تداعيات الرسوم الجمركية والحرب التجارية تتوالى. اليوم واصلت بورصة ستوكهولم تراجعها الحاد في ظل موجة هبوط تضرب الأسواق المالية الأوروبية والعالمية. كما تراجع الكرون اليوم بعد انتعاشه مؤخراً. ورغم الأزمة المتفاقمة عالمياً، استمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدفاع عن قراراته الجمركية وقال إن أسعار النفط والفائدة والطعام تراجعت، مؤكداً أنه “لا يوجد أي تضخم”. في السويد جددت الحكومة تحذيرها من التأثيرات الاقتصادية المحتملة للرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبي. وأكدت أن السويد وأوروبا تستعدان للرد، مع الحرص على تجنّب تصعيد تجاري غير محسوب. وزيرة المالية إليزابيت سفانتيسون قالت إن الرسوم قد تؤدي إلى خفض التوقعات الخاصة بالنمو الاقتصادي في البلاد، مشددة على أن الحكومة لا تدرس حالياً تدابير أزمة جديدة، لكنها ستقدّم موازنة ربيع تتضمن تعزيزات إضافية لدعم الاقتصاد. الوزيرة اعتبرت أن السويد في وضع مالي قوي يمكّنها من مواجهة أي ركود إضافي. وزير سوق العمل ماتس بيرشون أكد أن البلاد لا تواجه حالياً خطر “البطالة الجماعية”، رغم التراجع الحاد في البورصات العالمية والتهديدات المتزايدة بنشوب حرب تجارية. وقال إن الوضع الحالي لا يدعو إلى القلق المفرط في سوق العمل. الوزير لفت إلى أن الاقتصاد السويدي يتميز بديون عامة منخفضة، ومستوى توظيف مرتفع، وشركات ذات قدرة تنافسية عالية، ما يضع البلاد في موقع قوي رغم الظروف العالمية المضطربة. ومع ذلك، أقر الوزير بأن ما يحدث حالياً على الساحة العالمية ليس إيجابياً، وقد يؤدي إلى تأخير في تعافي الاقتصاد. وزير الشؤون الاجتماعية ياكوب فورشميد أعلن عن إجراءات جديدة تستهدف حوالي 130 ألف شاب وشابة في الفئة العمرية من 16 إلى 29 عاماً، ممن لا يعملون ولا يدرسون.
لجنة تحقيق حكومية تقترح تعديل قانون الرعاية القسرية للأطفال واليافعين (إل في أو)، بما يسمح بسحب حضانة الأطفال في حالات جديدة، مثل “العنف المرتبط بالشرف” أو العيش في بيئات عائلية إجرامية. الاقتراح يقضي بتعديل القانون بحيث تُصبح “الرقابة الاجتماعية السلبية” سبباً مستقلاً للتدخل. ويشير المصطلح إلى “الضغوط أو الرقابة أو التهديدات أو الإكراهات التي تُمارَس بشكل منهجي وتقيّد حرية حياة الطفل”. رئيس محكمة الاستئناف أندش هايغسغورد، الذي ترأس لجنة التحقيق قال إن الهدف من التعديل هو توضيح القانون، مشيراً إلى أن وجود سلاح أو مخدرات في المنزل، أو تعرّض الطفل لخطر الانجرار في الجريمة عبر أحد أفراد الأسرة، يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند تقييم الحاجة للرعاية القسرية. وأكد أن القانون لحماية الطفل وليس المجتمع. الاقتراح شمل النظر في دور الوالدين في تشجيع أو تسهيل سلوكيات مدمرة لدى الطفل، لتكون سبباً إضافياً في اتخاذ قرار الرعاية. وزيرة الشؤون الاجتماعية كاميلا غرونفال رحّبت بنتائج التحقيق، ووصفتها بأنها جزء محوري من جهود الحكومة لتعزيز حماية الأطفال. ويأتي الاقتراح ضمن تقرير جزئي أصدرته لجنة تحقيق حكومية حول تعزيز حقوق الأطفال في السويد.
