المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – رأي: خلال فترة حياتي كنت دائما أدافع عن الأقليات، وجاء الوقت الذي أصبحت فيه أنتمي للأقلية المهاجرة في السويد. من الصعب جداً فهم ما يعانيه، وما يشعر به المهاجر عندما يشعر بأنه غريب، أو مختلف، أو غير مرغوب فيه، وقد يتعب كثيراً ليتعلم لغة جديدة، ويفهم السيستم الجديد في الدولة التي يأمل أن تصبح وطنه الجديد.
الكثير منا هرب من حرب، أو من ظلم وعدم مساواة آملاً في أن يحصل على حياة أفضل. ليس هدفه أن يخرب، أو أن يسبب مشاكل في بلده الجديد، وقد يمر بضغوط تجعله يغضب، ولكن علينا أن نفهم كيف نوجه هذا الغضب بعيداً عن العنف الذي قد يجعلنا نخسر حقوقنا، وليس العكس.
مؤخرا رأينا حادثة حرق القرآن الكريم من قبل شخص معروف بتوجهه السياسي لليمين المتطرف، هذا الشخص تشوهت سمعته في الدنمارك بسبب اتهامات وجهت له بالتحرش بصغار العمر. حاول هذا الشخص استفزاز المسلمين عدة مرات بحرق القرآن، وكان ممنوعاً لعامين متواليين من دخول السويد، ولكنه استطاع الحصول على الجنسية في عام ٢٠٢٠، والدخول للسويد وأصبح من حقه إقامة مظاهرة. حق التظاهر لكل إنسان سويدي، وما يفصلها عن خطاب الكراهية هو تحولها بأن تصبح بهدف استفزاز أقلية مثل ما حدث في هذه الحالة.
أنا ضد ما فعله هذا اليميني المتطرف، ولكن رد الفعل العنيف أضعف القضية كثيراً للأسف، ورغم أن الكثير من السويديين وقفوا ضد هذا الشخص وقالوا إنه مخطئ إلا أن من يناصرونه استغلوا فكرة أن هناك من حرق السيارات، وتهجم على الشرطة ليتخذه عذراً بأن هؤلاء المسلمين عنيفون، ولا يمكن العيش معهم رغم أن هذا لا ينطبق على غالبية المسلمين المسالمين الذين يؤمنون أن العنف ليس حلاً.
نحن كأقليات علينا أن نفهم قبل أن نتخذ بعواطفنا رد فعل سيتسبب في أذية الكثير منا، هناك الكثير من الطرق التي تستطيع فيه أي جماعة أن تعترض ضد أي عنصرية مورست ضدها، وأنا متأكدة أن الكثير منكم يؤيدني في هذا الرأي لأننا هربنا من العنف الموجود في أوطاننا، ونريد أن نعيش بسلام، ولكننا بالطبع نريد أن نشعر أن هذا وطننا أيضا لذلك من المهم على الحكومة السويدية أن تتحاور مع المسلمين، وتتفهم مطالبهم، وبذلك نصل لحل يرضي الجميع، ويحافظ على أمن هذا البلد.
بقلم هند الإرياني
صحيفة وكاتبة في إذاعة مونت كارلو الدولية