“انتصار تاريخي”، هكذا وُصف فوز دونالد ترامب الأولي بانتخابات الرئاسة الأمريكية وهو يكتسح أرقام المجمع الانتخابي ويقلب المعادلة في الولايات المتأرجحة التي اعتُبرت حاسمة قبل الانتخابات.

يعود ترامب إلى البيت الأبيض من الباب العريض فيما بدا أنه زمن ترامبي يسيطر على العالم. قوى اليمين المتطرف شعرت بالانتعاش أمام فوز سياسةٍ تريد إغلاق الحدود والانكفاء إلى الداخل. الخطابات الشعبوية التي تخوّف الناس من الآخر بدت فعّالة في حصد الأصوات حين تتحدث عن القوة والعظمة. إنه انتصار لقوة الغرب يقول رئيس حزب ديمقراطيي السويد (SD) جيمي أوكيسون.

استطلاعات الرأي تظهر أن الاقتصاد الداخلي كان القضية الأولى في سلم أولويات الناخب الأمريكي، لا العداء مع روسيا ولا قضايا الشرق الأوسط، وإن كانت سياسة الديمقراطيين إزاء غزة قد أسهمت في خسارتهم أصواتاً عربية وإسلامية قالت إنها تعاقبهم على الانحياز الكامل لإسرائيل. ليس ترامب أقل انحيازاً وهو الذي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بسيطرة إسرائيل على الجولان. غير أن ما جرى في الانتخابات قد يكون درساً لقوى اليسار الأوروبي.

السويد التي دخلت الناتو حديثاً تبدو قلقة إزاء التزام الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه الحلف. ترامب أعرب خلال حملته الانتخابية عن مواقف مثيرة للجدل تجاه الحلف. وسبق أن وصف الناتو بأنه “عفا عليه الزمن” وانتقد الدول الأعضاء لعدم التزامها بالإنفاق الدفاعي المستهدف. وفي فبراير الماضي، صرّح المرشح الجمهوري بأن روسيا يمكنها “أن تفعل ما يحلو لها” بأي دولة لم تسدد 2 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، ما أثار قلقاً بين الحلفاء في الناتو .

كما أن اختيار ترامب السيناتور الجمهوري جيمس ديفيد فانس نائباً له يزيد المخاوف. حيث يعتبر فانس معارضاً للدعم الأمريكي لأوكرانيا وينتقد اعتماد أوروبا المفرط على الولايات المتحدة، الأمر الذي يزيد المخاوف الأوروبية.

غير أن المخاوف السويدية الأكبر تتمثل في تأثير فوز ترامب على الاقتصاد. التعرفة الجمركية التي وعد المرشح الجمهوري بفرضها على البضائع تثير قلقاً كبيراً في الدولة الاسكندنافية. حسابات غرفة التجارة السويدية تقول إن رفع الرسوم الجمركية قد يهدد 80 مليار كرون من حجم الصادرات السويدية، في حين بلغ حجم التجارة مع الولايات المتحدة 562 مليار كرون العام الماضي، ما يجعلها ثالث أكبر شريك تجاري للسويد. ويتوقع الخبراء أن يرد الاتحاد الأوروبي والصين على هذه الرسوم بفرض رسوم مماثلة، ما قد يؤدي إلى حرب تجارية ستكون لها عواقب وخيمة على اقتصاد يعتمد بشكل كبير على الصادرات مثل اقتصاد السويد. وتعد صناعة السيارات أكثر القطاعات عرضة للخطر.

يثير فوز المرشح الجمهوري ردود فعل متباينة بحدة حول العالم. غير أن الواضح أن الزمن الترامبي قد يمر ثقيلاً على كثيرين، وخصوصاً قوى اليسار في السويد.