روسيا ترد على السويد بالطرد والإغلاق

: 5/25/23, 5:53 PM
Updated: 5/25/23, 5:53 PM

العلاقات بين السويد وروسيا متدهورة وفي أسوأ حالاتها، هكذا علّق الروس وهم يعلنون اليوم طرد خمسة دبلوماسيين سويديين وإغلاق القنصلية الروسية في يوتيبوري، والقنصلية السويدية في سانت بترسبورغ. الخارجية الروسية اعتبرت القرار رداً على طرد السويد خمسة دبلوماسيين روس من أراضيها أبريل الماضي. السويد قالت حينها إن الدبلوماسيين الخمسة يقومون بأنشطة “لا تتوافق مع وضعهم كدبلوماسيين”. فيما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحٍ سابق عزم بلادها على الرد. وزاد الحديث في السويد ودول الشمال مؤخراً عن التجسس الروسي، وسط توتر متصاعد بين الطرفين نتيجة الحرب في أوكرانيا. وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم علّق على القرار الروسي بالتعبير عن أسفه، مشيراً إلى أن قنصلية السويد في سانت بترسبورغ كانت قوة دفع في العلاقات بين الشعبين. وأضاف أن قرار روسيا يشكل دليلاً إضافياً على الاتجاه السلبي للسياسة الروسية، وعزلتها الدولية. فيما قالت الخارجية الروسية إن القرار يأتي بسبب ما أسمته سياسة السويد التصادمية تجاه موسكو وحملة العداء المستمرة لروسيا. قنصلية روسيا ستغلق أبوابها في يوتيبوري نهائياً في سبتمبر المقبل، بينما سحبت موسكو إذن إقامة السويد لقنصلية في ثاني أكبر مدن روسيا.

تكتسب استطلاعات الرأي أهمية كبيرة في السويد، وبناء عليها تُغيّر الأحزاب تكتيكاتها لكسب مزيد من أصوات الناخبين. في آخر استطلاع أجراه مركز إيبسوس لصالح داغينز نيهيتر حققت أحزاب المعارضة اليسارية تقدماً كبيراً في شعبيتها منذ خسارتها الانتخابات الأخيرة، وانتقال الحكم إلى اليمين. النتائج أظهرت أن أحزاب كتلة اليسار وصلت إلى مستوى من الشعبية لم تحققه منذ تسع سنوات. وبحسب الاستطلاع فإن أحزاب الاشتراكيين الديمقراطيين والبيئة واليسار قادرة على حصد أكثر من خمسين بالمئة من أصوات الناخبين في حال جرت الانتخابات اليوم. ولن تحتاج أحزاب كتلة اليسار إلى أصوات حزب الوسط المصنّف تقليدياً ضمن صفوف الأحزاب البرجوازية. على ضفة اليمين، عاد حزب ديمقراطيي السويد SD لتصدر المشهد بعد أشهر من التراجع، وتجاوز حزب المحافظين محققاً نسبة 19 بالمئة، بينما حقق المحافظون 18 بالمئة في شهر مايو. تحليلات إعلامية عزت ذلك إلى الزخم الإعلامي لرئيس الحزب جيمي أوكيسون خلال الأسابيع الأخيرة، ومواقفه حول الهجرة وتعدد الثقافات والاتحاد الأوروبي، الأمر الذي جميع اليمين المتطرف حوله. في حين ما زال حزبا المسيحيين الديمقراطيين والليبراليين يصارعان للحفاظ على عتبة الأربعة بالمئة المطلوبة لدخول البرلمان.

