الحياة تتوقف في أنحاء السويد لدقيقة صمت تكريماً لضحايا الهجوم الدموي في أوربرو. مع مرور أسبوع على المأساة، وقف الناس في محطات القطار والمدارس وأماكن العمل، احتراماً للضحايا، فيما تجمع المئات وسط مدينة أوربرو لإحياء الذكرى. ومع دقات أجراس الكنيسة، خيّم الصمت على المكان، ووقف سياسيون ومسؤولون، بينهم رئيس الوزراء أولف كريسترشون وزعيمة المعارضة مجدلينا أندرشون جنباً إلى جنب خلال مراسم تكريم الضحايا. مشاعر الحزن خيمت على الحضور في الساحة، بعضهم ذرف الدموع، بينما وقف آخرون مغمضين أعينهم في صمت. كريسترشون قال إن السويد بحاجة إلى استخلاص الدروس تدريجياً من الهجوم الدموي في أوربرو، مشيراً إلى أهمية مراجعة قوانين الأسلحة وتعزيز الدعم النفسي للأشخاص الذين قد يشكلون خطراً على أنفسهم أو الآخرين. وأوضح كريسترشون أن هناك حاجة لمراجعة أوسع للإصلاحات النفسية في البلاد، معتبراً أن تقديم الدعم المبكر قد يساعد في منع مثل هذه الجرائم مستقبلاً. وحول دوافع الجريمة، أكد رئيس الوزراء أن الشرطة تواجه تحدياً في تحديدها، لأن الجاني تصرف بمفرده ولقي حتفه، لكنه شدد على ثقته في قدرة الشرطة على الوصول إلى إجابة. وقال رئيس الحكومة إنه سيكون من الأسهل المضي قدماً إذا وصلنا إلى دافع مفهوم، مهما كان مروعاً.

وزير الاندماج وسوق العمل ماتس بيرشون يقول إنه يشعر بـ”الحزن والغضب” بعد هجوم أوربرو الذي راح ضحيته 10 أشخاص الثلاثاء الماضي. الكومبس أجرت مقابلة مع الوزير من حزب الليبراليين وسألته ما إن كان يتفهم المخاوف التي يشعر بها كثير من المهاجرين. وقال الوزير إنه رغم أن دافع الجاني لم يعرف بعد، فإنه يتفهم هذه المخاوف. وعن كيفية ضمان عدم تحويل الأجانب إلى كبش فداء لجميع المشاكل المجتمعية، خصوصاً أن بعض السويديين قد ينظرون إلى الأجانب باعتبارهم منافسين في سوق العمل، قال الوزير إن المشكلة ليست أن الأجانب يأخذون الوظائف من السويديين، لكن المشكلة الرئيسية في السويد هي أن عدد الأجانب الذين لديهم وظائف ويستطيعون إعالة أنفسهم قليل جداً. ورداً على سؤال ماذا سيحدث للسويد لو قرر الأجانب يوماً ما عدم الذهاب إلى العمل، أجاب الوزير بأن السويد ستتوقف عن العمل ربما، لأنه حينها لن يعمل نظام الرعاية الصحية، ولن تعمل عيادات طب الأسنان، ولن تصل الباصات في الوقت المحدد، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من الأجانب الذين قدموا إلى السويد يسهمون ويبذلون قصارى جهدهم وهم جزء من المجتمع ويشكلون إضافة عظيمة للسويد. وعما يمكن ان تفعله الحكومة للحد من خطاب الكراهية خصوصاً من قبل اليمين المتطرف، قال الوزير إنه يعارض بشدة أي شخص ينشر الكراهية ويريد تقسيم المجتمع، مؤكداً أنه يتعين على الجميع الاجتماع معاً الآن لبناء السويد. تداعيات هجوم أوربرو الدموي وتأثير خطاب الكراهية موضوعات طرحتها الكومبس على وزير الاندماج في مقابلة تبثها كاملة لاحقاً.

