من لحظات هذا الصراع، وهذه المعركة،
قررت أن أواجه كل ذلك برفض الخضوع.

هنا، برأيي تبدأ الخطوة الأولى على طريق النجاح، وهي عدم قبول الخضوع لسيطرة ذكورية تمحي وتذيب شخصية المرأة ووجودها وتجعلها خاضعة ذليلة. سيطرة البعض الذي لا يؤمن بعلاقة متكافئة بين الرجل والمرأة، لتكوين عائلة ناجحة وسعيدة!

المجتمع الجديد “مجتمع فرص”

المجتمع السويدي فيه الكثير من الفرص، إذا
توّفرت لدى الشخص الإرادة، المعنويات والأهم الهدف.

من المهم التركيز على الهدف لتحقيقه حتى لو أخذ
وقتاً طويلاً.

أعلم أن
هدفي في تحقيق المزيد من النجاح، يتطلب وقتّاً أطول، الصبر، الهدوء والذكاء وانتظار
الفرج. إذا لم تجد المرأة في هذا المجتمع من يساعدها، يجب عليها البحث عن الحلول
لوحدها، ولا يمكن الاستسلام للملل.

بعقلك
سوف تصلين، لا تجلسي في البيت وتقولين: لا يوجد عمل، صعب الحصول عليه، هذا المجتمع
مجتمع غريب، إنهم عنصريون معي لأن شعري أسود، وديني هو الإسلام!

في هذا المجتمع، كل الفرص متاحة لك، لا لونك،
ولا دينك، يمنعان الحصول على عمل والدخول في المجتمع وتحقيق النجاح، الأمر يتوقف
على مدى جديتك واجتهادك.

” لماذا نسمح نحن النساء لهذا النوع من السيطرة الذكورية بالتكاثر؟ لماذا لا يفهم القانون في بعض الأوقات، مدى خطرهم على حياتنا كنساء؟”

تم رفض محاولاتي في الحصول على عمل عدة مرات،
لكن لم ينل اليأس مني، استمريت في البحث عن عمل في ظروف غاية في الصعوبة، وتحت ضغط
نفسي شديد، لا يستطيع تحمل قسوته جبل، الى أن بدأت خطوة ومن ثم وصلت الى منتصف
الطريق، وأنا ماضية الى نهايته، لحين الوصول الى شاطئ الأمان والهدف.

في الوقت الحالي، أدرس وأعمل عملين، وأشارك في تربية طفلي الوحيد، دون أي دعم معنوي، بل على العكس تماماً، واجهت كل المحاولات لمصادرة حقي في حضانة أبني، وضرب عزيمتي، لكن كل ذلك لم ينل من عزيمتي!

لا لليأس

أحطت نفسي بكل وسائل الحماية القانونية
والاجتماعية والمادية، كي لا أسمح بكسر إرادتي، وتحطيم عالمي الذي صنعته لعائلتي
بعد جهد جهيد، على حساب صحتي وحياتي.

قمع المرأة في المجتمع الذي نعيش فيه حالياً، زاد من رغبتي في مشاركة تجربتي، بهدف مساعدة كل امرأة وأم في الدفاع عن حقوقها وتسليحها بكل الوسائل المتاحة في المجتمع.

من الضروري على كل أم أن تقرأ، وتزيد ثقافتها
القانونية، وتقرأ القوانين من كتاب القانون السويدي لتعرف حقوقها، ولا يجب عليها
الاستماع الى القال والقيل، وثقافة الشارع السلبية، بل من المهم جداً وضع خطة
لنفسك، أظهري فيها قوتك، وشخصيتك، وتعلمي اللغة التي هي مفتاح التواصل، وطريق
الوصول الى الآمان وتحقيق الهدف.

أخيراً، رسالتي لكل امرأة وأم هي: لا يمكن
الاستسلام واليأس، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح، وطالما تملكين مفاتيح النجاح،
سوف تصلين في يوم من الأيام حتماً.

في هذا البلد، لا يضيع حق، والمظلوم سوف يحصل
على حقه متى ما أثبت أنه مظلوم.

لا لليأس عزيزتي..!

نور كرّيم

ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة

مقالات الرأي
تُعّبر عن أفكار أصحابها، وليس بالضرورة عن الكومبس.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.