ردود الفعل الدولية على حرق المصحف تتواصل، وآخرها استدعاء الجزائر ومصر الدبلوماسيين السويديين للاحتجاج. في السويد تتصاعد القضية، وكان ملحوظاً اليوم استخدام الإعلام مصطلح “أزمة” في تغطية الأخبار المتعلقة بحرق المصحف وردود الفعل الناشئة عنه. ويبدو أن المخاوف من هجمات إرهابية في البلاد تتزايد. شرطة ستوكهولم زادت استعدادها وأمرت بتسيير دوريات في وسط المدينة فيما أوعزت لأفرادها بحمل بنادق رشاشة تحسباً لأي طارئ. وسائل إعلام سويدية نقلت عن مصادر لم تسمها أن جهاز الأمن (سابو) يتجه إلى زيادة مستوى الاستعداد للهجمات الإرهابية ضد السويد بسبب أزمة حرق المصحف. وقالت المصادر إنه تم إبلاغ قيادة الشرطة بأن سابو “قريب” من رفع المستوى من ثلاث إلى أربع نقاط على مقياس من خمس نقاط. ولم يعلن الجهاز رسمياً حتى ساعة إعداد النشرة عن أي تغيير في مستوى التهديد الإرهابي. وبحسب المعلومات فإن كبار الشخصيات في جهاز الشرطة أجروا تقييماً مفاده أن التهديد للسويد زاد بعد تصرفات حرق المصحف الأخيرة. ودعت الشرطة أفرادها إلى اليقظة والحذر. في حين أعلن الشخص المتطرف الذي أحرق المصحف أنه سيقوم بفعل مماثل أمام السفارة الإيرانية في ستوكهولم في الثالث من أغسطس. بينما تراجع شخص آخر عن طلب تقدم به للشرطة لحرق المصحف أمام السفارة الإيرانية السبت المقبل وقال إنه يجب أن يحترم الإسلام ويعتذر لجميع الإيرانيين.
الحكومة السويدية تلتزم الصمت المطبق إزاء الأزمة المتصاعدة منذ حرق المصحف في ستوكهولم. فيما قال خبراء إن الحكومة حذرة جداً لأنها تعرضت لانتقادات في المرة الأخيرة التي تحدثت فيها. الأزمة بين السويد وعدد من الدول الإسلامية تتصاعد والمرشد الإيراني علي خامنئي يتهم السويد بإعلان الحرب على العالم الإسلامي. في حين لم تعلق الحكومة السويدية على كل ذلك سواء في وسائل الإعلام أو من خلال قنواتها الخاصة، رغم محاولات الاتصال المتكررة من وسائل الإعلام السويدية. وكانت وزارة الخارجية السويدية أدانت حرق المصحف في نهاية يونيو، غير أنها تعرضت لانتقاد من خبراء قانونيين اعتبروا أنه ليس من مهمة الحكومة إبداء رأيها في مسائل تخص حرية التعبير. وعندما تم تعليق دمية على شكل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خارج مبنى بلدية ستوكهولم، أدان رئيس الوزراء أولف كريسترشون ووزير الخارجية توبياس بيلستروم الفعل، فانتقد رئيس SD جيمي أوكيسون موقف الحكومة. وإضافة إلى الضغوط الخارجية، يبدو أن الحكومة تتعرض لضغوط معاكسة من حليفها SD الذي ينتقد كل تصريح تحاول فيه الحكومة تهدئة الغضب المتعلق بحرق المصحف. وكانت مجموعة التنسيق الاستراتيجي للمكاتب الحكومية عقدت يوم الجمعة الماضي اجتماعاً طارئاً لبحث الأزمة. غير أن مكتب رئيس الوزراء رفض الإفصاح عما قيل في الاجتماع.
أمام صمت الحكومة، خرجت المعارضة عن صمتها. وطالب الاشتراكيون الديمقراطيون الحكومة اليوم بتقديم معلومات للبرلمان عن أزمة حرق المصحف. المتحدث في قضايا السياسة الخارجية باسم الحزب مورغان يوهانسون قال إن السويد في وضع دراماتيكي يزداد سوءاً بالتدريج. الاشتراكيون طلبوا عقد اجتماع طارئ للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان في أسرع وقت ممكن لمناقشة ما يحدث. وقال يوهانسون إن الغرض من ذلك أن تبلغ الحكومة البرلمان برؤيتها للأزمة، وما التدابير التي يتم اتخاذها لحماية الأرواح والمصالح السويدية، وكيف تنوي التصرف في المستقبل. واحتفظ يوهانسون بلهجة هادئة تجاه الحكومة أمام الضغط الخارجي الذي تتعرض له وقال إن المعارضة لا تنتقد أداء الحكومة لكنها تفترض أنها ستتخذ التدابير اللازمة لحماية الأرواح والمصالح السويدية. غير أنه أشار إلى أن الحكومة تتخبط خلال الأزمة ولم تقل شيئاً من الناحية العملية. وتوقع يوهانسون أن تؤيد أحزاب الحكومة وديمقراطيو السويد (SD) انعقاد لجنة الشؤون الخارجية، لأن تلك طريقة السويديين في مواجهة أزمات كهذه.
أزمة حرق المصحف غابت عن تصريحات الرئيس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حديثه عن عضوية السويد في الناتو. أردوغان أكد أن برلمان بلاده سيصوت على طلب السويد بالانضمام للحلف في أكتوبر بعد العطلة الصيفية. وقال أردوغان لصحفيين أمس إن تركيا ستقوم بدورها عندما يعود البرلمان للانعقاد”. وكان الرئيس التركي وعد خلال قمة الناتو في ليتوانيا بإحالة الطلب السويدي إلى البرلمان للموافقة عليه “في أقرب وقت ممكن”، دون تحديد موعد. وتأمل الحكومة السويدية أن ينعقد البرلمان خلال فصل الصيف، حتى تصبح السويد عضواً كامل العضوية في الحلف قبل أكتوبر. وقطع البرلمان التركي عطلته الصيفية وعقد اليوم جلسة استثنائية، لكن لمناقشة اقتراح بزيادة الحد الأدنى للأجور والمعاشات التقاعدية. وكان أردوغان توعد السويد والغرب بعد أزمة حرق المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم يناير الماضي. لكنه وافق على إحالة طلب السويد للبرلمان بعد ضغوط غربية خلال قمة الناتو في ليتوانيا.
في أخبارنا المنوعة، شابة سويدية تعثر على صورها التي غرقت في الماء قبل سنوات طويلة. في إحدى أمسيات الصيف قبل 12 عاماً سقطت سانا فريدهولم التي كانت طفلة حينها في الماء وكانت تحمل كاميرتها الجديدة، فاختفت الكاميرا دون أن يظهر لها أثر. وقبل يومين كان متطوعون في منظمة Rena Mälaren يبحثون عن النفايات في تحت المياه في منطقة ناكا وهناك عثروا على الكاميرا المختفية. مؤسس المنظمة فريدريك يوهانسون هو الذي وجد الكاميرا على عمق ستة أمتار. فأخرج منها بطاقة الذاكرة وجففها لساعات ثم شحنها لفترة طويلة، وبعد ذلك ظهرت الصور فجأة”. نشر يوهانسون منشوراً على انستغرام يبحث عن مالك الكاميرا. وبعد ساعة واحدة فقط، علقت سانا على المنشور وقالت إنها استيقظت على عدة رسائل من أصدقاء قدامى شاهدوا المنشور وأرسلوه لها. تقول سانا إنها لم تكن تتوقع إطلاقاً أن تعود الصور بعد كل هذه المدة.