ونبقى في استطلاعات الرأي، حيث بات ممكناً للمرة الأولى في السويد المشاركة باللغة العربية في استطلاعات الرأي المعتبرة. مؤسسة الكومبس الإعلامية أطلقت بالتعاون مع مؤسسة تحليل البيانات Demoskop أول منصة استطلاعات للرأي في البلاد للناطقين بالعربية. وتشكّل المنصة التي تحمل اسم “وصّل صوتك” فرصة أمام الناطقين بالعربية لإسماع أصواتهم للمجتمع السويدي وصنّاع القرار، خصوصاً أن ديموسكوب من مراكز الاستطلاعات المهمة التي قاربت نتائج استطلاعاتها الواقع في الانتخابات الأخيرة. لا تقتصر استطلاعات المنصة الجديدة على السياسة والانتخابات بل يمكن للمشاركين تقديم رأيهم في جميع قضايا المجتمع المطروحة للنقاش وبهوية مجهولة تماماً. ولتكون المنصة ممثلة للناطقين بالعربية ينبغي التسجيل فيها ليسهم المشاركون بتقديم رأيهم بشكل مستمر في جميع المجالات. أصوات المولودين في الخارج غالباً ما تغيب عن استطلاعات الرأي في السويد، وتريد كل من الكومبس وديموسكوب تغيير هذا الواقع من خلال منح هذه المجموعة صوتاً في الاستطلاعات، خصوصاً أن اللغة العربية تمثل اليوم ثاني أكبر لغة أم في السويد. النقاش الاجتماعي في البلاد غالباً ما يتعامل مع الناطقين بالعربية كمجموعة متجانسة، أي أنها تملك أفكاراً متشابهة، رغم أنها واقعياً تمثل مزيجاً متعدد الأوجه من الأشخاص الذين قدموا إلى السويد من بلدان عدة وفي ظروف مختلفة. إذاً هي دعوة للناطقين بالعربية لكي يدلوا بآرائهم في قضايا البلاد ويجعلوا صوتهم مسموعاً. وذلك عبر التسجيل في منصة panel.alkompis.se. مزيد من التفاصيل عن المنصة ودورها تجدونها على موقعنا الإلكتروني.

تصريح لافت أطلقه اليوم رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلد حين اعتبر أن اسرائيل لن يمكنها الاستمرار طويلاً كدولة فصل عنصري، منتقداً غياب الموضوع الفلسطيني عن سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية. بيلد شارك في مؤتمر هرتزليا حول السياسة والأمن في إسرائيل، ورأى أن عدم ذكر فلسطين يظهر أن اسرائيل لا تمتلك أي سياسة حقيقية حول واحدة من أهم القضايا الأساسية لمستقبلها. بل ذهب السياسي السويدي البارز إلى أبعد من ذلك حين نشر صورة من مغادرته لمطار تل أبيب معلقاً بالقول إن الشرق الأوسط يتحول بشكل متزايد إلى مختبر لعالم ما بعد أمريكا. تصريحات بيلد أثارت حملة ضده من قبل مؤيدي السياسات الاسرائيلية وبينهم ناشطون في اليمين واليمين المتطرف السويدي، بينما دافع كثيرون عن كلامه وانتقاده لسياسة الفصل العنصري الإسرائيلية. ويعد كارل بيلد من أبرز الشخصيات السياسية المؤثرة على الصعيد السويدي والأوروبي، حيث يرأس مؤسسة المجلس الأوروبي للسياسة الخارجية، كما طرح حزب المحافظين اسمه لتولي وزارة الخارجية في حكومة السويد الحالية لكنه رفض قبول المنصب.

ضجة حول سلوك اليافعين في مدن الملاهي حوّلت الأمر إلى حديث الساعة في السويد. جيل جديد لم يتعلم الوقوف في الطابور، هكذا وصف متحدث باسم مدينة ليسبيري في يوتيبوري الأمر، في صورة مغايرة تماماً لما عُرف عن السويديين تقليدياً باحترام النظام والطابور. اليمين المتطرف دخل على الخط كعادته وحاول ناشطوه ترويج صورة مفادها أن من يفتعل الشغب في الملاهي هم من الشباب المهاجرين. مدينة ليسبيري أعلنت سياسة صارمة ضد السلوكيات المخالفة لقواعدها، وسحبت خمسين بطاقة اشتراك بعد أقل من شهر على افتتاحها. في حين تعرضت مدينة غرونا لوند في ستوكهولم لانتقادات واسعة، بسبب عدم تجاوبها مع شكاوى طالت السلوك السيئ لبعض مرتاديها. وروى رجل عبر تويتر معاناته وأطفاله جراء مجموعة من الشبان الذين حاولوا تخطي الطابور وتصرفوا بطريقة مزعجة. كبرى وسائل الإعلام نشرت تقارير حول مدينتي الملاهي، أشاد معظمها بإجراءات مدينة ليسيبيري. فيما بقي السؤال مفتوحاً: هل نحن أمام جيل مختلف من السويديين؟

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.