كل والدين دخلهما معاً أقل من 43 ألف كرون هما من الأسر الضعيفة
ثلث الأسر الضعيفة تواجه صعوبة في شراء الطعام
الآباء والأمهات الوحيدون أكثر الفئات تضرراً
آباء لا يستطيعون ملء الثلاجة وأطفال مستبعدون من الأنشطة
الكومبس ـ خاص: أظهرت دراسة جديدة أعدتها منظمة “فيريان” أن التفاوت الاقتصادي بين أسر الأطفال يزداد في السويد، ويواجه حوالي ثلث الآباء والأمهات ذوي الدخل المنخفض صعوبة في شراء الطعام. في حين قال ماترين الكفيست من منظمة فيريان رداً على سؤال للكومبس إن المولودين في الخارج غير ممثلين بشكل كاف في الدراسة باعتبارها أجريت باللغة السويدية. وقالت الأمينة العامة لمنظمة الصليب الأحمر أولريكا مودير للكومبس إن الأنشطة الواسعة للمنظمة تشمل أربعة مجالات يشكل السكان ذوي الخلفية الأجنبية جزءاً كبيراً منها، وبحسب ما لمسته المنظمة فإن هناك زيادة كبيرة في التفاوت الاقتصادي في هذه المناطق.
منظمة فيريان أجرت الدراسة بتكليف من الصليب الأحمر السويدي، واتحاد جمعيات المستأجرين، ومنظمة “زهرة مايو” ومنظمة “أنقذوا الأطفال”. وعقد ممثلو المنظمات الأربع مؤتمراً صحفياً الثلاثاء لعرض نتائج تقريرهم الذي بات يصدر بشكل سنوي.
وبين التقرير أن أكثر الفئات عرضة للخطر هم الأمهات والآباء الوحيدون ذوو الدخل المنخفض. كما أظهر أن هناك تدهوراً في الوضع الاقتصادي للأسر الضعيفة، حيث أصبح الوضع الاقتصادي لهذه العائلات أسوأ بمرور الوقت.
من هي الأسر الضعيفة؟
وبحسب التقرير فإن كل والدين متزوجين أو يعيشان معاً ودخلهما أقل من 43 ألف كرون شهرياً قبل الضرائب فهما من ذوي الدخل المنخفض. وكذلك الأب أو الام الوحيدة التي يقل دخلهما عن 30 ألف كرون قبل الضرائب.
وبحسب نتائج التقرير فإن 29 بالمئة من الأمهات والآباء الوحيدين ذوي الدخل المنخفض يواجهون صعوبة في تناول الطعام بشكل كافٍ، بزيادة قدرها 9 بالمئة مقارنة بالعام 2024. في حين كانت النسبة 1 بالمئة فقط في مجموعة المقارنة (أفراد لا يعانون من نفس الظروف أو التحديات التي تركز عليها الدراسة).
وأظهر التقرير أن 50 بالمئة من الأمهات والآباء الوحيدين ذوي الدخل المنخفض واجهت صعوبة في مناسبة أو أكثر في شراء الطعام. أما بالنسبة للآباء والأمهات الذين يعيشون معاً ولديهم دخل منخفض، فكانت النسبة 30 بالمئة، بينما كانت في مجموعة المقارنة 8 بالمئة فقط.
واضطر 44 بالمئة من الأمهات والآباء الوحيدين لاقتراض المال من أحد الأقارب أو الأصدقاء أو البنوك لدفع النفقات الأساسية مثل الإيجار والكهرباء والطعام. وكانت النسبة في الأسر التي يعيش فيها الآباء معاً 30 بالمئة.
ويعاني 60 بالمئة من الأمهات والآباء الوحيدين ذوي الدخل المنخفض من القلق بشأن قدرتهم على إعالة أطفالهم خلال الأشهر الستة المقبلة. بينما كانت النسبة بين الآباء والأمهات الذين يعيشون معاً من ذوي الدخل المنخفض 37 بالمئة، في حين يشعر 7 بالمئة من مجموعة المقارنة بالقلق نفسه.
وبحسب التقرير، واجه 27 بالمئة من الأمهات والآباء الوحيدين و21 بالمئة من الآباء والأمهات الذين يعيشون معاً صعوبة في دفع الفواتير المتعلقة بمسكنهم مثل الإيجار والقروض خلال الأشهر الستة الماضية.
ماذا عن المهاجرين؟
وخلال المؤتمر الصحفي، طرحت الكومبس سؤالاً عن الإحصاءات بخصوص الأسر من أصول مهاجرة وأجاب مارتين الكفيست من منظمة فيريانب أن الأشخاص المولودين في الخارج أو الذين ليست السويدية لغتهم الأم ممثلين بشكل أقل في هذه الدراسة. وعقبت الأمينة العامة لمنظمة الصليب الأحمر أولريكا مودير على الإجابة بالقول إن الأنشطة الواسعة للمنظمة تشمل أربعة مجالات يشكل السكان ذوي الخلفية الأجنبية جزءاً كبيراً منها. وبحسب ما لمسته المنظمة فإن هناك زيادة كبيرة في التفاوت الاقتصادي هذه المناطق.
