رياح اليمين المتطرف تهب على أوروبا، في حين تسير دول الشمال الأوروبي عكس الاتجاه وتحقق الأحزاب الحمراء الخضراء فيها تقدماً واضحاً. في السويد كان تراجع حزب ديمقراطيي السويد إس دي العنوان الأبرز لنتائج الانتخابات الأولية بعد أن حل رابعاً بين الأحزاب مقابل تقدم مفاجئ لحزب البيئة إلى المركز الثالث. فيما حقق حزب اليسار تقدماً كبيراً. الدعم لأحزاب تيدو اليمينية الحاكمة تراجع، وفيما حصلت أحزاب المعارضة الأربعة على 57 بالمئة، حازت أحزاب تيدو 41 بالمئة. وجاء الاشتراكيون الديمقراطيون في المقدمة بحوالي 25 بالمئة من الأصوات، تلاهم المحافظون بـ17.5 بالمئة. أحزاب الاشتراكي الديمقراطي والبيئة واليسار تقدمت في المدن الثلاث الكبرى ستوكهولم ويوتيبوري ومالمو، بينما تراجعت أحزاب اليمين الأربعة في هذه المدن. حزب اليسار حقق تقدماً واضحاً في معظم مناطق السويد، وتمكن من حصد مقعد إضافي له في البرلمان الأوروبي. وإضافة إلى المدن الكبرى، تمكن اليسار من تحقيق تقدم كبير في المحافظات الشمالية. وفي المقابل تراجع إس دي بشكل كبير في بعض البلديات الجنوبية، بما فيها سولفيسبوري مسقط رأس رئيس الحزب جيمي أوكيسون. وبلغت نسبة مشاركة السويديين في الانتخابات 50.7 بالمئة متراجعة عن انتخابات 2019. أوروبياً، صعد تيار اليمين المتطرف في عدد من الدول، في مقدمتها ألمانيا، بينما أحدث فوز اليمين زلزالاً سياسياً في فرنسا، دفع الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إعلان انتخابات مبكرة. تقدم اليمين لم يخلّ بالتوازن السياسي في البرلمان، ورغم تقدم اليمين المتطرف فسيكون تأثيره محدوداً حسب مراقبين.

أحزاب السويد تلقت النتائج الأولية للانتخابات الأوروبية بالاحتفال. سبعة من أحزاب البرلمان الثمانية اعتبرت أنها حققت انتصارات اختلفت طبيعتها وحجمها، فيما نزلت النتائج كالصاعقة على حزب ديمقراطيي السويد إس دي الذي اعتُبر أكبر الخاسرين بين الأحزاب السويدية. ومع إعلان نتائج استطلاع صناديق الاقتراع أمس، وتراجع إس دي إلى المركز الرابع. بدت الصدمة واضحة على وجه رئيس الحزب جيمي أوكيسون، وعلى وجه مرشحه الأول تشارلي فايمرز، وكذلك قادة الحزب البارزين، والحضور في الحفل. وسرعان ما انسحب أوكيسون من بين الحضور، وكذلك فعل فايمرز، قبل أن يعودا لاحقاً في محاولة لاستيعاب الخسارة، ويتحدثا عن تمكن الحزب من الحفاظ على نوابه الثلاثة في البرلمان الأوروبي. كما صوّبا على ما أسمياه “حملة التأثير الكبيرة” التي تعرّض لها الحزب في الآونة الأخيرة. وخلال الاحتفال بثّ الحزب أغنية استخدم متطرفون في ألمانيا لحنها لتأليف أغنية عنصرية تدعو لطرد المهاجرين من ألمانيا. وشوهد النائب عن إس دي دايفيد لونغ وهو يغني كلمات الأغنية العنصرية. رئيسة مجموعة الحزب في البرلمان ليندا ليندبري علقت على الحادثة بالقول إن النائب كان ثملاً جداً. فيما علقت رئيسة الاشتراكيين الديمقراطيين مجدلينا أندرشون بالقول إن كل الآمال بتحوّل إس دي إلى حزب طبيعي تبدّدت. ناشطون يمينيون وجهوا اللوم للمهاجرين بتقدم أحزاب اليسار السويدية وتراجع إس دي. وقام أحد نواب الحزب بنشر أرقام تظهر التقدم الكبير الذي حققه حزب اليسار في مناطق يتركز فيها مهاجرون وبينها مالمو ورينكبي في ستوكهولم.

