عهد جديد في سوريا. آلاف السوريين يحتفلون داخل البلاد وخارجها بسقوط الرئيس بشار الأسد بعد هجوم خاطف شنّته فصائل المعارضة المسلحة وانتهى بدخولها دمشق. نصف قرن من تاريخ سوريا طوي الآن فيما تدخل الآن مرحلة من الترقب. التقدم السريع والخاطف الذي نفذته قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، التي كانت متحالفة سابقاً مع تنظيم القاعدة، أحد أهم نقاط التحول في منطقة الشرق الأوسط منذ أجيال. بينما قضى سقوط الأسد على معقل مهم لإيران وروسيا. حكومات كثيرة في العالم رحبت بنهاية حكم الأسد بينما سعت لتقييم الشرق الأوسط الجديد. الرئيس الأمريكي جو بايدن قال إن سوريا في مرحلة من الخطر والضبابية. ولا تزال هيئة تحرير الشام مصنفة جماعة إرهابية في الولايات المتحدة وتركيا والأمم المتحدة، رغم أنها قضت أعواما في محاولة إضفاء الاعتدال على صورتها وتحسينها لطمأنة حكومات العالم والأقليات في سوريا. فيما كشف وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني بات مكفادن اليوم أن بلاده قد تدرس رفع الحظر عن “هيئة تحرير الشام”. كما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول أمريكي كبير أن الولايات المتحدة لا تستبعد رفع الجماعة من قائمة الإرهاب، فيما أكد مسؤولون أمريكيون وجود اتصالات مع الجماعات التي أطاحت بالأسد. وتواجه قوات المعارضة الآن مهمة شاقة تتمثل في إعادة بناء وإدارة البلاد بعد حرب خلفت مئات الآلاف من الضحايا، ودمرت المدن واقتصاداً استنزفته العقوبات العالمية. وستحتاج سوريا إلى مليارات الدولارات من المساعدات. وكانت أزمة اللاجئين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط واحدة من أكبر الأزمات في العصر الحديث في أوروبا، وأدت إلى تداعيات سياسية بعد وصول مليون شخص إلى أوروبا في عام 2015. القيادة المركزية الأمريكية أعلنت اليوم أن قواتها نفذت عشرات الغارات الجوية على معسكرات وعناصر معروفة لتنظيم “داعش” في وسط سوريا أمس الأحد. وفي الأثناء، أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا منحت اللجوء السياسي للرئيس السوري السابق بشار الأسد وأسرته. وأكد بيسكوف أن القرار اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل شخصي. وداخل سوريا أفادت تقارير إعلامية بأن فصائل المعارضة السورية ستقوم بتكليف محمد البشير، رئيس حكومة الإنقاذ” في إدلب، بتشكيل حكومة مؤقتة تتولى قيادة الحكومة الانتقالية في البلاد.

في السويد، قالت وزيرة الخارجية ماريا مالمر ستينرغارد إن “نظام الأسد في دمشق سقط بعد ما يقرب من 14 عاماً من الحرب الأهلية ووحشية لا يمكن تصورها ضد الشعب السوري”. الوزيرة أكدت أهمية ضمان حماية السكان المدنيين، وإعادة بناء البنية التحتية، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، لكنها أشارت أيضاً إلى أنه لا يزال من المبكر استخلاص نتائج واضحة حول ما ستعنيه هذه التطورات. وكانت الوزيرة دعت مواطنيها إلى مغادرة سوريا باستخدام الطرق المتاحة، مؤكدة أن وزارتها لديها فرص محدودة للغاية لمساعدة السويديين الموجودين في البلاد. وأمس خرجت تجمعات في المدن السويدية الكبرى احتفالاً بسقوط حكم الرئيس السابق. فيما دعا رئيس حزب ديمقراطيي السويد إس دي، جيمي أوكيسون، إلى إعادة تقييم تصاريح الإقامة الممنوحة للسوريين في السويد بعد احتفالاتهم. وكتب أوكيسون على منصة إكس أن هناك كثيراً مما يشير إلى أن سوريا انتقلت الآن من “الرمضاء إلى النار”، لأن قوى إسلامية مدمرة تقف وراء تغيير السلطة. على حد تعبيره. واعتبر أوكيسون أن شعور مجموعات في السويد بالفرح تجاه هذا. يجب أن يعتبر فرصة جيدة للعودة إلى الوطن”. كما اعتبر أوكيسون أن الأوضاع الجديدة “تتطلب تقييمات جديدة أيضاً”، داعياً إلى إعادة النظر في تصاريح الإقامة للأفراد الذين اختاروا الانتقال من سوريا إلى السويد. وزير الهجرة يوهان فورشيل رد على تصريح أوكيسون بالقول إنه من المبكر استخلاص استنتاجات طويلة الأمد حول التطورات في سوريا. وأوضح الوزير أنه وفقاً للقانون الأوروبي، يجب أن تكون التغييرات في الوضع “جوهرية ودائمة” لكي تؤثر على الحق في اللجوء. ويبلغ عدد الأشخاص المولودين في سوريا والمقيمين في السويد أكثر من 197 ألف شخص ما يجعلهم المجموعة الأكبر بين المهاجرين في البلاد. ومن بين هؤلاء، يوجد أكثر من 44 ألف شخص يحملون الجنسية السورية ولا يحملون الجنسية السويدية.

