الدنمارك تقسم شعبها ل”غربي” و”غير غربي” والسويد قد تستلهم الفكرة

: 8/4/22, 11:23 AM
Updated: 8/4/22, 3:53 PM

لو أنت عايش في منطقة زي Husby في ستوكهولم، أو Rosengård في مالمو، واتفرض عليك بين يوم وليلة تسيب بيتك وتنقل، والسبب إنك “مش غربي”. هيكون رد فعلك إيه؟

السيناريو ده ممكن يبقى واقعنا.

والدليل، الدنمارك.

النهاردة في الدنمارك “غير الغربيين”، اللي أصولهم من بلاد خارج الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وبريطانا، والنرويج، وكمان كام دولة أوروبية كده، هيسيبوا بيوتهم عشان الغربيين اللي هما أي حد من الدول دي، يجوا يعيشوا مكانهم.

ليه نقسم الناس لغربيين وغير غربيين؟ هتعرفوا في الحلقة دي. وهتعرفوا كمان مقترح حكومة السويد المشابه، 

أصل الحكومة  بتدرس التجربة الدنماركية  عشان تتعلم منها.

أنا سارة، وده اللي بيحصل.

جنوب السويد، في Skåne، وتحديدا في منطقة Hanaskog، خُمس السكان مضطرين يسيبوا بيوتهم وينقلوا بسبب miljon programmet برنامج تطوير للمنطقة هيهدم الوحدات السكنية الموجودة كلها عشان يبني مكانها بيوت حديثة للطبقة الوسطى، اللي بتدفع ضرايب.

رئيس البلدية، Patric Åberg التابع لحزب المحافظين، قال إن المنطقة فيها فصل عرقي كبير، لأن البلدية أخدت عدد كبير من المهاجرين اللي جم في 2015 كمان قال إن 30% منهم عاطلين عن العمل.

دي مش أول بلدية تتبع سياسة الهدم والبناء عشان تتحكم في مواصفات سكانها، بلدية Hultsfred هدمت بيوت قديمة ورخيصة عندها في 2021 عشان تتفادى إن البلديات التانية تبعتلها أفواج من الأفراد اللي معتمدين على مساعدات الدولة، لأن ده هيكون عبء على البلدية.

تعليقا على الـظاهرة دي، قال باحث الإسكان مارتن جراندر إن السويد احتمال تمر بموجة من عمليات الهدم. لكن هل الموضوع هو فقط هدم بيوت قديمة؟

الأكيد، هو أن السويد مش لوحدها في الموجة دي.

الحكومة الدنماركية اللي أنا بدأت بكلامي عليها، عايزة سنة 2030 تكون اتخلصت من كل ال Ghettos، يعني المناطق اللي بيسكنها أقليات في المجتمع بشكل شبه حصري، نتيجة لضغوط سياسية واجتماعية واقتصادية. وغالبا بتكون المناطق دي فقيرة.

عشان تعمل كده، الحكومة قررت تفرز مواطنيها وتقسمهم ل “غربيين” وغير غربيين”، والمثير للاهتمام هنا هو إن اللي مولود في الدنمارك ومتربي وعايش حياته كلها فيها ومابيتكلمش غير لغتها…إلخ إلخ، برضو لا يصنف “غربى” إذا كان أهله مش مولودين في الدنمارك. بالشكل ده، فأصوله ترجع لبلد تانية، ويصنف بأنه غير غربي.

طيب فرزناهم، هنعمل إيه بقى؟ هنفرض على نسبة كبيرة من غير الغربيين يمشوا، ونجيب مكانهم غربيين عشان نحسن وضع المناطق الضعيفة فا تبطل تبقى Ghettos أو “مجتمع موازي” اللي هي كلمة أشيك شوية.

طيب هل ده قانوني؟ لا. الحكومة ماتقدرش تقول لحد أمشي لأنك من أصول عربية، دي تبقي عنصرية زي ما الكتاب بيقول.

طيب أمال هما هيعملوا كده ازاي؟

نفس اللي بعض البلديات السويدية بدأت تعمله.