أزمة الرعاية الصحية تتجه لمزيد من التعقيد، وإضراب الموظفين مرشح للتوسع اعتباراً من الساعة الحادية عشرة صباح غد الثلاثاء. نقابة موظفي الرعاية الصحية قالت إنه من المتوقع توسيع الإضراب، رغم المحادثات التي تجري اليوم مع المحافظات والبلديات. المسؤولة الصحفية في منظمة المحافظات والبلديات هيلين ليندستراند قالت إن المنظمة تنتظر عرضاً من وسطاء التفاوض، لكن ليس من المرجح أن يكون هناك أي عرض اليوم. وفي حال لم يتم إحراز أي تقدم بين الطرفين، فسيدخل توسيع الإضراب حيز التنفيذ ويشمل 1900 موظف جديد. وكان النزاع بين النقابة وأرباب العمل بدأ منذ نهاية أبريل، حيث فرضت النقابة “حصاراً نقابياً” يمنع تشغيل الموظفين أوقاتاً إضافية. وفي 4 يونيو أضرب عدد من الموظفين في بعض المحافظات، وشمل الإضراب في مرحلته الأولى حوالي ألفي عضو من أعضاء النقابة في سبعة من أكبر مستشفيات البلاد، قبل أن تعلن النقابة تعديلاً على الإضراب بحيث “لا يشكل خطراً على المجتمع”. ويمثل تقصير ساعات العمل العقبة الأكبر في المفاوضات، حيث يشكو الموظفون من ضغط كبير في العمل ويطالبون بتخفيض ساعات العمل، في حين يقول أرباب العمل إن تخفيض ساعات العمل غير ممكن مالياً.

قررت مصلحة الضرائب السويدية تطبيق إجراء جديد يقضي بإبلاغ الشخص في حال سجل شخص آخر في عنوانه دون معرفته. ولا يمكن للمرء حالياً معرفة المسجلين في عنوانه إلا بمراسلة مصلحة الضرائب، وهو أمر تريد المصلحة تغييره بحيث تقوم هي بإبلاغ الشخص مباشرة في حال جرى تسجيل أي شخص جديد في عنوانه. وتهدف المصلحة من ذلك إلى الحد من التلاعب في عناوين السكن، حيث يقوم مجرمون ومحتالون بتسجيل أنفسهم في عناوين دون معرفة أصحابها. المنسقة في مصلحة الضرائب كايسا توريستن حثت الأشخاص الذي يتلقون رسالة من المصلحة على الرد عليها في أسرع وقت ممكن. ويمكن للشخص في السويد تسجيل عنوانه في أماكن ليس لديه اتصال حقيقي بها، ودون أن يعرف من يعيشون فيها بذلك. وجرى استغلال ذلك من قبل مجرمي العصابات. وزاد التركيز على هذه المشكلة بعد نشر عناوين أشخاص استُهدفوا في جرائم العصابات.

حالة من الفوضى في محكمة بجنوب ستوكهولم اليوم. الجلسة كانت لمحاكمة ثلاثة فتيان بثلاث جرائم قتل وقعت في ستوكهولم الخريف الماضي ضمن الحرب الدموية بين عصابات المدينة. الصراخ علا داخل قاعة المحكمة، بعد أن سخر أحد المتهمين من أهالي الضحايا. أحد الأقارب وهو فنان معروف في السويد قام بكسر كرسي وجهاز تلفزيون، بعدما أثار المتهم غضبه. ويحاكم القضاء الفتيان الثلاثة وأبرزهم فتى عمره 17 عاماً بتهمة ارتكاب ثلاث جرائم قتل، وسبع محاولات قتل أخرى. ووفق لوائح الاتهام، جرى تكليف الفتى بالمهمة من قبل فتى آخر يبلغ من العمر 15 عاماً. بينما قامت فتاة تبلغ 16 عاماً بتسليم سلاح الجريمة. ووجه الادعاء العام إلى الفتى تهمة قتل أب رمياً بالرصاص أمام أسرته في منزله بجنوب ستوكهولم، ثم قيامه بعد أقل من 14 ساعة على قتل شابة، وامرأة أخرى داخل منزل يملكه فنان معروف في تولينغه جنوب ستوكهولم أيضاً. ولم يكن أي من الضحايا الثلاث على علاقة بالعصابات، لكنهم ذهبوا ضحية الحرب بين فصائلها المتصارعة على سوق المخدرات والنفوذ في ستوكهولم ومدن أخرى.