أوضاع معيشية صعبة في السويد والتفاوت يتعمق

: 2/15/23, 4:47 PM
Updated: 2/15/23, 4:47 PM

أصحاب المال يزدادون مالاً، وذوو الدخل المنخفض يزدادون فقراً. هذا ما يبدو عليه حال السويديين وسط أوضاع اقتصادية صعبة.

بعد كشف الغطاء عن رواتب ومكافآت مديري وموظفي شركة فاتنفال للكهرباء المملوكة للدولة، بدأ الاستياء الشعبي في الشارع السويدي يظهر على السطح.

انتقادات بالجملة طالت بالمرتبة الأولى السياسيين ورؤساء الأحزاب، لتصل بعد ذلك إلى مديري الهيئات الحكومية وأصحاب الدخل المرتفع.

أصحاب الدخل المنخفض يعانون ظروفاص معيشية صعبة، وكثير من المهاجرين على رأس القائمة بطبيعة الحال.

التقارير تتوالى عن معاناة من كانوا يعيشون أصلاً على حافة الهاوية. امرأة في الخمسينات من عمرها تدرس وتعتمد على المنحة الدراسية من CSN خسرت منزلها بسبب فاتورة كهرباء قيمتها أعلى من إيجار المنزل نفسه، لينتهي بها الحال على أريكة عند أحد أصدقائها، دون سقف يحمي حلمها الدراسي. وسيدة أخرى تجاوزت الستينات لم تعد قادرة على تشغيل التدفئة في منزلها، لتعتمد في العام 2023 وفي بلد كالسويد على اللُحف والملابس السميكة لتتجنب الموت متجمدةً، فيما تصل مكافأة مدير في فاتنفال غلى مليون كرون.

أرباح الشركات الخاصة والحكومية تتكشف مع اقتراب موعد الإقرار الضريبي. ورغم صعوبة العام الماضي والحالي، ظهرت خلال الأسابيع الأخيرة، أرقام لا تخطر على البال لأرباح الشركات.

يبدو أن التفاوت الطبقي في السويد بدء يرسم خطاً واضحاً بين الغني والفقير، وسط مخاوف من تقلص الطبقة الوسطى التي تشكل غالبية الشعب السويدي.

تولي اليمين حكم البلاد قد يزيد الطين بلة، فالحلول المقدمة من البرجوازيين لا تسد رمق من يعيش على هامش الحياة.

لا تغييرات حقيقية على الأرض منذ تولي الحكومة مهامها، دعم الكهرباء بالمليارات ما زال على قائمة الانتظار، وسط اتهامات تطلقها المعارضة ومفادها أن الدعم يفيد الأغنياء أكثر. أسعار الوقود قضية طويت دون حلول جذرية، والشركات الصغيرة تكابد من أجل البقاء في ظل ركود اقتصادي يتوقع أن يضرب البلاد. فيما تشيح الحكومة بنظرها حتى الآن عن الوضع العمالي الصعب.

وعود حكومة كريسترشون مستمرة دون تأثير واضح حتى الآن على فئات واسعة من المجتمع، والشعب يزداد حنقاً في دائرة صادمة من الضغوط المعيشية لم يتوقع السويديون أن يكابدوها يوماً.

ما السبيل للحفاظ على رفاهية الطبقة الوسطى في مجتمع يعاني أزمات متلاحقة؟ سؤال لا تبدو الإجابة عليه هماً من هموم الحكومة الكثيرة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.