مصلحة الهجرة السويدية تعلن تعليق معالجة طلبات لجوء السوريين مؤقتاً. المصلحة قالت في بيان إنه من غير الممكن تقييم أسباب اللجوء بسبب الوضع الحالي. ويعني تعليق معالجة الطلبات أنه لن تكون هناك أي قرارات بمنح الإقامات أو الترحيل حتى إشعار آخر. دول أوروبية عدة اتخذت موقفاً مشابهاً وأعلنت تعليق معالجة طلبات اللجوء المقدمة من السوريين. المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين الألماني قام بتعليق جميع طلبات اللجوء المقدمة من المواطنين السوريين حتى إشعار آخر، لتتبعه كل من النمسا، الدنمارك، والنرويج في الإعلان عن خطوات مشابهة. وزارة الداخلية الألمانية قالت اليوم إن معالجة طلبات اللجوء ستتوقف إلى حين اتضاح التطورات السياسية في سوريا. ويؤثر ذلك على حوالي 45 ألف سوري في ألمانيا. ويعيش أكثر من 800 ألف شخص من حاملي الجنسية السورية في ألمانيا، حيث جاء معظمهم كلاجئين بعد قرار المستشارة السابقة أنجيلا ميركل عام 2015 فتح أبواب البلاد لأكثر من مليون طالب لجوء. وكانت سوريا هذا العام الدولة الأولى من حيث عدد طلبات اللجوء في ألمانيا، حيث تم تقديم أكثر من 72 ألف طلب بحلول نهاية نوفمبر. وفي النرويج قالت مديرية الهجرة النرويجية ستوقف مؤقتاً معالجة طلبات اللجوء للسوريين، سواء بالقبول أو الرفض. يأتي ذلك وسط تصاعد دعوات أحزاب يمينية في مختلف دول الاتحاد الأوروبي، بينها السويد، للتشدد حيال أي موجة لجوء قادمة بسبب التطورات السورية.

دراسة جديدة لمكتب العمل في السويد تظهر أن واحداً من كل أربعة عاطلين عن العمل فقط يفكر في الانتقال إلى مدينة أخرى للحصول على وظيفة. الدراسة وجدت أن الشباب الذين ليس لديهم شريك أو أطفال هم الأكثر استعداداً للانتقال، وبشكل خاص المولودين منهم خارج السويد. في المقابل، يفضل سكان المدن الكبرى البقاء في أماكن سكنهم، حيث أبدى نحو 20 بالمئة فقط منهم استعدادهم للانتقال، مقارنة بـ30 بالمئة من سكان المدن المتوسطة أو المناطق الريفية. وكانت الحكومة زادت الضغط على العاطلين عن العمل، لحثّهم على التقدم لوظائف في أماكن أخرى. ومن بين الضغوط ربط الاستمرار في الحصول على تعويض البطالة، باستعداد الشخص للانتقال إلى منطقة أخرى، إذا لم تتوفر وظائف في مكان إقامته بعد فترة من البحث. وعند سؤال العاطلين عن العمل عن الأسباب التي تجعل ثلاثة من كل أربعة يرفضون الانتقال، أشار معظمهم إلى الظروف العائلية والشعور بالراحة في مكان الإقامة الحالي.

أوقف عدد من رياض الأطفال في مدينة أوميو شمال السويد استخدام السترات العاكسة مؤقتاً بعد وفاة طفل، عمره أربع سنوات، نتيجة حادث وقع الأسبوع الماضي. الحادث وقع يوم الخميس في روضة خاصة بأوميو، حيث أصيب الطفل بجروح خطيرة أثناء اللعب في ساحة الروضة، وتم نقله إلى مستشفى نورلاند لكنه توفي السبت الماضي. ورغم عدم تحديد ملابسات الحادثة بدقة حتى الآن، أفادت تقارير إعلامية بأن الطفل ربما علق في سترته العاكسة أثناء اللعب، ما تسبب في إصابته. بلدية أوميو عقدت اجتماعاً صباح اليوم لمناقشة الحادثة، رغم أن الروضة ليست تابعة للبلدية. وطلب المسؤولون في البلدية من مديري رياض الأطفال مراجعة إجراءات السلامة. البلدية أكدت أنها ستعمل على شراء سترات جديدة إذا ثبت أن السترات الحالية غير آمنة، إضافة إلى مراجعة إجراءات الإشراف على الأطفال أثناء الأنشطة الخارجية. وأعلن عدد من مديري رياض الأطفال عن قرارهم منع استخدام السترات العاكسة مؤقتاً كإجراء احترازي.