صدمة في السويد بعد الهجوم الإرهابي

: 10/17/23, 5:43 PM
Updated: 10/17/23, 5:43 PM

“هجوم إرهابي على السويد ومواطنيها” هكذا وصف رئيس الوزراء أولف كريسترشون مقتل سويديين بالرصاص وإصابة ثالث بجروح خطيرة في هجوم بروكسل. كريسترشون قال إن المهاجم أمضى بعض الوقت في السويد وقدّم طلب لجوء في بلجيكا لكن طلبه رفض. وكان سويديان أعمارهما 60 و70 عاماً قتلا وأصيب ثالث بإطلاق نار وسط بروكسل مساء أمس قبل ساعة ونصف من المباراة التي كانت ستجمع المنتخبين السويدي والبلجيكي ضمن تصفيات البطولة الأوروبية بكرة القدم. ونشر شخص اسمه عبد السلام جيلاني مقطع فيديو قال فيه إنه قتل سويديين معلناً تأييده لتنظيم داعش الإرهابي. حالة من الرعب عاشها جمهور المنتخب السويدي بعد انتشار الخبر، خصوصاً أن المهاجم بقي طليقاً. الشرطة البلجيكية طلبت من المشجعين البقاء في الملعب بعد إلغاء المباراة في منتصفها، وبقي بعض المشجعين في الملعب ساعات بانتظار استكمال عملية إخلائهم التي انتهت عند الرابعة فجراً. فيما أعلنت السلطات البلجيكية أنها وفرت لهم حماية أمنية خلال مغادرتهم إلى مطار بروكسل الدولي. وأعلنت وزارة الداخلية البلجيكية صباح اليوم مقتل منفذ الهجوم، والعثور على السلاح الآلي الذي استخدمه. خبر الهجوم أثار حالة من الصدمة في السويد وتوالت ردود الفعل السياسية والشعبية المنددة بالهجوم. فيما قال رئيس الوزراء إن السويد يجب أن تحمي مجتمعها الديمقراطي المنفتح، وتدافع عن قيمها، مؤكداً أنه يجب على الأشخاص الخطرين من غير المواطنين السويديين مغادرة السويد فوراً.

فيما تنتظر إسرائيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن غداً لإظهار دعمه لها، يتواصل القصف الإسرائيلي المكثف على غزة. وكالة الأنباء السويدية TT قالت إنه جرى تهجير أكثر من مليون شخص من منازلهم في غزة مع استمرار إسرائيل في غاراتها على القطاع، واحتمال شنّ هجوم برّي. عدد سكان مدينة خان يونس البالغ 800 ألف شخص تضاعف مع استقبالها مئات آلاف النازحين من مناطق شمالية في غزة. كما تجمع آلاف الفلسطينيين على مقربة من معبر رفح المغلق الذي يربط القطاع بمصر. الوكالة السويدية نقلت عن أحد الفلسطينيين حديثه عن حالة الدمار والموت التي حلت بغزة مع انتشار الجثث في الشوارع وتحت المباني المدمرة و”رائحة الموت في كل مكان”. فيما استمرت التهديدات لجنوب القطاع الذي استقبل عدداً كبيراً من النازحين، مع استهداف اسرائيل لخان يونس ورفح. وعلى الطرف المقابل تشهد بعض مناطق إسرائيل نزوحاً مع اضطرار نحو نصف مليون من سكانها إلى مغادرة منازلهم خوفاً من الصواريخ المنطلقة من غزة. وأخلت اسرائيل جميع البلدات القريبة من غزة، كما أخلت 20 قرية قرب الحدود مع لبنان. وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال إن زيارة بايدن ستبحث أيضاً في خطة لإيصال المساعدات إلى المدنيين في غزة. ومن المقرر أن يزور بايدن أيضاً الأردن حيث يلتقي الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لمناقشة الوضع في غزة. وكانت أمريكا أعلنت أمس عزمها إرسال 2000 عسكري لدعم عمليات اسرائيل في قطاع غزة، غير أنها أكدت عدم مشاركتهم في مهام قتالية.