رئيس حزب ديمقراطيي السويد إس دي جيمي أوكيسون، يصف استقالة القيادي في الحزب ريكارد يومسهوف من رئاسة لجنة العدل بـ”القرار الطبيعي”، بعد معارضته اقتراحاً حكومياً تبنّته قيادة إس دي لتشديد رخص السلاح وحظر الأسلحة نصف آلية. ورغم الانتقادات العلنية من عدة قادة آخرين، وتقارير عن استياء واسع في صفوف الحزب وخلافات متصاعدة، نفى أوكيسون وجود أي انقسام داخل حزبه، معتبراً أن النقاشات الداخلية “أمر صحي، ودليل على نضج سياسي”، خصوصاً أن الحزب يمثل 20 بالمئة من الناخبين، ومن الطبيعي أن تكون هناك آراء مختلفة داخله. أوكيسون أكد أنه يحظى شخصياً بثقة قيادات الحزب رغم بعض الانتقادات. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن على الجميع الالتزام بالقرارات السياسية للحزب بمجرد توصله إلى اتفاق مع الحكومة. وجاءت استقالة يومسهوف في أعقاب إعلان الحكومة وحزب إس دي عن تعديل قانون الأسلحة بعد هجوم أوربرو الأسبوع الماضي. وكان الحزب رفض اقتراحاً مماثلًا العام الماضي، لكنه وافق على الحظر الجديد بعد الهجوم، وهو ما أثار استياء العديد من قادته ودفعهم إلى انتقاد الاقتراح علنياً. وكشفت تقارير صحفية أن اجتماع قيادة الحزب كان عاصفًا، حيث أبدى العديد من الأعضاء استياءهم من الطريقة التي تم بها تمرير تعديل قانون الأسلحة دون تشاور كافٍ، كما تحدثت تقارير أخرى عن توتّر أوكيسون خلاله، وأفادت بأن الحزب يشهد أزمة داخلية وصفت بأنها “الأخطر منذ عقود “.

جهاز الأمن السويدي (سابو) يعلن عن توقيف شخص يشتبه بارتكابه جرائم إرهابية تتعلق “بالتطرف الإسلاموي العنيف”. ووفقًا لبيان صادر عن “سابو”، فإن الشخص المعتقل يواجه عدة شبهات، بينها التحضير لجريمة إرهابية، والمشاركة في منظمة إرهابية، والتحضير لجريمة قتل، والتحضير لجريمة جسيمة تتعلق بالمتفجرات. وجرى القبض على المشتبه به صباح اليوم في محافظة ستوكهولم وجرت العملية بهدوء دون وقوع أي حوادث، بحسب جهاز الأمن. ولم يفصح الجهاز عن مكان أو توقيت الجرائم التي يُشتبه بأن الموقوف خطط لها أو ارتكبها. يأتي ذلك فيما يواجه رئيس الوزراء أولف كريسترشون انتقادات لعدم تصنيف هجوم أوربرو عملاً إرهابياً رغم أنه صنف جرائم العصابات سابقاً بأنها نوع من الإرهاب. وفي سياق منفصل، أصدرت محكمة الاستئناف حكماً تاريخياً اليوم يقضي بإدانة السويدية من أصل عراقي، لينا إسحاق، بتهم الإبادة الجماعية، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب جسيمة ارتكبتها خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على مدينة الرقة السورية بين العامين 2014 و2016. وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها القضاء السويدي حكماً حول جرائم داعش ضد الإيزيديين، كما أنها المرة الأولى التي يُدان فيها شخص سويدي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ووفقًا لقرار المحكمة، فقد احتجزت إسحاق ثلاث نساء إيزيديات وستة أطفال في منزلها في الرقة، حيث تعرضوا للتعذيب والاستعباد والبيع لتنظيم داعش. وحددت المحكمة مدة السجن بـ12 عاماً، مع الأخذ بعين الاعتبار إدانتها السابقة بجرائم حرب في سوريا.

السويد تواصل التراجع في التصنيف الدولي لمستوى الفساد، حيث سجلت أدنى مستوى لها حتى الآن، واحتلت المرتبة الأسوأ بين جيرانها من الدول الاسكندنافية. ومع ذلك، لا تزال السويد بين الدول العشر الأقل فساداً في العالم، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن منظمة الشفافية الدولية. البلاد فقدت في العام 2024 نقطتين إضافيتين في التصنيف العالمي، وحصلت على 80 نقطة من أصل 100، ما جعلها تتراجع من المركز السادس إلى المركز الثامن بين الدول الأقل فساداً. وقالت منظمة الشفافية الدولية في السويد إن الجريمة المنظمة تلعب دوراً رئيسياً في زيادة الفساد. الجارة الجنوبية الدنمارك احتفظت بصدارة دول العالم للسنة السابعة على التوالي، تلتها فنلندا وسنغافورة ونيوزيلندا ولوكسمبورغ. أما المرتبة الأخيرة في القائمة، فاحتلها جنوب السودان بـ 8 نقاط فقط. واحتلت سوريا المرتبة الرابعة بين الدول الأكثر فساداً تلتها اليمن وليبيا والسودان.