فجّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قنبلته الجمركية. رسوم شاملة على الواردات إلى الولايات المتحدة، بينها 20 بالمئة على واردات دول الاتحاد الأوروبي، بما فيها السويد. خبراء ومسؤولون حذّروا من المخاطر الكبيرة لرسوم ترامب على التجارة الدولية والاقتصاد العالمي، فيما أكدت السويد والاتحاد الأوروبي استعدادهما للرسوم والرد عليها، رغم تأثيراتها المتوقعة. ترامب اعتبر أنّ قراره بمثابة “إعلان استقلال اقتصادي” للولايات المتحدة و”يوم تحرير”. فيما قال رئيس الوزراء أولف كريسترشون في مؤتمر صحفي إن إعلان أمس قد يكون أكثر ضرراً مما توقع كثيرون. مشدداً على أن الحكومة كانت مستعدة لاحتمال تدهور الأوضاع. وستدعو الحكومة منظمات أرباب الأعمال والنقابات إلى اجتماع لمناقشة التطورات. وزير التجارة الخارجية بنيامين دوسا وصف قرار ترامب بأنه “غير مفهوم ومؤسف”، وقال دوسا إن السويد دولة صغيرة تعتمد بشكل كبير على التصدير، وستتأثر سلباً بهذه الرسوم، مشيراً إلى أن صادرات السيارات ستكون الأكثر تضرراً. في حين أعلنت شركة فولفو أنها ستنقل مزيداً من إنتاجها إلى مصنعها في ولاية ساوث كارولاينا الأمريكية. خبراء اقتصاديون حذّروا من أن الرسوم الجمركية ستوجه ضربة قوية للتجارة الدولية، وتزيد من تكاليف الواردات والصادرات. لكنهم اعتبروا السويد “أقل الخاسرين” مقارنة بدول أخرى مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية. المهندس المالي والباحث في جامعة ستوكهولم ريان رسول قال للكومبس إن التأثير الرئيس سيكون على الاقتصاد الأمريكي، ولأن الولايات المتحدة لها دور كبير في الاقتصاد العالمي، فإن ذلك قد يؤثر أيضاً على الاقتصاد السويدي. وقال رسول إنه في حال رد الاتحاد الأوروبي بزيادة الرسوم الجمركية فقد تصبح السلع أكثر تكلفة في السويد، ما يؤدي إلى تقليل القدرة الشرائية لسكان السويد.
فور إعلان الرسوم الجمركية الأمريكية، تراجعت البورصة في ستوكهولم وأوروبا وارتفع الذهب، في حين سجل الكرون تحسناً ملحوظاً مقابل الدولار واليورو. بورصة ستوكهولم تراجعت بنسبة 2.5 بالمئة مع افتتاح التداول صباح اليوم، كما شهدت الأسواق الأوروبية الرئيسية تراجعاً صباحياً، في حين أغلقت الأسواق الآسيوية على انخفاض خلال الليل. لكن بعد التراجع الأولي، بدأ مؤشر بورصة ستوكهولم تقليص خسائره تدريجياً. وفي المقابل، سجل الكرون ارتفاعاً. ووصل سعر الدولار إلى 9.71 كرون، وهو أعلى سعر يسجله الكرون منذ أعوام مقابل العملة الأمريكية. كما انخفض سعر اليورو إلى 10.66 كرون، وهو أفضل سعر للعملة السويدية مقابل اليورو، منذ قرابة العامين. وفي رد فعل آخر على التوترات التجارية، ارتفعت قيمة الذهب الذي يُعد ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات الاضطراب. المحللة الاقتصادية في دانسكه بنك ماريا لاندبورن قالت إن الرسوم التي أعلنها ترامب جاءت أكبر من المتوقع، وهو ما خلق حالة من القلق الشديد في الأسواق المالية. ووصف خبراء آخرون ما يجري بأنه شتاء جديد للتجارة العالمية، لكنهم استبعدوا حدوث انهيار كبير في الأسواق.