الحكومة قررت إنها تروح في المناطق الضعيفة دي، زي مثلا منطقة Mjölnerparken في كوبنهاجن وتمشي الناس بحجة التجديد، وإعادة البناء، فاه يهدوا البيوت زي ما أنتوا شايفين في الصورة دي، ويعيدوا بناء وحدات جديدة وشيك وإيجارها غالي، أصحاب الأجور الضعيفة مايقدروش عليها، لكن مين اللي يقدر عليها؟ الغربيين. وبكده تكون الحكومة عرفت تعمل اللي في دماغها.

الهدف كبداية، إن نسبة الغير غربيين تقل عن 50 ٪. ولكن سنة 2030، مش هيتسمح بوجود منطقة سكنية أكتر من 30٪ من سكانها غير غربيين.

رغم إنا السياسيين والحكومة دلوقتي بيستخدموا تعبير غربي وغير غربي، إلا إن مش هما اللي ابتكروه. أصول الموضوع ده بترجع لمكتب الإحصاء المركزي الدنماركي، اللي هي زي SCB عندنا كده.

ردا على الهجوم اللي اتعرضله، قال مكتب الإحصاء، إن في علاقة قوية ما بين خلفية الشخص، وما بين مستوى تعليمه ومشاركته في سوء العمل، ودخله، وكمان مشاركته في الجريمة. عشان كده، طالما في علاقة قوية، بتفهمنا السكان متقمسيين ازاي، يبقى ليه مانستخدمش الفصل العرقي ده؟ كمان قال إن التعبيرات دي جزء من القانون الدنماركي، يعني لو هما وقفوا يستخدموها مش معناها إنها هتختفي.

الجدير بالذكر إن الدنمارك أدت إقامة ل 600 لاجئ فقط السنة اللي فاتت، وده أقل عدد لجوء من سنة 1992 ولكن رئيس الوزرا غير راضي وهدفه رن الرقم ينزل لصفر.

وعشان الحكومة تقدر توصل للهدف ده، عايزين يحولوا طلبات اللجوء للدنمارك، لدول افريقية. الحكومة بالفعل على تواصل مع رواندا وبتدرس إمكانية إن اللي يحصل على لجوء الدنمارك يعيش في رواندا. وده اللي بيسمى outsourcing.

سمعاك بتقول طب واحنا مالنا، خلي كل واحد في بلوته.

لا ما أنا هفهمك.

وزير الهجرة والإندماج Anders Ygeman ووزيرة الشئون الاجتماعية

Lena Hallengren كانوا في شهر ستة اللي فات في الدنمارك بيزوروا Mjölnerparken المنطقة اللي بتتهد وتتبني من جديد، وإيجمان قال في تصريح له إن السويد ممكن تتعلم حاجات من التجربة الدينماركية دي.

إيجمان كمان أبدى إعجابه بفكرة “الإيجار المرن” اللي الدنمارك هتبدأ في تنفيذها، والفكرة ببساطة هي إنهم هيخلوا الأشخاص اللي عندهم وظيفة أو بيدرسوا يكون ليهم أولوية في طابور السكن في المناطق الضعيفة، عشان يجذبوهم.

دي حاجة إيجمان شايف إنها ممكن تتطبق في السويد، وتبريره لها هو أهمية الخلط في الأماكن الضعيفة، وقال أنت لو واحد مش بتتكلم سويدي، وعايش في منطقة كل اللي فيها غير سويديين برضو مش بيتكلموا سويدي، هتتكلم سويدي مع مين وازاي؟

ولكن الوزير قال إن مش كل حاجة عند الدنمارك ينفع تتطبق في السويد، خصوصا تقسيم الناس لغربي وغير غربي، هو شايف إن في عناصر تانية أهم لتصنيف الناس، زي البطالة، مستوى التعليم والجريمة، ده اللي لازم نبص عليه واحنا بنقرر الناس هتسكن فين.

ولكن في نفس الوقت إيجمان شايف إن من السيء إن تكون منطقة الأغلبية العاشيين فيها، “غير شماليين” – utomnordisk.

بالنسبة له، من الأفضل يكون 50٪ على الأقل شماليين.

النهاردة أكتر من 80% من اللي عايشيين في المناطق المصنفة إنها ضعيفة في السويد، من أصول أجنبية. وده طبقا لإحصائيات SCB.

