يوليا آغا في صحيفة سويدية: يجب عدم غض النظر عن النزعات العنصرية

: 7/4/23, 11:41 AM
Updated: 7/4/23, 11:41 AM
يوليا آغا في صحيفة سويدية: يجب عدم غض النظر عن النزعات العنصرية

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

كتبت الرئيسة التنفيذية لشبكة الكومبس الاعلامية يوليا آغا مقالاً نشرته صحيفة Expo السويدية المناهضة للتطرف اليميني. وقالت آغا في المقال إن مسلمين في السويد أصبحوا مرة أخرى هدفاً للعنصرية. وتحدثت في المقال الذي عنونته بـ”الإسلاموفوبيا تهديد مزدوج” عن شعور العرب والمسلمين بالعزلة وبأنهم يواجهون التمييز والاحكام المسبقة. وفي ما يلي النص العربي للمقال الذي نشرته الصحيفة باللغة السويدية:

مجرد أن تكون مسلماً في السويد اليوم فهذا يجعل منك دائماً “الفيل في الغرفة” (تعبير مجازي عن تضخيم الصورة) فمبجرد وجود المرء يُنظر إليه أنه يشغل مساحة كبيرة. وإضافة إلى ذلك إذا كان المرء بعيداً عن المجتمع، ولا يعرف اللغة السويدية ويجد صعوبة في العثور على عمل وسكن فيتشكل الشعور بالعزلة سريعاً، وهذا هو الشعور الذي تريد قوى اليمين المتطرف تعزيزه.

لكن اليمين المتطرف لا يعمل وحيداً ضد الاندماج. توجد قوى معادية للديمقراطية في الخارج لها الهدف نفسه وهو جعل المسلمين السويديين ضد وطنهم الجديد، والتحالف معهم ضد الغرب في الساحة السياسية العالمية. وبالمثل هناك أطراف مناهضة للديمقراطية في ضواحي السويد تستفيد من تعزيز المجتمعات الموازية. أطراف تريد أن يبقى الناس في حالة من العزلة فتتمكن من ممارسة السلطة عليهم. تستخدم هذه القوى المتطرفة الشعور الحالي بالإسلاموفوبيا لإبقاء الوافدين الجدد في مناطق معزولة بعيداً عن المجتمع قدر الإمكان.

كشخص ولد ونشأ في السويد أعرف أننا لا نعيش في بلد عنصري بشكل منهجي. الدستور السويدي محايد والنظام القانوني والسياسي والثقافي الذي يحكم السويد يقف ضد التمييز. لكن هذا لا يعني أن العنصرية غير موجودة في مجتمعنا. يتعرض مسلمون وعرب وأقليات أخرى للتمييز والأحكام المسبقة. هذا ما يظهره على سبيل المثال وليس الحصر التقرير السنوي الأخير لأمين المظالم المعني بالتمييز. قد يتعلق الأمر بعنصرية منظمة، لكنها ليست مدمجة بشكل منهجي في قوانيننا ومؤسساتنا.

العنصرية تهديد مزدوج، وتزيد من خطر التعرض للكراهية والأحكام المسبقة. ومن أمثلة ذلك عندما يقتبس أعضاء في البرلمان نصوصاً من القرآن للعثور على دليل على أن الإسلام والثقافة السويدية متضادان، وعندما يقول رئيس حزب في السويد إن الهوية الإسلامية لا تتوافق مع الانتماء للسويد، ورغبة النسويات الليبراليات بخلع الحجاب عن النساء المحجبات، وكأن إرادتهن الحرة ليست على القدر نفسه من الأهمية. أصبح هناك قبول في المجتمع لربط المشاكل الاجتماعية بالمسلمين بشكل عام.

يمكن أيضاً استغلال الإسلاموفوبيا وأنواع أخرى من العنصرية لأغراض سياسية أخرى، فسرعان ما تحولت حملة المعلومات المضللة ضد الخدمات الاجتماعية إلى حملة كراهية عالمية ضد السويد، وسرعان ما اعتُبرت تصرفات راسموس بالودان ضد الإسلام في العالم الخارجي على أنها حملة كراهية من الدولة ضد المسلمين.

وبينما يناقش السياسيون في السويد فرض شروط اللغة السويدية، تنتقد منتديات باللغة العربية “الديمقراطية السويدية”، ومن الحجج المستخدمة في ذلك أن “الديمقراطية لا تعامل الأقليات بهذه الطريقة”. يختلط “الاختطاف” المزعوم للأطفال من قبل الخدمات الاجتماعية بإحصائيات عن التمييز في سوق العمل. وتختلط التعابير العنصرية الصادرة عن أصوات اليمين المتطرف على تويتر مع التصريحات المعادية للإسلام الصادرة عن سياسيين منتخبين. وفي النهاية أصبحت هذه الحجج خليطاً صرفاً من نظريات المؤامرات المخلوطة بالحقائق، والتي تقدم معاً صورة عن السويد بأنها تعامل المسلمين معاملة سيئة. هذه هي الصورة والمشاعر الحقيقية اليوم.

السويد ليست بلداً عنصرياً بشكل منهجي، لكن العنصرية واضحة في المجتمع اليوم، ومن بعيد قد يصعب رؤية الفرق.

يوليا آغا

الرئيسة التنفيذية لشبكة الكومبس الإعلامية

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.