الكومبس- دولية: توفي يوم أمس السبت الحاج محمد الخشالي صاحب مقهى الشابندر التراثية في بغداد عن عمر ناهز 93 عاماً ليفقد العراق برحيله رمزاً ثقافياً واجتماعياً ترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة شارع المتنبي و العراقيين ويُعد مقهى الشابندر الذي تأسس عام 1907 واحداً من أبرز معالم بغداد الثقافية إذ شكّل ملتقى للأدباء والمثقفين والسياسيين على مدار عقود.
رئيس الوزراء العراقي يعزي بوفاة الخشالي
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أصدر بياناً نعى فيه الخشالي وقال ” إن الراحل مثّل حالة عراقية متميزة إذ جمع بين الأثر الاجتماعي والرمزية الثقافية. لقد كان مثالاً للصبر والتضحية، خصوصاً بعد فقدانه أربعة من أبنائه في التفجير الإجرامي الذي استهدف شارع المتنبي عام 2007″. وأضاف ” للفقيد الرحمة والرضوان ولذويه ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
فقد أبنائه الأربعة في تفجير شارع المتنبي عام 2007
وكان الراحل قد تحدث في مقابلات سابقة عن الحزن العميق الذي خلفه تفجير شارع المتنبي، قائلاً ” أعتبر حياتي انتهت منذ عام 2007 عندما فقدت أربعة من أبنائي وحفيدي في الانفجار. ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش ألم الفقد حتى مرضت زوجتي وتوفيت بعد أن غلبها الحزن عليهم”.
وعلى الرغم من المآسي أصر الخشالي على إعادة ترميم مقهى الشابندر بعد أن دُمّر 70% منه جراء التفجير ليعيد افتتاحه ويواصل دوره كملتقى ثقافي يجمع مختلف الأطياف. وكان الخشالي قد تولى إدارة المقهى منذ عام 1963 وظل وفياً له حتى وفاته ليحافظ على رمزيته كذاكرة وطنية وشاهد حي على التاريخ العراقي الحديث.
مقابلة خاصة مع الكومبس
وفي عام 2023 أجرت الكومبس مقابلة مصورة مع الحاج محمد الخشالي داخل مقهى الشابندر في العاصمة العراقية بغداد حيث تحدث عن تاريخ عائلة الشابندر العريقة التي جاءت من سوريا وكذلك عن تاريخ المقهى وأهميته الكبيرة لدى العراقيين وزوار بغداد من طلاب العلم والسياسيين والسياح.
برحيل الحاج محمد الخشالي يودّع العراق شخصية فريدة جمعت بين الأصالة والصمود تاركاً إرثاً ثقافياً سيظل محفوراً في ذاكرة شارع المتنبي وكل من زار مقهى الشابندر.