ده معناه إن لو حاجة زي كده اتنفذت في السويد، في ناس كتير هتضطر تنقل من مناطق زي رينكيبي وتينستا.

طيب هيروحوا فين؟

لما إيجمان اتسأل السؤال ده، قال، هيروحوا المناطق التانية، الغير ضعيفة، هو ليه يا جماعة لازم القادمين الجدد يعيشوا في المناطق الضعيفة؟

فكرة الوزير، إن الشروط تكون أخف عليهم عشان يقدر يكون عندنا سكان مختلطين أكتر.

ولو تفتكروا كنت حكيت في حلقة سابقة قبل كده عن مقترح الحكومة عملته بخصوص نقل الأطفال من المدارس اللي في مناطق ضعيفة، لمناطق أحسن فيها مدارس أحسن عشان يحصل خلط برضو، المقترح ده المعارضة رفضته بشدة، ولكن الحكومة كانت شايفاه حل لتحقيق الإندماج.

طيب إيه اللي بيصنف أي منطقة في السويد على إنها منطقة ضعيفة أساسا؟

مبدئيا الشرطة هي اللي بتحدد إذا كانت منطقة هتصنف إنها ضعيفة أو لا، وطبقا لتعريفهم:

المنطقة الضعيفة هي منطقة الوضع الاجتماعي الاقتصادي فيها متدني، والمجرمين لهم تأثير على المجتمع فيها.

ولكن في درجات، في مناطق ضعيفة utsatta områden ومناطق ضعيفة جدا särskilt utsatta områden ومناطق في خطر. riskområden

عشان منطقة يتم تصنيفها بإنها “منطقة ضعيفة جدا”، لازم كمان يكون في تحجيم لعملية تطبيق القانون. وده ممكن نشوفه مثلا، في عدم رغبة الناس في بعض المناطق إنهم يدلوا بشهادتهم بخصوص جريمة معينة، عشان خايفين من الانتقام، ده بيخلي شغل الشرطة أصعب بكتير.

ولكن قائمة المناطق الضعيفة متغيرة، يعني في مناطق ممكن مع تحسن الوضع فيها تتطلع من القائمة.

أما المناطق اللي في خطر، فا دي قربت تكون منطقة ضعيفة لكن لسه ماتحققتش كل الشروط، فا ده بيكون زي إنذار للمنطقة دي عشان تلحق نفسها.

طبقا لقائمة الشرطة، فا Hässelby منطقة ضعيفة، Rinkeby منطقة ضعيفة جدا وRissne منطقة في خطر. دي مجرد أمثله بس ممكن تشوفوا القائمة كاملة على النت. مفيش أكتر من الصراحة عند الحكومة.

طيب هو الشعب الدنماركي هيسكت؟

مش شرط، بعض المتضررين من الإجراءات الجديدة دي قرروا يرفعوا قضية تمييز على الحكومة الدنماركية، من بينهم “مريم عدان”، اللي في حوار مع صحية Dagens Nyheter السويدية قالت إنها رغم إنها مولودة وعايشة حياتها كلها في الدنمارك، في فترة من الفترات رجعت سوريا، بلد أهلها، واللي هي كمان بتحمل جنسيتها، ولكن في الفترة اللي عاشتها هناك، اكتشفت إنها دنماركية مسلمة، مش عربية مسلمة. دي هي هويتها، وعشان كده رجعت بلدها تاني، ولكن دلوقتي، الحكومة بتصنيفها الجديد، بتقولها أنتي مش دنماركية بالقدر الكافي.

مريم قالت كمان حاجة مهمة جدا، قالت إن زمان كنا بنشوف الفصل العرقي ده بيتعمل كده من تحت لتحت، دلوقتي الحكومة بتقننه.

أنتم رأيكم إيه؟ هل شايفينها خطوة إيجابية إن المهاجرين يحصلوا على فرصة السكن في مناطق أفضل؟ ولا شايفين المقترح عنصري ومافيهوش حاجة عدلة؟ قولونا رأيكم في التعليقات، أنا في الآخر بقولكم اللي بيحصل.

بس كده.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.