المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – رأي: العالم مليء بالمفاجآت. يعتقد كثير من الناس بأشياء غير صحيحة عن الصحة والتنمية. تعمل مؤسسة غابمايندر (Gapminder)، وهي منظمة غير ربحية مقرها في ستوكهولم، على تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة. فهي تختبر معرفة الناس من خلال استطلاعات، ثم تقارن إجاباتهم بالبيانات الحقيقية. هدفها هو مساعدة الناس على رؤية العالم كما هو بالفعل، وليس كما يظنون أنه عليه.
كان لي الشرف أن أعمل مع غابمايندر ، في الماضي، على تطوير رسم بياني حول فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، إلى جانب الراحل البروفيسور هانس روسلينغ (Hans Rosling) وزميلي الدكتور لينوس بينغتسون (Linus Bengtsson). ومن خلال هذا العمل، أدركت مدى أهمية أن نبني فهمنا على الحقائق، وليس على المعتقدات فقط.
مؤخراً، اختبرت غابمايندر دقة الذكاء الاصطناعي من خلال طرح الأسئلة نفسها حول الصحة والتنمية على سبعة نماذج مختلفة من الذكاء الاصطناعي، وهي: ChatGPT، Anthropic، Google Gemini Pro، Meta Llama، Alibaba، وDeepSeek. وكانت النتائج مثيرة للاهتمام. فقد قدمت نماذج الذكاء الاصطناعي إجابات مختلفة، ورغم أن ردودها تحسنت بمرور الوقت،فإن الأخطاء لا تزال موجودة.
يذكرنا هذا بحقيقة مهمة: الذكاء الاصطناعي من صنع البشر، والبشر يرتكبون الأخطاء. عندما يتعلم الذكاء الاصطناعي من بيانات أنشأها البشر، فقد يكتسب أيضاً أخطاءهم. لهذا السبب، يجب علينا دائماً التساؤل، والتحقق، والتأكد مما نسمعه، سواء جاء من شخص، أو كتاب، أو آلة.
البحث عن الحقيقة هو مسؤولية تقع على عاتق كل واحد منا. لا ينبغي أن نقبل الأمور دون تفكير، حتى لو جاءت من التكنولوجيا المتقدمة. بل يجب علينا التفكير النقدي، وطرح الأسئلة، ومقارنة المعلومات من مصادر مختلفة. يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة قوية، لكنه ليس معصوماً عن الخطأ. وإذا أردنا اتخاذ قرارات صحيحة، فعلينا أن نمزج بين أفضل ما في الحكمة الإنسانية وأفضل ما في التكنولوجيا.
لمشاهدة الفيديو الكامل لهذا الاختبار على الذكاء الاصطناعي، يمكنكم زيارة www.gapminder.org/ai.
د. زياد الخطيب