القصف الإسرائيلي الدموي على غزة يتواصل، وآخره مقتل وإصابة إعلاميين حرقاً في قصف على خيمة في خان يونس. وبينما خرجت مظاهرات وإضرابات في مناطق عدة من العالم تنديداً بحرب الإبادة التي تُتهم إسرائيل بشنها على القطاع، وجه وزير التجارة الخارجية والمساعدات السويدي بنيامين دوسا أقوى انتقاد وجهه حتى الآن للحكومة الإسرائيلية منذ توليه المنصب، معتبراً أن منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة “أمر فظيع وغير إنساني”. وقال دوسا في مقابلة صحفية بعد زيارة أجراها إلى إسرائيل وفلسطين ديسمبر الماضي إن الروايات التي سمعها من العاملين الميدانيين في غزة كانت من أسوأ ما سمعه في حياته. وكانت الحكومة السويدية تجنبت مراراً توجيه إدانة واضحة لإسرائيل. فيما قال الوزير إن الحكومة لم تكتفِ بإدانة الوضع، بل أثارت الموضوع مراراً مع المسؤولين الإسرائيليين، مشيراً إلى أن وزيرة الخارجية السويدية طرحت الأمر مع نظيرها الإسرائيلي، كما تعمل السويد على الضغط ضمن الاتحاد الأوروبي، سواء في المحافل المغلقة أو بشكل علني. وفي ما يخص مستقبل غزة، أوضح دوسا أن أي دعم سويدي لإعادة الإعمار على المدى الطويل يجب أن يكون مشروطاً بما أسماه “إنهاء سيطرة حماس”. كما انتقد الوزير طريقة تعامل إسرائيل مع المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية. ودافع دوسا في الوقت نفسه عن قرار الحكومة تعليق تمويل وكالة الأونروا، موضحاً أن القرار كان نتيجة مباشرة لإجراءات اتخذتها إسرائيل وصفها بأنها مؤسفة.
تصادف اليوم في السويد ذكرى هجوم دروتنينغاتان الذي وقع في العام 2017 وسط ستوكهولم وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص بعد أن قام رحمت عقيلوف بدهس الحشود عشوائياً. وبهذه المناسبة وبعد شهرين أيضاً على هجوم أوربرو الدموي الذي أسفر عن مقتل 10 أشخاص من المهاجرين، أعلنت مجموعة من المتضررين من الهجمات الإرهابية وأعمال العنف الجماعي في السويد تأسيس جمعية جديدة لضحايا الإرهاب وأقاربهم. أنيكا بيفينغتون، التي فقدت زوجها في هجوم دروتنينغاتان، أسست الجمعية الجديدة إلى جانب شخصيات أخرى تأثرت بتلك الأحداث. بيفينغتون قالت إن الهجوم الدموي الذي وقع في أوربرو هذا العام كان بمثابة “الشرارة التي دفعتنا أخيراً للتحرك”، وأضافت أن “الطاقة لم تكن موجودة من قبل، لكن الآن حان الوقت لنفعل شيئًا”. وتهدف الجمعية إلى تمكين الضحايا من الحصول على مكان في النقاشات السياسية حول تبعات الهجمات والعنف الجماعي. كما تسعى إلى تسريع إجراءات التعرف على الضحايا وتبليغ أهاليهم، وتوفير دعم نفسي فوري، إضافة إلى تقديم مساعدة قانونية وإدارية للمتضررين. بيفينغتون أشارت إلى أن التأخير في إبلاغ أهالي ضحايا أوربرو أعاد إليها ذكريات الانتظار المؤلم، حيث استغرقت 30 ساعة للحصول على خبر وفاة زوجها، ووصفت ذلك بأنه يترك ندوباً نفسية عميقة.مطاعم الكباب في السويد تشهد ضغوطاً متزايدة بسبب النقص في لحوم البقر، ما يهدد بزيادة أسعار أطباق الكباب، كما يهدد استمرارية عدد من المطاعم. النقص في لحوم البقر لا يقتصر على السويد، بل يُلاحظ في مختلف أنحاء أوروبا، ويعود ذلك جزئياً إلى الصعوبات الاقتصادية التي تواجه منتجي اللحوم، ما جعلهم غير قادرين على الاستثمار في الإنتاج، بحسب منظمة منتجي اللحوم السويديين. المنظمة لفتت إلى أن النقص في المعروض مع استمرار الطلب المرتفع ساهم في دفع الأسعار نحو الارتفاع. وقال صاحب أحد المطاعم إن سعر الكيلوغرام الواحد من الكباب الذي يشتريه ارتفع بمقدار 15 كرون منذ بداية العام. فيما قال أحد مورّدي الكباب في ستوكهولم إن بعض أصحاب مطاعم الكباب يفكرون في بيع أعمالهم بسبب الوضع الاقتصادي، متوقعاً أن ترتفع الأسعار أكثر خلال الأشهر المقبلة. وفي سياق متصل شهدت رفوف المتاجر سويدية نقصاً ملحوظاً في القهوة مع توقعات بارتفاع كبير في أسعار البن والقهوة هذا الأسبوع، ما دفع كثيرين إلى التهافت على الشراء وتخزين الكميات المتاحة. ويُعزى ارتفاع الأسعار إلى ضعف المحاصيل في الدول المنتجة، وعلى رأسها البرازيل، ما أدى إلى مستويات قياسية في أسعار البن الخام في البورصات العالمية .