تشهد السويد ارتفاعاً مستمراً في معدل البطالة طويلة الأمد وبطالة الشباب. وأظهرت بيانات جديدة أصدرتها هيئة الإحصاء السويدية أن عدد الأشخاص الذين يعانون من البطالة لفترة طويلة، ارتفع بمقدار 45 ألف شخص في يوليو مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي. وأشارت البيانات المعدلة موسمياً إلى أن نسبة البطالة وصلت إلى 8.3 بالمئة في شهر يوليو الماضي، ما يعادل 478 ألف شخص. كما ارتفع عدد الشباب العاطلين عن العمل مقارنة بالأشهر الأخيرة ووصل إلى 169 ألف شاب في يوليو. وفي الوقت نفسه، تراجعت نسبة التوظيف إلى 71.7 بالمئة، بانخفاض قدره 1.1 نقطة مئوية مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي. وكان وزير سوق العمل السويدي يوهان بيرشون توقع سابقاً ارتفاع البطالة خلال موسم الصيف ووصولها إلى الذروة في موسم الخريف المقبل. كما أشارت أرقام الحكومة في مشروع ميزانية 2025 إلى استقرار البطالة عند معدل 8.3 بالمئة هذا العام والعام المقبل. ويتوقع الخبراء الاقتصاديون بأن تسهم التخفيضات المتوقعة للفائدة وكذلك التخلي عن سياسة التقشف بعد تراجع التضخم، في تزايد الاستهلاك وانتعاشٍ اقتصادي ينعكس تدريجياً على سوق العمل.

توقعات الفائدة وتراجع التضخم انعكس على مزاج السويديين، ورفع تفاؤلهم بمستقبلهم الاقتصادي بعد عامين من المعاناة. فقد كشف تقرير ألماني يرصد مزاج المستهلكين في الاتحاد الأوروبي، أن السويديين باتوا أكثر شعوب الاتحاد الأوروبي تفاؤلاً بالتطورات الاقتصادية في بلادهم. وأبدى الأوروبيون للمرة الأولى منذ بداية 2022 رؤية إيجابية تجاه المستقبل الاقتصادي، فيما احتلت الأسر السويدية الصدارة في النظرة الإيجابية هذا العام، بعدما كانت قبل عامين فقط الأكثر سلبية بين الشعوب الأوروبية. ورغم التفاؤل الكبير، كشف التقرير أن السويديين ما يزالون حذرين من العودة إلى التسوّق والاستهلاك. واحتلّت الأسر السويدية المركز الأخير بين شعوب الاتحاد الأوروبي من حيث الرغبة في الإنفاق. يُذكر أن المسح الذي يصدر في ألمانيا، شمل حوالي 2000 مستهلك في كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي.

العطلة الصيفية تنعكس تحولات في شعبية الأحزاب السويدي. فوفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة ديموسكوب لصالح صحيفة أفتونبلادت، سجل حزب البيئة زيادة ملحوظة في تأييد الناخبين منذ بداية العام، بلغت ذروتها في يوليو بنسبة 6.8 بالمئة، قبل أن تتراجع إلى 6.1 بالمئة في أغسطس. وعزت الصحيفة تقدم البيئة إلى الزخم الذي حصل عليه الحزب في الانتخابات الأوروبية، حيث حصد 14 بالمئة من الأصوات، وإلى قلة ظهوره الإعلامي خلال الصيف. في المقابل، تراجع تأييد حزب اليسار من 9.4 إلى 8.5 بالمئة، كما سجّلت شعبية حزب ديمقراطيي السويد SD تراجعاً من 20.3 إلى 19.6 بالمئة. ويعود تراجع SD وفق تحليل الصحيفة إلى تداعيات فضيحة الحسابات الوهمية التي واجهها الحزب في الربيع الماضي، وكذلك نتيجته المخيبة في الانتخابات الأوروبية. على الجانب الآخر، شهد أكبر الأحزاب، الاشتراكيون الديمقراطيون والمحافظون، تقدماً ملحوظاً في استطلاعات الصيف. وزاد تأييد الاشتراكيين الديمقراطيين بنسبة 2.3 بالمئة ليصل إلى 33.7 بالمئة في أغسطس، فيما ارتفعت شعبية حزب المحافظين من 18.3 بالمئة في يونيو إلى 19.5 بالمئة. أما حزب الديمقراطيين المسيحيين KD فقد سجل زيادة بنسبة 0.7 بالمئة في الصيف ليصل إلى 3.8 بالمئة، بينما تراجع تأييد الليبراليين إلى 2.7 بالمئة، واستقر حزب الوسط عند 4.4 بالمئة.

كشفت دراسة دولية أن تقليل استهلاك اللحوم الحمراء يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وأوضح الباحثون أن كل 100 غرام من اللحوم الحمراء غير المصنعة يزيد من خطر الإصابة بالسكري بنسبة 10 بالمئة، بينما يزيد تناول 50 غراماً من اللحوم المصنعة، كاللحم المقدد والنقانق، الخطر بنسبة 15 بالمئة. وبيّنت الدراسة أن لحم الدواجن يسهم كذلك في زيادة خطر السكري ولكن بدرجة أقل من اللحوم الحمراء. الدكتورة ماي-ليس هيلينيوس من معهد كارولينسكا أكدت أهمية الدراسة الجديدة، ولفتت إلى أن نتائجها تدعم التوصيات الغذائية الحالية للحد من تناول اللحوم. هيلينيوس قالت إن الكثيرين في السويد وخاصة الشباب، يأكلون كميات كبيرة من اللحوم، لكنها شددت في الوقت نفسه على أهمية التوازن في النظام الغذائي ونمط الحياة. ولفتت إلى أن الاعتدال في استهلاك اللحوم يبقى المفتاح لتجنب المخاطر الصحية. وكانت التوصيات الغذائية لدول الشمال الأوروبي أكدت على ضرورة تقليل استهلاك اللحوم إلى 350 غراماً في الأسبوع، كما أوصت بتجنب اللحوم المصنعة قدر الإمكان. يُذكر أن الدراسة الجديدة شملت بيانات من حوالي مليوني شخص من 20 دولة، مما يجعلها واحدة من أكبر الدراسات في هذا المجال.