“على المجتمع أن يتحرك الآن”
وعما يمكن أن تفعله المنظمات للحد من التدهور الاقتصادي للأسر الضعيفة، قالت الأمينة العامة للصليب الأحمر للكومبس إن الصليب الأحمر السويدي يوجه أنشطته للعمل في المجالات الأكثر حاجة، وبالطبع في المناطق المحرومة، حيث هناك ما يطلق عليه “بيوت الصليب الأحمر” التي تتمتع بأنشطة واسعة النطاق ومتزايدة.
وأضافت مودير خلال المؤتمر الصحفي “الآباء يروون لنا عن التوتر الناتج عن محاولة ترتيب أوضاعهم المالية، والأطفال يشعرون بالتهميش عندما لا يستطيعون المشاركة في الأنشطة الترفيهية أو حتى ركوب وسائل النقل العامة للقاء أصدقائهم. يجب أن يتحرك المجتمع الآن”.
الأمينة العامة لمنظمة “أنقذوا الأطفال” أوسا ريغنر قالت للكومبس إن المنظمات لا يمكنها أن تحل محل البلديات والدولة لكن تكمل عملها من خلال البرامج الكبيرة في جميع أنحاء السويد إضافة للمبادرات الخاصة الموجهة للعائلات في المناطق التي تعاني من صعوبات اقتصادية.
وأضافت ريغنر في المؤتمر الصحفي “نسمع من الآباء أنهم يفتقرون إلى المال في نهاية كل شهر. إنهم يواجهون صعوبة في تدبير أمورهم المالية اليومية وملء الثلاجة. لا ينبغي أن يكون الوضع كذلك. كما نلتقي أطفالاً يروون لنا كم هو مهم بالنسبة لهم المشاركة في الأنشطة الترفيهية المجانية مع قادة موثوقين. العديد منهم يذكرون أن الرسوم هي عائق أمام العديد الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف المشاركة. هناك حاجة إلى عمل سياسي لحل هذه المشكلة”.
“زهرة مايو” تريد جمع 90 مليون كرون
منظمة Majblomman (زهرة مايو) تجمع كل عام أموالاً من خلال أنشطة الطلاب في بيع الملصقات الخاصة بالمنظمة ويذهب ريع هذه الأنشطة إلى الاطفال الذي تواجه أسرهم أوضاعاً اقتصادية صعبة. وعن المبلغ الذي تستهدف المنظمة جمعه هذا العام، قال الأمينة العامة للمنظمة أوسا هينيل للكومبس “نريد جمع ما لا يقل عن المبلغ الذي جمعناه العام الماضي، وهو 90 مليون كرون خلال ثلاثة أسابيع”.
وأضافت “الأموال مطلوبة، وهناك حاجة كبيرة للدعم المالي للأطفال في السويد اليوم. هذا يوفر كثير من المال للملابس والأحذية، وأيضاً للأنشطة. ليتمكن الأطفال من الانخراط في بيئة اجتماعية، كلعب كرة القدم أو الغناء. لذلك من المهم للغاية أن نواصل العمل لسنوات عديدة، فالحاجة كبيرة كما يبدو”.
و عن الدعم الذي يقدمه اتحاد جمعيات المستأجرين، قالت رئيسة الاتحاد ماري ليندر للكومبس “هناك أمر نقوم به وهو الأهم على الإطلاق، وهو أننا نحاول القيام بكل ما في وسعنا للتأكد من أن تكون زيادات الإيجارات بأدنى مستوى ممكن. نحن نتفاوض على الإيجارات. هذا العام طالب الملّاك بزيادة الإيجار بنسبة 15 بالمئة لكننا خفضناها إلى أقل من 5 بالمئة في بعض الحالات، لذلك يمكننا القول إن هذه مساهمة مهمة جداً”.
ريم لحدو
مهند أبو زيتون
حقائق عن الدراسة
تم إجراء الاستطلاع في فبراير 2025 وتضمن إجابات من العائلات التي لديها أطفال في السويد. وقابل معدو الاستطلاع 1112 شخصاً.
الدخل المنخفض يشير إلى الأسر التي يتقاضى فيها الآباء والأمهات المتزوجون أو الذين يعيشون معاً دخلاً يقل عن 43 ألف كرون شهرياً قبل الضرائب، بينما يتقاضى الآباء الوحيدون أقل من 30 ألف كرون شهرياً قبل الضرائب. وتمت مقارنة النتائج مع مجموعة مقارنة مكونة من عائلات لديها أطفال بغض النظر عن الدخل.