خطاب رئيس الوزراء أولف كريسترشون للأمة الليلة يلفت بوضوح إلى أن معظم ضحايا هجوم أوربرو من خلفية أجنبية. ورغم أن الشرطة لم تتمكن بعد من تحديد دافع الجاني فإن خطاب كريسترشون ينقل النقاش السياسي في البلاد إلى بعد جديد بالتركيز ربما في الأيام المقبلة على الدوافع العنصرية.

يحاول كريسترشون توحيد السويد في لحظة عصيبة يشعر فيها كثير من السويديين من أصول مهاجرة أن حياتهم باتت على المحك. يقول كريسترشون للمرة الأولى بوضوح “هناك سويد واحدة فقط. لا نحن وهم. لا شباب ومسنين، لا مولودين هنا ومولودين في الخارج، ولا يمين ويسار”.

احتاج رئيس الوزراء لحدث هزّ السويد كلها و10 ضحايا حتى يدرك ربما أن الخطاب التقسيمي والمفاضلة بين الناس على أساس أصولهم وثقافاتهم قد يحقق بعض المكاسب الانتخابية في صفوف اليمين لكنه يهدد الاستقرار في بلاد أكثر من ربع سكانها من المهاجرين بخلفيات وأديان متعددة.

امتزجت دماء الضحايا في أوربرو من خلفيات وأديان متعددة. قصصهم الإنسانية وحّدت السويد أفضل مما تفعل الخطابات. ومع ذلك تجاوزت بعض التعليقات العنصرية الدماء متأثرة بالأجواء التي تسود النقاش السياسي في البلاد منذ تسلمت الحكومة مهامها بالتحالف مع حزب ديمقراطيي السويد (SD).

يبدو خطاب كريسترشون الليلة كمن يصحو متأخراً، لكنها صحوة على أية حال. وكما قال في خطابه “الكراهية لا تهزم بمزيد من الكراهية”، فهل سيعي حلفاؤه خطورة أعواد الكبريت التي يشعلها خطابهم؟

مهند أبو زيتون