السويد قلقة من استقبال نتنياهو في هنغاريا وهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. اليوم أعلنت الحكومة الهنغارية أنها ستبدأ الانسحاب من المحكمة الجنائية بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي. وكان نتنياهو وصل إلى بودابست صباح اليوم وحظي بترحيب حار، رغم أنه مطلوب دولياً. القرار الهنغاري أثار ردود فعل دولية، بينها رد فعل السويد التي أعربت عن قلقها الشديد. وقالت وزيرة الخارجية ماريا مالمر ستينرغارد خلال اجتماع للناتو في بروكسل إن “النظام الدولي القائم على القوانين يتعرض لضغوط متزايدة، ومن المهم أن نتمسك جميعاً داخل الاتحاد الأوروبي، بسيادة القانون والمؤسسات الدولية”. الوزيرة لفتت إلى أن ما يحدث سابقة حيث لم يسبق أن دعت دولة في الاتحاد الأوروبي شخصاً مطلوباً بتهمة ارتكاب جرائم حرب. زيارة نتنياهو إلى هنغاريا هي أول زيارة له إلى بلد أوروبي منذ صدور مذكرة التوقيف بحقه. وبصفتها دولة موقعة على الوثيقة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية، فإن هنغاريا ملزمة قانوناً باعتقال نتنياهو، لكنها اختارت مغادرة المحكمة. ومن المتوقع أن تستغرق العملية وقتاً.
الحكومة تقدم مشروع قانون يقضي بتشديد القواعد في مراكز احتجاز اللاجئين التابعة لمصلحة الهجرة، بهدف تعزيز النظام والأمن داخل هذه المراكز. القانون يسمح بمزيد من التفتيش للغرف والنزلاء والزوار. وبحسب مصلحة الهجرة، تضم مراكز الاحتجاز حالياً 593 مكاناً موزعة في أنحاء البلاد، وتُستخدم لاحتجاز الأجانب الذين صدر قرار بترحيلهم. وتواجه هذه المراكز مشكلات متزايدة تتعلق بتهريب المخدرات وأحياناً الأسلحة، ما يشكل خطراً على النظام والسلامة. ومن التعديلات المقترحة إجراء تفتيش جسدي للمحتجز عند دخوله المركز، وخفض درجة الاشتباه للتفتيش. وبموجب التعديل سيتمكن موظفو المركز من تفتيش غرف النزلاء للبحث عن أشياء ممنوعة إذا اقتضى الأمر، وهو أمر غير مسموح به حالياً. كما يمكن إجراء تفتيش جسدي لجميع الزوار عند دخول المركز. وسيتم اعتماد شكل جديد من الزيارات المراقبة، مثل وجود حاجز زجاجي بين النزيل والزائر، لمنع تهريب المواد غير المسموح بها. مصلحة الهجرة رحبت بالتعديلات. في حين عبّرت منظمة الصليب الأحمر عن قلقها من أن هذه التغييرات قد تضعف الحدود الفاصلة بين مراكز الاحتجاز والسجون، ما قد يؤدي إلى وصم اللاجئين ومعاملتهم كمجرمين.
تقرير جديد يكشف أن حالات الرشوة في السويد أصبحت أكثر خطورة، حيث تضاعفت نسبة القضايا المصنفة “رشوة جسيمة” في العام 2024، مقارنة بالعام السابق. وتزداد هذه الحالات بشكل خاص في اختبارات القيادة للحصول على رخصة السياقة والفحوصات الفنية للسيارات. التقرير الصادر عن معهد مكافحة الرشوة أظهر أن نحو نصف القضايا التي صدرت فيها أحكام خلال العام الماضي صُنفت على أنها “جسيمة”، في حين لم تتجاوز النسبة 14 بالمئة في 2023. وسُجل خلال العام الماضي 34 حكماً في قضايا رشوة، وهو رقم مماثل لعام 2023. المعهد أشار إلى أن قطاعي النقل والمركبات تصدّرا قائمة القطاعات المتورطة في هذه الجرائم، حيث شملت ثلث الإدانات. التقرير أوضح أيضاً أن حوالي ثلث القضايا تتعلق بما يُعرف بـ”فساد المحاباة” وتشمل علاقات صداقة أو زمالة سابقة مثل الأصدقاء والزملاء أو رفاق الصيد، حيث يجري تفضيل أشخاص بعينهم بشكل غير قانوني.