وزارة الخارجية السويدية تدعو المواطنين الموجودين خارج البلاد إلى توخّي الحذر، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف سويديين في بروكسل أمس. الوزارة حثّت السويديين في الخارج على زيادة اليقظة والاستماع إلى نصيحة السلطات المحلية. كما نصحتهم بتسجيل أسمائهم في القائمة السويدية وتحميل تطبيق UD Resklar. وفي بيان آخر، حثت وزارة الخارجية المواطنين بعدم السفر “غير الضروري” إلى لبنان بسبب الوضع الأمني هناك، مع تصاعد التوتر عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل. واشتكى مواطنون سويديون موجودون في لبنان وتواصلوا مع الكومبس، من إلغاء شركات الطيران لعدة رحلات سفر خلال الأيام الأخيرة، ما منعهم من مغادرة لبنان والعودة إلى السويد. وتحدثوا عن قلقهم من إمكانية تدهور الأوضاع الأمنية قبل عودتهم إلى السويد. وتشهد حدود لبنان منذ بدء الأحداث الأخيرة في غزة وإسرائيل، اشتباكات شبه يومية. في سياق متصل، شددت وزارة الخارجية السويدية تعليماتها بخصوص السفر إلى إسرائيل وحثت على عدم السفر للمنطقة الحدودية مع قطاع غزة على مسافة 40 كيلومتراً من الحدود. كما حثت على عدم السفر إلى المنطقة الحدودية مع لبنان على مسافة 10 كيلومترات من الحدود، وكذلك السفر إلى مرتفعات الجولان المحتلة.

جدل كبير في السويد بسبب تغريدة نشرتها النائبة عن حزب ديمقراطيي السويد SD في البرلمان جيسيكا ستيغرود بعد هجوم بروكسل. النائبة انتقدت حماية الشرطة البلجيكية لرئيس الوزراء السابق فريدريك راينفيلد الذي كان في الملعب أثناء الهجوم. وقالت النائبة إن راينفيلد كان يجب أن يُجبر على البقاء هناك دون أي حماية من الشرطة، معتبرة أنه يتحمل مسؤولية فتح باب السويد أمام اللاجئين من سوريا. انتقادات لاذعة وجهت للنائبة ما دفعها إلى حذف تغريدتها. الجدل وصل إلى رئيس الوزراء أولف كريسترشون وزعيمة المعارضة مجدلينا أندرشون. كريسترشون وصف تغريدة النائبة بـ”غير المسؤولة”. فيما قالت أندرشون إنها عجزت عن الكلام عندما قرأت التغريدة، داعية رئيس الحكومة إلى التصرّف تجاه التصريحات الصادرة عن حزب حليف للحكومة. أندرشون لفتت أيضاً إلى أن التغريدة تستهدف كريسترشون أيضاً باعتباره كان وزيراً في حكومة راينفيلد، داعية الجميع إلى تخفيف اللهجة وعدم إشعال الصراع السياسي في ظل الوضع المتوتر السائد.

اقتصادياً، أصدر محافظ البنك المركزي إريك تيدين تحذيراً للسويديين دعاهم فيه إلى الاستعداد لفترة طويلة من استقرار أسعار الفائدة عند مستوى مرتفع، معتبراً أن هناك تفاؤلاً مفرطاً بشأن سرعة تخفيض أسعار الفائدة. تيدين قال إن مسار أسعار الفائدة مستقبلياً سيكون أكثر استقراراً ولن يشهد ارتفاعاً وانخفاضاً حادّين، وذلك بسبب تحدّيات التضخم، غير أنه لفت في الوقت نفسه إلى عدم اليقين فيما يتعلق بمدّة استمرار معدلات الفائدة المرتفعة. التوقعات الاقتصادية تجمع على عدم وصول أسعار الفائدة في السويد إلى قمتها بعد، مع ترجيحات بزيادتها مجدداً في نوفمبر المقبل. ورغم التراجع الشهري لمعدل التضخم في السويد فإن المصرف المركزي يعتبر أنه ما يزال مرتفعاً، ويهدف إلى خفض التضخم إلى حدود 2 بالمئة خلال عامين.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.