خمسة أيام متبقية على يوم الحسم في السويد. المعركة الانتخابية في أوجها. والتراشق الانتخابي يستغل كل صغيرة وكبيرة. التقارب بين الكتلتين يعطي الانتخابات زخماً أكبر هذا العام، خصوصاً بعد دخول حزب ديمقراطيي السويد SD على خط اليمين. التراشق وصل إلى حد استغلال إعلانات انتخابية باللغة العربية لتوجيه انتقادات للخصوم السياسيين. مرشحون من المحافظين والمسيحيين الديمقراطيين انتقدوا نشر إعلانات انتخابية بالعربية والصومالية، حتى أن بعضهم ذهب إلى حد القول إن من لا يتقن السويدية يجب ألا ينتخب. السياسي المعادي للمهاجرين في حزب المحافظين حنيف بالي وجّه انتقادات كهذه ونسي على ما يبدو أن حزبَه ينشر أيضاً إعلانات بالعربية، فأتاه الرد المحرج من رئيسة حزب الوسط آني لوف. رئيس حزب SD جيمي أوكيسون رد اليوم على الاشتراكيين الديمقراطيين بعد أن اعتبروا الأسبوع الماضي أن حزبه يشكل خطراً على أمن السويد وسياستها الخارجية. أوكيسون رد بالمثل ليقول إن الاشتراكيين يشكلون خطراً على السويد ولسان حاله يقول العين بالعين والسن بالسن.

في مواجهة التضخم، سيحصل المتقاعدون والأشخاص الذين يأخذون مساعدة المرض أو تعويض النشاط (sjuk- och aktivitetsersättning) على مبالغ إضافية اعتباراً من مطلع العام المقبل. هيئة الإحصاء كانت قد عدلت حسابها لما يسمى مبلغ السعر الأساسي (prisbasbeloppet) للعام المقبل. وهو مبلغ تضعه الهيئة بشكل سنوي لتحديد مستوى عدد من الأمور، بينها المساعدات الطلابية، والمعاش التقاعدي المضمون، والخصم الضريبي. ويجري حساب المبلغ الأساسي تبعاً لمعدل التضخم في البلاد. الهيئة زادت المبلغ الأساسي من ثمانية وأربعين ألفاً وثلاثمئة كرون هذا العام إلى اثنين وخمسين ألفاً وخمسمئة كرون العام المقبل. وهي زيادة لم تحدث منذ أربعين عاماً. الحكومة اعتمدت مبلغ السعر الأساسي، وتبعاً لذلك سيحصل أولئك الذين لديهم معاش تقاعدي مضمون على زيادة تصل إلى 851 كرون شهرياً. كما ارتفع الحد الأقصى لتعويض المرض ونقدية الوالدين إلى حوالي 2700 كرون بدل 1116 كرون في اليوم. الزيادة تنطبق اعتباراً من مطلع العام. وحتى ذلك الحين، سيتعين على الفئات المذكورة التعامل مع ارتفاع الأسعار دون زيادة دخلها.

بينما تعيش السويد أجواء انتخابات ملتهبة، لا حديث في أوروبا سوى عن أزمة الطاقة. اليوم ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي أكثر من 30 بالمئة بعد إعلان شركة غازبروم الروسية يوم الجمعة توقف إمدادات الغاز إلى أوروبا لأجل غير مسمى. خبير سويدي قال إن أوروبا والسويد قد تضطر لتقنين الكهرباء خلال الخريف والشتاء، مؤكداً أن خطر التقنين زاد بشكل كبير منذ يوم الجمعة. الإعلان الروسي دفع ألمانيا والسويد إلى تقديم حزم دعم مالي للتخفيف من تبعات الأمر على السكان. أسعار الكهرباء ارتفعت مؤخراً بشكل حاد من حوالي 50 أوره للكيلوواط الساعي إلى نحو 5 كرونات في بعض الأحيان، بارتفاع قدره ألف بالمئة. فيما تزداد الدعوات لتوفير استهلاك الطاقة في أوروبا في الوقت الذي تنذر فيه الأوضاع بأزمة طاقة كبيرة مع ازدياد الطلب في الخريف والشتاء.

رئيسة الوزراء مجدلينا أندرشون اعتبرت وقف الغاز الروسي حرب طاقة تشنها موسكو ضد أوروبا، بهدف كسر دولها من الداخل. أندرشون قالت إن السويد نواجه شتاء حرب مع ارتفاع كبير في أسعار الكهرباء. الأمر الذي يزيد الضغط على الأسر والشركات السويدية. رئيسة الحكومة أكدت أنها تضغط بشدة على الاتحاد الأوروبي لفصل سعر الكهرباء عن سعر الغاز، ما سيؤدي إلى انخفاض سعر الكهرباء في جنوب البلاد إلى النصف تقريباً. كما قالت أندرشون إن الحكومة ستقدم حماية للأسر والشركات من التكلفة العالية للكهرباء. الحكومة كلفت السلطات السويدية باتخاذ إجراءات لتوفير الطاقة، داعية مجالس المحافظات والبلديات إلى المساهمة في هذا العمل. ومن الأمثلة على التدابير قصيرة المدى خفض درجة الحرارة في مباني الهيئات الحكومية، واستخدام الإضاءة بشكل أكثر ترشيداً. وفي سياق متصل، أعلنت السويد والنرويج اليوم تشكيل مجموعة عمل مشتركة لتعزيز أمن الطاقة والحد من تأثير روسيا على سوق الطاقة في البلدين.

في آخر أخبارنا، بيع منزل مساحته خمسون متراً مربعاً يطل على ساحل يوتيبوري الشمالي بسعر 19 مليون كرون، ليبلغ سعر المتر المربع 380 ألف كرون وهو الأعلى في المدينة العام الحالي. متوسط سعر المتر المربع للمنازل في يوتيبوري العام الماضي بلغ حوالي 54 ألف كرون. وفي أغسطس الماضي تم بيع المنزل الموجود على قطعة أرض مساحتها ألفا متر مربع في Torslanda بسعر خيالي. الوسيط العقاري الذي باع المنزل قال إن المشترين لم يدفعوا هذا المبلغ الباهظ ثمن مساحة المنزل فهو بيت قديم وصغير، بل دفعوا هذا السعر مقابل إطلالة ساحرة على البحر لذلك ارتفع السعر في المزاد بمقدار خمسة ملايين خلال سبع دقائق.