لمن صوّت مهاجرو السويد في الانتخابات الأوروبية؟

: 6/10/24, 3:26 PM
Updated: 6/10/24, 3:27 PM

انقشعت غبار المعركة الانتخابية الأوروبية. اليمين المتطرف يحرز تقدماً مهماً ويُحدث زلزالاً سياسياً في دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا دون الإخلال حتى الآن بالتوازن السياسي داخل البرلمان الأوروبي. بينما كان الوضع مختلفاً في الشمال، حيث تراجعت قوى اليمين القومي في أكثر من دولة.

في السويد كان تراجع حزب ديمقراطيي السويد (SD) العنوان الأبرز للانتخابات. للمرة الأولى منذ دخوله البرلمان في 2010 يتراجع الحزب بدل أن يتقدم. خسر SD أكثر من 2 بالمئة من ناخبيه مقارنة بالانتخابات الأوروبية في 2019 واحتفظ بمقاعده الثلاثة في البرلمان الأوروبي، غير أن تراجع ترتيبه بين أحزاب السويد قد يعني الكثير. الحزب الذي حل ثانياً في انتخابات السويد 2022 جاء رابعاً في انتخابات أوروبا. خيبة أمل كبيرة كانت واضحة على معالم جيمي أوكيسون وهو يشرح أسباب ما يمكن اعتباره “هزيمة” مقارنة بطموحات الحزب المعلنة قبل الانتخابات.

أحزاب الحكومة الثلاثة إضافة إلى SD حصلت على حوالي 41 بالمئة حسب النتائج الأولية لفرز الأصوات الذي لم ينته كلياً بعد. فيما حصلت أحزاب المعارضة مجتمعة على حوالي 57 بالمئة. في ذلك ما يشير إلى تغير في مزاج الرأي العام في العامين الأخيرين، غير أن للانتخابات الأوروبية حسابات تختلف عن الانتخابات الوطنية، فقد يصوت ناخب اليمين لحزب البيئة مثلاً في البرلمان الأوروبي، لكنه لا يمنحه صوته في انتخابات السويد. كما أن نسب المشاركة في الانتخابات تختلف بشكل جذري. في الانتخابات الوطنية تبدو المعركة الانتخابية أشد وطيساً فتتجاوز نسب المشاركة الـ80 بالمئة، في حين وصلت في انتخابات الأحد إلى حوالي 51 بالمئة.

حزبا البيئة واليسار كانا الرابحين الأكبر. الأول تقدم بأكثر من اثنين بالمئة ليحل ثالثاً بين الأحزاب. بينما تقدم اليسار بأكثر من 4 بالمئة، وكلاهما كسب مقعداً إضافياً في البرلمان الأوروبي. أحزاب الاشتراكيين والمحافظين والليبراليين حققت تقدماً أيضاً، بينما تراجعت أحزاب الوسط وSD والمسيحيين الديمقراطيين.

سيُكتب الكثير من التحليلات عن أسباب فوز الأحزاب الحمراء الخضراء بنتائج الانتخابات، وتراجع SD. وبدأ سياسيو الحزب يتحدثون عن تأثير فصيحة الحسابات الوهمية، غير أن بعضهم ذهب للحديث عن دور المهاجرين وما أسموه “التغير الديموغرافي” في الانتخابات.

من غير المعروف بعد كيف صوت المهاجرون في انتخابات الأحد، غير أن نتائج الاستطلاع الذي أجراه SVT قبيل إعلان النتائج أظهر أن 63 بالمئة من أصوات المولودين في الخارج ذهبت لأحزاب الاشتراكيين واليسار والبيئة. فيما حصل SD على 9 بالمئة من أصواتهم. معلقون كثر على وسائل التواصل تحدثوا عن تأثير حرب غزة على التصويت لحزب اليسار تحديداً بعد أن أظهر مواقف أكثر وضوحاً مقارنة ببقية الأحزاب.

دروس كثيرة سيتعلمها السويديون من نتائج ليلة الأحد. وأسئلة كثيرة ستطرح، لعل أهمها: هل بدأ SD مشوار الانحدار بعد صعوده الصاروخي، أم أن الأمر لا يعدو كونه كبوة سيستفيق منها الحزب في 2026 عندما يحين موعد المعركة الانتخابية الأهم التي ستحدد من يحكم السويد؟

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.