رئيسُ الوزراءِ السويديّ أُولف كريسترشون، وبعدَ مقتلِ أكثرَ من ستةَ عشرَ ألفَ طفلٍ في غزة، لا يزالُ عاجزًا عن الإجابةِ عما إذا كانتْ هجماتُ إسرائيلَ على المستشفياتِ في غزةَ تقعُ ضمنَ إطارِ الدفاعِ عن النفسِ بشكلٍ متناسب. لكنَّ كريسترشون وضعَ شروطًا “قويةً وشُجاعةً” على إسرائيلَ: يجبُ توخِّي الحذرِ الشديدِ عندَ قصفِ المدارسِ والمستشفيات، فقدْ يكونُ هناكَ مدنيون. هذا التحذيرُ “الهامُّ” جاءَ على لسانِ كريسترشون، بعدَ الصورِ المروِّعةِ التي نقلَها العالمُ عن قصفِ وإخلاءِ المرضى من مستشفى كمال عدوان شمالَ قطاعِ غزة.
الناشطُ السويديُّ درور فيلير وصفَ كريسترشون في منشورٍ لهُ على فيسبوك بأنَّهُ: “أسوأُ رئيسِ وزراءٍ سويديٍّ على الإطلاق”.
رئيسُ وزراءِ السويدِ قدْ لا يكونُ استثناءً، لأنَّهُ وفي امتحانِ غزةَ الإنسانيِّ سقطَ العديدُ من المسؤولينَ والرؤساءِ الدوليينَ ليحصلوا على التقييمِ الأسوأ.
فلماذا نلومُ السويدَ؟ يقولُ مُعلِّقون، خاصَّةً أنَّ السويدَ قدْ تغيَّرَتْ ولم تعدْ قضايا العدالةِ الدوليةِ، والنَّسويةِ، والبيئةِ، وحقوقِ الإنسانِ من أولوياتها، بعدَ انحيازها أكثرَ لليمين.
فيما يرى مُتفائلونَ أنَّ السويدَ لا تزالُ بخيرٍ طالما أنَّ فيها حراكًا ديمقراطيًّا وصراعًا سياسيًّا. المهمُّ أنْ لا نفقدَ الأملَ في مَنْ لا تزالُ الإنسانيَّةُ تُهِمُّهُ، وبمنْ يؤمنُ بأنَّ الحريةَ لا تتجزأ.
خاصةً ونحنُ معَ بدايةِ عامٍ جديدٍ وآمالٍ جديدةٍ بمستقبلٍ أفضلَ لكلِّ الشعوبِ التي تتوقُ للحرية. ولنا في سوريا مثال، ولنا في غزة أمل.
والمهمُّ أنَّ كريسترشون يعرفُ أنَّهُ “قد يكونُ هناكَ مدنيونَ في مستشفياتِ غزة” !