الاقتصاد والناتو.. تحديات في وجه حكومة السويد الجديدة

: 9/20/22, 5:07 PM
Updated: 9/20/22, 5:07 PM

لم تكد السويد تفرغ من صخب الانتخابات حتى أطلت قضية أكثر إلحاحاً برأسها: الاقتصاد ومعيشة الناس. اليوم رفع البنك المركزي سعر الفائدة الأساسي بشكل أكثر من المتوقع في محاولة لمواجهة ارتفاع الأسعار ومعدل التضخم. البنك المركزي رفع سعر الفائدة بمقدار 1 بالمئة دفعة واحدة، ليصل إلى 1.75 بالمئة. وهو أعلى ارتفاع منذ حوالي 30 عاماً، في مواجهة مستويات تضخم قياسية وصلت في أغسطس الماضي إلى 9 بالمئة. الاقتصاديون يرون في رفع سعر الفائدة إجراء ضرورياً قبالة ارتفاع الأسعار الجنوني. غير أن السويديين قد يواجهون صعوبات مالية جراء تزامن أكثر من عامل في وقت واحد، ارتفاع أسعار الكهرباء والمواد الغذائية، إضافة إلى تكلفة القروض العقارية. وعادة ما تكون فوائد القروض أعلى من سعر الفائدة الأساسي بـ2 بالمئة تقريباً. وهذا يعني أن قرضاً بقيمة مليون كرون سيكلف حوالي 4600 كرون شهرياً. محللون اقتصاديون تساءلوا اليوم ما إذا كانت الأسر في السويد تدرك صعوبة الوضع الاقتصادي. وتحدث بعضهم عن رحلات عطلة الصيف التي ذهب إليها السويديون دون حساب لما ينتظرهم في الشتاء. محافظ البنك المركزي ستيفان إنغفيس قال إن سعر الفائدة سيرتفع أكثر خلال الأشهر المقبلة. في حين انتقد اقتصاديون إنغفيس وقالوا إن توقعاته لمعدل التضخم كانت خاطئة.

الواقع الاقتصادي قد يكون التحدي الأكبر الذي يواجه حكومة أولف كريسترشون المنتظرة. غير أن تحديات أخرى تواجهه على طريق تشكيل الحكومة. المفاوضات بين الأحزاب الأربعة الداعمة لكريسترشون بدأت حتى قبل تكليفه رسمياً أمس بمحاولة تشكيل الحكومة. التناقض بين مطالب الليبراليين وديمقراطيي السويد (SD) قد تكون العقبة الأكبر، حصوصاً أن الحزبين أعلنا أنهما يريدان أن يكونا جزءاً من الحكومة. ورغم هذه الصعوبات، قالت رئيسة حزب المسيحيين الديمقراطيين إيبا بوش إن مفاوضات تشكيل الحكومة السويدية الجديدة تحرز تقدماً. وأضافت أن “الأمور تسير على ما يرام وسط محادثات بناءة. بوش رأت في تشكيل الحكومة الجديدة فرصة “تاريخية” لتجنب الأزمات الحكومية المتكررة التي شهدتها السياسة السويدية على مدى السنوات الثماني الماضية. وأضافت أن الأحزاب الأربعة تتفق على المشاكل الأساسية المتعلقة بإمدادات الطاقة، وجرائم العصابات، وأوجه القصور في الرعاية الاجتماعية”. ولم تعط بوش موقفاً واضحاً من إمكانية حصول حزب ديمقراطيي السويد (SD) على منصب رئيس البرلمان باعتباره أكبر حزب في الكتلة الحاكمة.

تحد آخر يواجه الحكومة السويدية المنتظرة يتمثل في التعامل مع الموقف التركي الرافض حتى الآن لعضوية البلاد في حلف الناتو. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجه اليوم انتقادات حادة للسويد. وقال في مقابلة تلفزيونية لقناة أمريكية إن “السويد مهد للإرهاب”. يحضر أردوغان الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وخلال المقابلة سئل عما إذا كانت السويد وفنلندا وتركيا قد اقتربت من التوصل إلى اتفاق بخصوص عضوية الناتو، وما إذا كانت تركيا تنوي منع انضمام البلدين نهائياً، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. لم يجب الرئيس التركي عن الأسئلة بشكل مباشر، وكرر بدلاً من ذلك انتقاد السويد بالقول إن الإرهابيين وصلوا إلى البرلمان السويدي”، منتقداً الحكومة لأنها “سمحت للإرهابيين بالتظاهر في ستوكهولم”. مشيراً بذلك إلى مظاهرات رفعت أعلام حزب العمال الكردستاني. محللون سويديون رأوا في تصريحات أردوغان محاولة لممارسة الضغط على الحكومة السويدية الجديدة. وتحتاج السويد وفنلندا إلى موافقة البرلمان التركي لدخول حلف الناتو رسمياً، حيث تقضي قوانين الحلف بضرورة مصادقة البرلمانات في جميع الدول الأعضاء على انضمام عضو جديد.

مزيد من الأوكرانيين يغادرون السويد، هذا ما أظهرته أرقام مصلحة الهجرة. حوالي 45 ألف شخص من أوكرانيا تقدموا بطلب للحصول على الحماية في السويد منذ اندلاع الحرب، في حين غادر منهم حتى الآن حوالي 4 آلاف شخص عائدين إلى بلدهم أو إلى بلدان أخرى. المشكلة الأكبر التي تواجه الأوكرانيين في السويد، حسب قول بعضهم، صعوبة العثور على عمل نتيجة عدم دراستهم اللغة السويدية. ولا يحق للاجئين الأوكرانيين الذين يأتون إلى السويد وفق التوجيه الجماعي للاتحاد الأوروبي الحصول على التعليم في مدارس تعليم اللغة للأجانب SFI. بينما يدرس بعضهم في دورات دراسية غير منتظمة. ونتيجة لصعوبة إعالة أنفسهم، عاد بعض اللاجئين إلى أوكرانيا رغم استمرار الحرب. في حين توجه آخرون إلى دول أوروبية أخرى يمكنهم فيها دراسة اللغة والعثور على عمل.

في واحدة من جرائم الاغتصاب الغريبة، اتهم الادعاء العام فتى يبلغ من العمر 16 عاماً في بلدية Dals-Ed (غرب السويد) بارتكاب جريمة اغتصاب مشددة بحق امرأة مسنة في يوليو الماضي. كما اتُهم الفتى بالتحرش الجنسي بامرأة أخرى. الشرطة احتجزت الفتى في البداية لكنها سلمته بعد يومين لمركز رعاية مغلق وفق قانون رعاية اليافعين. وقعت الجريمة في 21 يوليو. ويُشتبه في أن الفتى اقتحم مسكن المرأة المسنة واعتدى عليها بالضرب أولاً ثم اغتصبها. سقطت المرأة على الأرض وتعرضت لإصابة في الظهر خلال الاعتداء عليها. المدعي العام أشار إلى وجود أدلة قوية ضد الفتى مثل وجود الحمض النووي في مسرح الجريمة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.